![]() |
![]() |
![]() |
الجنين الشبيه بمضغة منحنية عليها علامات الأسنان وانبعاجات وأخاديد نتيجة تكون الأعضاء. |
والخلاصة أن طور الجنين الشبيه بمضغة تتحول فيه أكثر الخلايا إلى خلايا مُخَلَّقَة أعضاء وتبقى نسبة غير مُخَلَّقَة تنتشر في الأعضاء رصيدًا مُدَّخَرًا طول العمر لترميم وتعويض ما يتلف من خلايا الأعضاء، ويتطابق وصف الجنين الشبيه بمضغة بكون بنيته مُخَلَّقَة وغير مُخَلَّقَة في ذات الوقت على المستوى الخلوي مع وصف القرآن الكريم للجنين الشبيه بمضغة بكون بنيته مُخَلَّقَة وغير مُخَلَّقَة في ذات الوقت؛ بيانًا لعلم الله تعالى وتذكيرًا بعنايته بالإنسان وسبق التقدير بتأهيلات تحفظ عليه حياته: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا﴾ [22الحج: 5]. والآية الكريمة صريحة في تخصيص طور الجنين الشبيه بالمضغة بالوصفين (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) دون غيره من الأطوار؛ وهو الطور المتميز بثورة تكوين الأعضاء، وهي صريحة في وصف نفس المضغة بالوصفين معا؛ فلا يمكن التفريق بينهما، فهما وصفان للإنسان المقبل، ومطلعها خطاب للناس يذكرهم بما كانوا عليه وهم أجنة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ).. (فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ)، فلا يُمكن حمل (غَيْرِ مُخَلَّقَةٍ) على السقط وقد ولدوا وصاروا أهلاً للخطاب.
![]() |
وبدون تعويض عطب ما يهلك من الخلايا وتجديدها يتعرض الإنسان للموت، فكرات الدم مثلا تحتوي على الهيموجلوبين المهم للحياة، وعددها: 4-5 مليون كل مم مكعب، وتتكون في نخاع العظام وعمرها حوالي 125 يوما وتتكسر في الكبد والطحال، وعدد الصفائح الدموية يتراوح بين 250 ألف إلى 500 ألف في كل مم مكعب، ومتوسط عمرها حوالي 5-7 أيام، وبتأثير سوائل الجروح تعمل الصفائح الدموية مع بروتين البلازما (فيبرين fibrin) على وقف النزيف بتكوين الجلطة Clot، وهي وظيفة مهمة لإنقاذ الحياة؛ فقد يؤدي نقص إنتاجها إلى نزف يهدد الحياة، وتوقف الخلايا الجذعية في نخاع العظام Bone Marrow عن إنتاج خلايا الدم والصفائح خطر يهدد الحياة؛ مثلما يحدث في حالة التعرض لجرعات عالية من الإشعاع النووي.
وإلى عهد قريب لم يكن معروفا سوى الخلايا الجذعية التي في نخاع العظام، ولكنها اكتشفت حديثا في أعضاء عديدة وعرف أن مهمتها كذلك ترميم ما يتلف من الخلايا، وقد اكتشفت الخلايا الجذعية في مواضع غير متوقعة مثل لب الأسنان، ويمكنها كأي خلايا غير متخصصة أخرى بالجسم التحول إلى أي نسيج آخر؛ وليس خلايا العضو الذي توجد فيه فحسب، فماذا لو استفحل الأمر بمرض عضوي أصاب مساحة واسعة وأتلفها وتجاوز التدمير قدرتها على الترميم؟ من هنا نشأت فكرة إعانتها بإنتاج عدد وفير باستنبات الخلايا الجذعية معمليا Stem cell Cultivation في طبق لزيادة قدرتها على الترميم، وتأكد بالفعل أن الخلايا الجذعية غير المتخصصة تستطيع التحول إلى أي نوع من أنسجة الجسم إذا استنبتت في طبق بالمعمل يحتوى على سائل مغذي، ويُمكن للخلايا الجذعية المستنبتة معمليا أن تعطي خلايا متخصصة كخلايا العضلات وخلايا الدم والخلايا العصبية.
![]() |
وأول من استخدم تقنية زراعة نخاع العظام في الستينيات هو د. دونال توماس Donnall Thomas من جامعة واشنطن، ونال جائزة نوبل عام 1990 لاكتشافه إمكان استخدام الخلايا الجذعية لعلاج الأمراض، وفي عام 1998 تمكن د. جون جيرهارت John Gearhart من جامعة هوبكنز من استنبات خلايا جذعية مأخوذة من كتلة الخلايا الداخلية لجنين بشري، وفي عام 2007 استنبت د. جيمس طومسون James Thomson وفريقه من جامعة كاليفورنيا خلايا الكتلة الداخلية للحويصلة الجذعية، وتأكد من قدرتها على إنتاج خلايا متخصصة، وفي نهاية عام 2008 نجح فريق طبي في برشلونة برئاسة الإيطالي د. باولو ماشياريني من زراعة جزء من قصبة هوائية تم تكوينه من خلايا جذعية في المعمل، وقد يؤدي مرض انسداد الأوعية Buerger’s disease إلى بتر بعض أجزاء القدم، وفي نهاية عام 2009 أجريت محاولة حقن الخلايا الجذعية المستمدة من نخاع المتطوعين المعرضين للبتر؛ وكانت النتيجة مشجعة، وفي 5 ديسمبر 2011 أعلن د. ريتشارد هارفي Richard Harvey بسيدني إمكان علاج الأزمات القلبية بتنشيط الخلايا الجذعية وزراعتها في موضع الإصابة لتتحول إلى خلايا قلبية، وفي 12 ديسمبر 2011 أعلن كوجي ايتو Koji Eto الأستاذ بجامعة كيوتو باليابان عن إنتاج صفائح دموية للمرة الأولى في العالم باستزراع خلايا جذعيه مأخوذة من شخص بالغ، وأعلن مركز بحوث جامعة تكساس في 6 يناير 2012 أن زراعة خلايا جذعية مأخوذة من نخاع عظام 10 أطفال مصابين بالمخ نتيجة الحوادث آمنة ومشجعة. وفي 7 يناير 2012 اكتشف باحثون في نيويورك خلايا جذعية مخبوءة داخل الطبقة الصبغية للشبكية في العين؛ قد تستخدم لترميمها وعلاج العمى بكل أشكاله.
في ثنايا كلمتين إذن في القرآن الكريم (مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ)؛ كنز كبير من المعرفة يكشف العناية بالإنسان قبل مولده، ويدخر إيماءة لثورة مستقبلية قد تلغي طرق العلاج المعتادة اليوم بتقنية لم تكن في حسبان أحد حتى ستينيات القرن الماضي، ولم يكن بوسع بشر يوم نزل القرآن الكريم في القرن السابع الميلادي أن يصف تكوينات مجهرية في غاية الدقة لذا فالنص آية على علمه تعالى وعنايته.
1. Embryology – History of embryology as a science.” Science Encyclopedia. Web. 06 Nov. 2009.
2. Encyclopædia Britannica. 2009. Encyclopædia Britannica Online. 06 Nov. 2009.
3. The Developing Human ( Prof. Keith Moor & Prof. T. Persaud) Edition 6 – 1998.
4. A Scientist’s Interpretation of References to Embryology in the Quran (Prof. Keith Moor) Journal of the Islamic Medical Association, 1986: vol.18, Page 15-16.
5. Human Development as Described in the Qur’an and Sunnah, By : Keith L. Moore ; E. Marshall Johnson ; T.V.N Persaud ; Gerald C. Goeringer; Abdul-Majeed Zindani, ; and Mustafa A Ahmed , 1992, ISBN 0-9627236-1-4. Collection of papers that were originally presented in the First International, Conference on Scientific Signs of the Qur’an and Sunnah, held in Islamabad,
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.