أثناء التطواف على بعض المراكز المعنيَّة بالإحصاءات، وجمع المعلومات المختصة بانتشار الدين الإسلامي، نجد أنَّنا أمام حالة تدعونا إلى الطمأنينة بأنَّ هذا الدين المنزَّل من عند رب العالمين سبحانه وتعالى محفوظ لن يناله الضياع، ولن يقلَّ أنصاره أو يختفي أتباعه. ففي إحصائيَّة لدى الأمم المتحدة تقول: إنَّ نسبة النمو السنوي للمسلمين في العالم (6,4%)، بينما نسبة النمو السنوي للنصارى (1%)، وهذا دليل كبير على أنَّ دين الإسلام في انتشار وليس في اندثار كما يقوله المحبطون اليائسون.
في زمننا هذا يوجد أكثر من 4200 نِحلَة ومِلَّة في العالم!
وتدل الإحصاءات على أن الدين الإسلامي هو الأسرع انتشاراً بين جميع المُعتقدات في العالم!
ففي عام 1999 بلغ عدد المسلمين في العالم 1200 مليون مسلم(3).
كما أنَّ الإسلام ينتشر اليوم في جميع قارات العالم، فقد بلغ عدد المسلمين في عام 1997 في القارات الست ما يلي:
ـ في آسيا 780 مليوناً.
ـ وفي إفريقيا 308 ملايين..
ـ وفي أوروبا 32 مليوناً.
ـ وفي أمريكا 7 ملايين.
ـ وفي أستراليا 385 ألفاً (4).
إنَّ من يقرأ هذه الاستطلاعات والإحصاءات سيدرك لا محالة أنَّ دين الإسلام -بفضل الله تعالى- ثمَّ بسبب بعض الجهود الدعويَّة المخلصة، التي تسهم في نشر هذا الدين، يتزايد أهله، يدخل الناس فيه أفراداً وأفواجاً.
ولقد أصبح الدين الإسلامي هو الديانة الثانية في أسبانيا وفرنسا وبريطانيا.
وإحصاءات أخرى تقول: بأنَّ 20 ألف أمريكي يدخلون الإسلام سنويًّا، و23 ألف أوروبي يدخلون الإسلام كذلك في كل سنة، وأنَّ 25 ألف بريطاني يعتنقون الإسلام كل عام، كما يقول رئيس المركز الإسلامي هنالك.
وفي الصين وحدها يوجد أكثر من 25 ألف مسجد، بل تتحدث الإحصاءات عن وجود
أكثر من 25 ألف مسجد في أوروبا مع إقبال شديد من المسلمين عليها، وضعف شديد
من إقبال النصارى على كنائسهم، حتَّى وصل الحال بإحدى الكنائس في دولة
أوروبيَّة إلى أن تجري مسابقة على سحب للسيارات لكي تجتذب الناس إلى الصلاة
فيها؛ لقلَّة روَّاد الكنائس!!
ونجد في ذلك شهادات صريحة بعد تقصِّيات ذكرتها صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية في مارس 2008 بأنَّ عدد المقبلين على المساجد في بريطانيا يفوق مرتادي الكنائس في كل من إنجلترا وويلز.
وحذَّرت تلك الصحيفة من أنه إذا استمرت هذه الميول فإن مرتادي الكنائس لحضور صلوات الأحد سيتراجع إلى 678 ألف مصل بحلول عام 2020، ومع هذا العام سيرتفع عدد المسلمين الذين يرتادون المساجد لأداء صلاة الجمعة إلى 683 ألفاً.
وفي ألمانيا يتزايد المسلمون كذلك، بحسب صحيفة "دي فيلت" الألمانية اليومية، وهناك معلومات مؤكدة بوجود خطط لبناء 120 مسجداً إضافياً فيها، فيما أشارت آخر الإحصاءات إلى أنَّ تعداد المسلمين في ألمانيا يتزايد، وقالت مجلة "دير شبيجل" الألمانية في تقرير لها -استنادا إلى دراسة أجراها مركز المحفوظات الاسلامية بمدينة سويست-: إنه ما بين يوليو 2004 و يونيو 2005 تحول ما يقرب من أربعة آلاف مواطن ألماني إلى الإسلام أي ما يعادل أربع مرات زيادة عن عام 2003م (5).
وذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية -استناداً إلى بحث أجراه المعهد المركزي للأرشيف الإسلامي- أن عدد المساجد ذات المآذن والقباب ارتفعت في ألمانيا منذ عام 2004 من 141 إلى 159 مسجداً بالإضافة إلى 128 مسجداً تحت الإنشاء.
ومن ناحية أخرى.. توقعت دراسة أجراها "بنك دريسدن" تراجع أعداد الكنائس في ألمانيا خلال السنوات المقبلة حيث من المنتظر وقف القداسات الدينية في 96 كنيسة من إجمالي 350 كنيسة بـ"أبرشية ايسن" وحدها والاستفادة من مباني الكنائس في أغراض أخرى، وذلك بسبب تراجع أعداد رواد الكنائس وانخفاض عائدات "ضريبة الكنيسة".
وتتحدث الإحصاءات عن أنَّ ثلث الشعب الهولندي سيصبح مسلماً بعد مرور عشرة أعوام كما تحدَّثت بذلك بعض الدراسات المستقبليَّة.
وتتحدث الأخبار أنَّ (50) ألف فرنسي أسلموا في داخل فرنسا في عام 2004 م حتَّى سمي ذلك العام بعام الإسلام في فرنسا، وفي مُقابل ذلك نجد أنَّ 7% فقط هم ممَّن يعتنون بالمداومة على الذهاب لممارسة طقوسهم في الكنائس الفرنسيَّة.
والأشد إثارة أنَّ تلك الدول تجد نفسها كذلك أمام ظاهرة (إسلام القساوسة) فهي تتزايد وخصوصاً في أوروبا وأمريكا سنة بعد أخرى.
وفي مصر نجد أنَّ الأقباط التابعين للديانة النصرانية يدخل منهم في دين الإسلام ما بين 6000 ـ 7000 سنوياً، ولهذا يكشف "ماكس ميشيل"، الشهير بـ"الأنبا مكسيموس" أن ما يقرب من 80 إلى 200 قبطي يعتنقون الإسلام يوميًا، محذرًا من تدهور أوضاع الكنيسة القبطية.
بل أماط مكسيموس اللثام عن اجتماع لجنة كنسية برئاسة "الأنبا باخميوس"
مطران محافظة البحيرة شمالي القاهرة، وحضور "الأنبا موسى" أسقف الشباب،
والأنبا "أنسطانس"، وأسقف المعادي "الأنبا دانيال"؛ لبحث الإقبال الكبير من
نصارى مصر للدخول في الإسلام.
ونقل مكسيموس عن اللجنة قولها: إن عدد اللذين يُشهرون إسلامهم يوميًا من أقباط مصر يتراوح بين 80 إلى 200 شخص، وأضاف: أن هذه اللجنة التي عرفت باسم لجنة "باخميوس" اعترفت بأن عدد الذين يعتنقون الإسلام سنويًا في مصر في المتوسط يقرب من 50 ألف مسيحي، وهذا ما يعطينا بداهة السبب الحقيقي لحرب الكنائس المصرية على المسلمات والمسلمين، وحبس المسلمات في أديرتهم، فكَّ الله أسرهنَّ أمثال: (وفاء قسطنطين، كاميليا شحاتة).
وقد أكَّدت دراسة أعدتها وزارة الداخلية الفرنسية: أنَّ 3600 شخص يعتنقون الإسلام سنوياً، وأن المسلمين الفرنسيين أكثر التزاماً، وتندر الجريمة في أوساطهم وتشير الإحصاءات أن فرنسا تضم 2300 مسجد و7 ملايين مسلم ليصبح الإسلام الدين الثاني بعد المسيحية بفرنسا.
بل هناك توقعات بأن المسلمين سيمثِّلون ربع سكان فرنسا بحلول عام 2025 بينما تشير تلك التوقعات إلى أنهم سيمثلون 20% من سكان أوروبا عام 2050م، و هنالك إحصاءات أخرى ترى أنَّه في عام 2040م سيكون المسلمون هم الأكثريَّة السكانية في أوروبا.
وعودة إلى فرنسا فقد ذكرت مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن كتاب "الأربعين
النووية" وهو كتاب للإمام النووي رحمه الله يجمع بعض الأحاديث النبويَّة،
ينتشر في فرنسا ومعه ترجمة باللغة الفرنسية، حتَّى حقَّق مبيعات عالية جداً
في المكتبات الفرنسية بسبب اهتمام الفرنسيين من مسلمين وغير مسلمين
بأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.(6).
إرسال تعليق