ولد من أبوينفرنسيين وتربى في أحضان الديانة النصرانية، وتخرج من كليه الطب من إحدى جامعات فرنساحتى أصبح أشهر جراحي فرنسا آنذاك..وبدأت القصة:
اشتهرت فرنسه بشغفها للآثار والتراث القديم وفى عهدالرئيس الفرنسي الاشتراكي (فرانسوا ميتران) أرسلت هيئة الآثارالفرنسية إلى هيئة الآثار المصرية فى طلب مومياء (فرعون مصر) إلى فرنسا لإجراءاختبارات وفحوصات أثرية لمعرفة الكثير من الحقائق حول جثمان الفرعون..
فتمنقل جثمان أشهر طاغوت عرفته مصر والأرض كلها.. وهناك وعلى أرض المطار اصطف الرئيسالفرنسي منحنياً هو ووزراؤه وكبار المسئولين في البلد عند سلم الطائرة ليستقبلوافرعون مصر استقبال الملوك وكأنه مازال ذلك الطاغية حيا..! وكأنه إلى الآن يصرخ علىأرض مصر ويقول: (أنا ربكم الأعلى)! ولما انتهت مراسم الاستقبال الملكي لفرعون مصرعلى أرض فرنساحملت مومياء الطاغوت بموكب لا يقل حفاوة عن استقباله وتم نقلهإلى جناح خاص في مركز الآثار الفرنسي.. ليبدأ بعدها أكبر علماء الآثار في فرنساوأطباء الجراحة والتشريح دراسة تلك المومياء واكتشاف أسرارها, وكان رئيس الجراحينوالمسؤول الأول عن دراسة هذه المومياء الفرعونية هو البروفيسور "موريس بوكاي".
وقام كلعالم من هؤلاء الجراحين كل واحد في مجاله أما الدكتور "موريس بوكاي" رئيس البعثة فقدشغله شيء آخر وهو كيف مات هذا الداهية الطاغية وكيف احتفظ بجثمانه طوال تلكالسنوات؟؟!
وبينما هو يقوم بالفحوصات والتحاليل والكشف بالأشعة التليفزيونية وقعت المفاجأة كالصاعقة عليه..
ياترى ما تلك المفاجأه؟!
لقد وجد بقايا ملح عالقةبجثمانه فاكتشف ما لم يكتشفه أحد ظناً منه أنه مات غريقا؟
ولقد كان هناكأمر غريب شغل باله وهو كيف بقيت هذه الجثة دون باقي الجثث الفرعونية المحنطة أكثرسلامة من غيرها رغم أنها استخرجت من البحر؟!
وبدأ التقرير...كان"موريس بوكاي" يعد تقريراً نهائياً عن ما كان يعتقده اكتشافاً جديداً في انتشال جثةفرعون من البحر وتحنيطها بعد غرقه مباشرة, حتى همس أحدهم في أذنه قائلاً: لا تتعجلفإن المسلمين يتحدثون عن غرق هذه المومياء...
ولكنه استنكر بشدة هذاالخبر واستغربه فمثل هذا الاكتشاف لا يمكن معرفته إلا بتطور العلم الحديث وعبرأجهزة حاسوبية حديثة بالغة الدقة، وأن هؤلاء المسلمون لم تصل إليهم تلك الحاسوباتبعد.
فقال له أحدهم: إن قرآنهم الذي يؤمنون به يروي قصة عن غرقه وعن سلامة جثته بعدالغرق.. فازداد تعجبه وقال: كيف يكون هذا وهذه المومياء لم تكتشف أصلاً إلا فيعام 1898 ميلادية أي قبل مائتي عام تقريباً, بينما قرآنهم موجود قبل أكثر من ألفوأربعمائة عام؟!
جلس "موريس بوكاي" ليلته محدقاًبجثمان فرعون.. يفكر بإمعان عما همس به صاحبه له من أن قرآن المسلمين يتحدث عن نجاةهذه الجثة بعد الغرق.. بينما كتابهم المقدس "إنجيل متى ولوقا" يتحدث عن غرق فرعونأثناء مطاردته لسيدنا موسى عليه السلام دون أن يتعرض لمصير جثمانه ألبتة.. وأخذيقول في نفسه: هل يعقل أن يكون هذا المحنط أمامي هو فرعون مصر الذي كان يطاردموسى؟!
وهل يعقل أن يعرف محمدهم هذا قبل أكثر من ألف عام وأنا للتو أعرفه؟!
لم يستطع "موريس" أن ينام وطلب أن يأتوا له بالتوراة, فأخذ يقرأ في "سفرالخروج" من التوراة قوله "فرجع الماء وغطى مركبات وفرسان جميع جيش فرعون الذي دخلوراءهم في البحر لم يبق منهم ولا واحد"..
وبقي "موريس بوكاي" حائراًحتىالإنجيل لم يتحدث عن نجاة هذه الجثة وبقائها سليمة بعد أن تمت معالجة جثمان فرعونوترميمه, أعادت فرنسا لمصر المومياء بتابوت زجاجي فاخر يليق بمقام فرعون!
ولكن "موريس" لم يهنأ له قرار ولم يهدأ له بال منذ أن هزه الخبر الذيبتناقله المسلمون عن سلامة هذه الجثة! فحزم أمتعته وقرر أن يسافر إلى المملكةالسعودية لحضور مؤتمر طبي يتواجد فيه جمع من علماء التشريح المسلمين..وهناك
كان أول حديث تحدثه معهم عما اكتشفه من نجاة جثة فرعون بعد الغرق.. فقام
أحدهم وفتح له المصحف وأخذ يقرأ له قوله تعالى: ( فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ
بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ
النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ )[يونس:92]. وظهر النور ونطق
الشهادتين..
رجع "موريس بوكاي" إلى فرنسا بغيرالوجه الذي ذهب به.. وهناك مكث عشر سنوات ليس لديه شغل يشغله سوى دراسة مدى تطابقالحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً مع القرآن الكريم, والبحث عن تناقض علمي واحد ممايتحدث
به القرآن ليخرج بعدها بنتيجة قوله تعالى: ( لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ
)[فصلت:42].
كان من ثمرة هذه السنوات التيقضاها الفرنسي موريس أن خرج بتأليف كتاب عن القرآن الكريم هز الدول الغربية قاطبةورج علماءها رجاً, لقد كان عنوان الكتاب ( القرآن والتوراة والإنجيل والعلم.. دراسةالكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة).. فماذا فعل هذا الكتاب؟!
من أولطبعة له نفد من جميع المكتبات! ثم أعيدت طباعته بمئات الآلاف بعد أن ترجم منلغته الأصلية (الفرنسية) إلى العربية والإنكليزية والأندونيسية والفارسيةوالصربكرواتية والتركية والأوردية والكجوراتية والألمانية..!لينتشر بعدها فيكل مكتبات الشرق والغرب, وصرت تجده بيد أي شاب مصري أو مغربي أو خليجي في أميركافهو يستخدمه ليؤثر في الفتاة التي يريد أن يرتبط بها! فهو خير كتاب ينتزعها منالنصرانية واليهودية إلى وحدانية الإسلام وكماله..
ولقد حاول ممن طمس اللهعلى قلوبهم وأبصارهم من علماء اليهود والنصارى أن يردوا على هذا الكتاب فلم يكتبواسوى تهريج جدلي ومحاولات يائسة يمليها عليهم وساوس الشيطان..
وآخرهم الدكتور"وليم كامبل" في كتابه المسمى ( القرآن والكتاب المقدس في نور التاريخ والعلم ) فلقدشرق وغرب ولم يستطع في النهاية أن يحرز شيئاً..
يقول "موريس بوكاي" في مقدمةكتابه: ( لقد أثارت هذه الجوانب العلمية التي يختص بها القرآن دهشتي العميقة فيالبداية, فلم أكن أعتقد قط بإمكان اكتشاف عدد كبير إلى هذا الحد من الدقة بموضوعاتشديدة التنوع, ومطابقتها تماماً للمعارف العلمية الحديثة, وذلك في نص قد كتب منذأكثر من ثلاثة عشر قرناً.
إرسال تعليق