0


الرد علي شبهة “سحـر النبي” صلى الله عليه وسلم

مضمـون الشبهه: -ورد في البخاري حديث يُثبت أن النبي سُحر وهــذا يستلزم التأثيـر علي الوحي الذي يبلغه .وهذا يشكك في صحة الرســاله وعصمة النبي ويتعارض مع القرآن
  1. أولا:لا يستلزم وقوع السحـر علي النبي بوقوع لوازمه علي أمور الوحـي والديـن إذ أن من المعلوم أن النبي معصوم في أمور الوحـي كما أنه من معلوم أن النبي تجري عليه الأحكام البشرية من جوع وغضب وفرح ومرض وقتل.فلو كان لزاماً أن نقول بأن السحر قد أثر علي الوحي للزم من ذلك أن نقول أن باقي الأعراض البشرية أثرت أيضاً علي الوحي
  2. ثانيــاً:الرواية تؤكــد أن السحــر قد وقع حقيقة علي النبي في أمور الدنيــا وليس في أمور الديـن عن عائشة : ” كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سُحِر ، حتى كان يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن” رواه البخاري
  3. ثالثــاً:لا يوجــد هنــاك مانـع عقلي أو شرعي بوقوع السحـر علي الأنبيــاء فالذي ضمن لهم العصمة في أمور الوحـي أجري عليهم أنواع الابتلاء من قتل وتعذيب من أقوامهم فقال الله في أمر السحر “وما هم بضارين به من أحـد إلا بإذن الله” فلم يستثني الأنبيـاء من الأمر فالنبي موسي وقع عليه سحر التخييل في قوله تعالي “(طه) (قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى)فهل إثبات هذا النوع من السحــر أثر في نبوته أو جعل لفرعون وجنوده حجه علي الله بأن النبي موسي مسحور لذلك لم يتبعوه ؟!
  4. رابـعاً:لا تعارض بين القرآن وبين حديث سحر النبي صلي الله عليه وسلم إذ أن القرأن أثبت ذلك علي الأنبياء ..فهل يتعارض القرأن نفسه !!وأما من أستدل بالآيات العامة كقوله الله “إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً” وغيرها فالمقصود بقول الكافرين .أن السحر هنا حالة دائمه مع الأنبياء وليست حاله عرضيه مثلها مثل الأمراض حتي تكون لهم حجــةبالطعن في الرسـالة وعدم إتباع النبيكقولهم ” بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآَيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ” وقولهم “(ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ)”الشــاهد:أن قول الكفار بالسحر إنما هو قول أرادوا أن يجعلوه هو الأصل في كلام النبي حتي ينفروا الناس من قبول دعوته وهو قول باطل قطعـاًولا يستلزم بطلان قولهم بعدم وقوع النبي في بعض منه لفتره خاصه يسيره
  5. خامســاً:أن هـذه الحادثة “حادثة سحر النبي” من أنواع الإبتلاءات التي يبتلي الله بهـا عباده ليرفع درجتهم وليبين للناس مكانتهم وصبرهم علي الأذي في سبيل الله فكيف بالنبي الذي قال “أشد الناس بلاءاً الأنبيـاء” ؟بل أن هذه الحادثة بينت صدق أصحاب النبي في تصديقهم للنبي .بل أكدت علي صدق النبي نفسه فقد اخبره الله بمكان السحر ( البئر ) ومن قام بالسحر ( لبيد اليهودى ) وكيف يفك السحر (بالمعوذتين ) وسبب السحر (اختبار اليهود صحة النبوة باقوى سحر كما فى الحديث الصحيح فان تم شفاءه من السحر فهو نبى من عند الله وان حدث غير ذلك فهو ليس من عند الله )  .ولو كانت هذه الحادثه أثرت علي النبي في وحي الله له .لكان أول من أتبعوه تخلوا عنه أو علي الأقل لكانت مانع من دخول الناس في الإسلام بعد ذلك .وكانت نصر للكافرين في حجتهم ومعارضتهم للنبي.
  6. سادسا : إخبار النبى بوقوع السحر عليه وبمن قام يالسحر ومكان وضع السحر وكيفية علاج هذا السحر وهو من الامور الغيبيه عن النبى دليل على أن هذا قد تم اليه بالوحى ودليل على صدق نبوته وأنه رسول من عند الله .
  7. سابعا : اتهام المشركين للنبى بأنه ساحر أو كاذب أو شاعر بينما هو يدفع هذه التهم عنه بأنه بشر مثلهم يوحى اليه من الله ،جاءت هذه الواقعه لتثبت صدق النبى بأن وُجد من الناس من استطاع أن يؤثر فيه بالسحر مثل سائر البشر ولكن لم يستطع أن يؤثر فى دعوته وما يوحى اليه به ولا أن يسرق منه الرساله ولا أن يأتى من يقبل التحدى فى كتاب الله بأن يأتوا بكتاب مثله أو حتى سورة من مثله وبقى الاعجاز والتحدي مستمر برغم ما وقع عليه من سحر وظل الناس يقفون يكسوهم العجز أمام ما جاء به النبى محمد من وحى ورساله .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

إرسال تعليق

 
Top