نشرت المقالة بمعرفة الأستاذ الدكتور: حسني حمدان الدسوقي.
يقول تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ ﴾ [النور: 30] ويقول تعالى ﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ ﴾ [النور: 31].وغض
البصر معناه خفضه وعدم رفعه من الأرض والمقصود إجتناب التلذذ برؤية
الأجنبيات وزينتهن الذى هو مبعث الفتنة للرجال وكذلك الطموح بالبصر الى
الأجانب من الرجال الذى هو مصدر فتنة للنساء.وقد أتبع الله حفظ الفرج بعد
غض البصر إذ أن هذا وسيلة ذاك والبصر بريد الزنا لكل من الرجل والمرأة
فالأمر سواء.
وفى تفسير قوله تعالى ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19] قال
ابن عباس رضي الله عنهما هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم وفيهم المرأة
الحسناء أو تمر به وبهم المرأة الحسناء فإذا غفلوا لحظ إليها فإذا فطنوا غض
بصره عنها فإذا غفلوا لحظ فإذا فطنوا غض. ونصح الرسول صلى الله عليه وسلم
الرجال المتزوجين، إذا ما تعرضوا لرؤية امرأة جميلة تثير فيهم شهوتهم
الجنسية بأن يوقعوا زوجاتهم، فإن ذلك يخمد شهوتهم، ويعينهم على السيطرة
عليها. ، وأشار فى حديثه عن زنا الحواس من السمع والبصر واللسان واليدين والرجلين والنفس والفرج.
هذا وقد
أجمعت الأبحاث على أن المؤثرات الخارجية وأهمها البصر -اللمس - الشم- السمع
على الترتيب هى التى تتحكم فى إنطلاق الإثارة الجنسية وأن التغيرات
الفسيولوجية وإفراز الهرمونات الجنسية التى تحفز السلوك الجنسى تأتى تبعا
لذلك.
وأثبتت دراسة نشاط المخ أثناء مراحل الإثارة الجنسية وجود خمس مناطق تنشط على التوالى بعد التعرض للمؤثرات الخارجية بالذات البصر.
وتلعب الهرمونات دورا هاما فى الإثارة الجنسية حيث تلعب الهرمونات الجنسية خاصة هرمون الذكورة(التستوستيرون) والإستروجين دورا هاما فى مرحلة التحفيز ولكن فقط فى وجود عوامل الإثارة الخارجية، ويتركز تأثير هرمون التيستوستيرون فى
السيطرة على النشاط الجنسى على منطقة تحت المهاد والمنطقة الجار بصرية حيث
تتحكم هذه المنطقة فى الشهوة الجنسية. وتؤدى المؤثرات الخارجية (مشاهدة المناظر المثيرة
) إلى زيادة إفراز الهرمونات الجنسية والتى تؤدى إلى تسارع إكتمال مراحل
الإثارة الجنسية منتهيا بالفعل الجنسى نتيجة إثارة المراكز المخية.
الآثار السلبية لإطلاق النظر إلى المناظر المثيرة جنسيا:
• تزايد افراز الهرمونات الجنسية والرغبة فى إكتمال الفعل الجنسى مما يؤدى إلى إستثارة الجهاز العصبى بشدة ينتج عنها أضرار بدنية إذا لم يتم تفريغ هذه الطاقة (زيادة ضربات القلب - الإجهاد القلبى لزيادة إفراز الكاتيكول امين ).
• فقدان السيطرة على النفس نتيجة الإنفعالات الشديدة والنشاط الزائد لمراكز المخ المتحكمة فى الإستثارة الجنسية فضلا عن زوال التأثير المثبط لمركز الخ فى المنطقة الصدغية مما يجعل السلوك الإنسانى خارج دائرة التحكم.
• الوقوع فى الزنا وحوادث الإغتصاب.
•
الإنخراط فى العادة السرية وهى إهدار للطاقة الحيوية للجسم وهى التى
يحتاجها الجسم بشدة فى عمليات النمو البدنى والمهارى خاصة أثناء فترة
البلوغ.وقد ثبت علميا أن الإنخراط الزائد فى هذا السلوك يمكن أن يؤدى الى
امراض عقلية.
التعرض المبكر للمثيرات الجنسية وأهمها رؤية المشاهد المثيرة جنسيا يؤدى إلى انتشار العلاقات الجنوسية .
التعرض المبكر للمثيرات الجنسية يؤدى الى آثار ضارة على خلايا المخ الخاصة بالذاكرة وتجميع واسترجاع المعلومات:
1- ثبت علميا أن البصر يلعب دورا هاما فى الإثارة الجنسية.
2- مراحل الإثارة الجنسية تستلزم دوام النظر الى المنظر المثير.
3- صرف النظر قبل إكتمال هذه المراحل يؤدى إلى عدم إكتمال الفعل الجنسى.
4- التغيرات الهرمونيةالمصاحبة
للإثارة عن طريق النظر تحدث تغيرات نفسية وبدنية واسعة المدى وتؤدى الى
شحن الجسم بطاقة كبيرة إذا لم يتم تفريغها تؤدى الى أضرار محققة.
دلائل الإعجاز فى الكتاب والسنة:
الأمر بغض البصر عن المحارم يجنب الإنسان الإثارة الجنسية وبالتالى التغيرات الهرمونية والعصبية والبدنية التى تتوالى كرد فعل طبيعى لهذه الإثارة. كما أن غض البصر هو وسيلة حفظ الفرج إذ ان النظر يؤدى الى الإثارة التى تؤدى الى الرغبة الشديدة فى إكمال الفعل الجنسى.
إرسال تعليق