وعَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم قَالَ: “كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ
حَرَامٌ” (رواه مسلم في صحيحه)
وعن أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي
الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلَّم – يقول:
“اجْتَنِبُوا الْخَمْرَ فَإِنَّهَا أُمُّ الْخَبَائِثِ وَفِيهِ وَإِنَّهَا
لَا تَجْتَمِعُ هِيَ وَالْإِيمَانُ إِلَّا وَأَوْشَكَ أَحَدُهُمَا أَنْ
يُخْرِجَ صَاحِبَهُ” (أخرجه البيهقي وابن حبان)
أما الخمر في المسيحية وفي الكتاب المقدس
بعهديه القديم والجديد، فهي محرمة أيضا أو مكروهة على أقل تقدير، بيد أن
إدمانها محرم قطعاً في المسيحية.
أما العهد الجديد، فيثني على النبي يحيى
بن زكريا لأنه لا يشرب الخمر ولا المسكر. فنقرأ فيه ما يلي: فَقَالَ لَهُ
الْمَلاَكُ:” لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا، لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ،
وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْنًا وَتُسَمِّيهِ
يُوحَنَّا. وَيَكُونُ لَكَ فَرَحٌ وَابْتِهَاجٌ، وَكَثِيرُونَ
سَيَفْرَحُونَ بِوِلاَدَتِهِ، لأَنَّهُ يَكُونُ عَظِيمًا أَمَامَ الرَّبِّ،
وَخَمْرًا وَمُسْكِرًا لاَ يَشْرَبُ” (لوقا 1 :13-15)
كما يخبرنا العهد الجديد أن السيد المسيح
لم يقبل شرب الخمر قبيل رفعه. فنحن نقرأ: “وَأَعْطَوْهُ خَمْرًا
مَمْزُوجَةً بِمُرّ لِيَشْرَبَ، فَلَمْ يَقْبَلْ”. (مرقس 23:15)، وينهى
العهد الجديد عن الخمر والسُكر صراحة. فنقرأ فيه: “وَلاَ تَسْكَرُوا
بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ”
(رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 18:5)
وينهى العهد الجديد الأساقفة والشمامسة
والعجائز وعموم المسيحيين نهيا صريحا عن إدمان الخمر. فنحن نقرأ: “فَيَجِبُ
أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ،
صَاحِيًا، عَاقِلاً، مُحْتَشِمًا، مُضِيفًا لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحًا
لِلتَّعْلِيمِ، غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ، وَلاَ ضَرَّابٍ، وَلاَ طَامِعٍ
بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ، بَلْ حَلِيمًا، غَيْرَ مُخَاصِمٍ، وَلاَ مُحِبٍّ
لِلْمَالِ” (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 3 :2-3)
كما نقرأ: “كَذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ
الشَّمَامِسَةُ ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ، غَيْرَ مُولَعِينَ
بِالْخَمْرِ الْكَثِيرِ، وَلاَ طَامِعِينَ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ” (رسالة
بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 8:3)، “كَذلِكَ الْعَجَائِزُ فِي سِيرَةٍ
تَلِيقُ بِالْقَدَاسَةِ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، غَيْرَ مُسْتَعْبَدَاتٍ
لِلْخَمْرِ الْكَثِيرِ، مُعَلِّمَاتٍ الصَّلاَحَ” (رسالة بولس الرسول إلى
تيطس 3:2).
كما نقرأ أيضا: “لأَنَّ زَمَانَ
الْحَيَاةِ الَّذِي مَضَى يَكْفِينَا لِنَكُونَ قَدْ عَمِلْنَا إِرَادَةَ
الأُمَمِ، سَالِكِينَ فِي الدَّعَارَةِ وَالشَّهَوَاتِ، وَإِدْمَانِ
الْخَمْرِ، وَالْبَطَرِ، وَالْمُنَادَمَاتِ، وَعِبَادَةِ الأَوْثَانِ
الْمُحَرَّمَةِ” (رسالة بطرس الرسول الأولى 3:4)
وهكذا، فإن نصوص اليهودية والمسيحية
والإسلام الصريحة تتفق جميعا على تحريم الخمر. ومع ذلك، فهناك من المسيحيين
من يدعي جواز شرب الخمر ويحتج ببعض الآيات المُلبِسة الواردة في الكتاب
المقدس. وللأسف، كانت هذه الآيات التي لا تتناول الخمر بالتحريم في الكتاب
المقدس مما دسته يد التحريف فيه.
فنجد في الكتاب المقدس بعهديه الكثير من
الآيات التي يحتمل ظاهرها جواز شرب الخمر. فعلى سبيل المثال، يدعي العهد
القديم أن نبي الله نوح قد شرب من الخمر وسكر وتعرّى داخل خبائه. فنحن
نقرأ: “وَابْتَدَأَ نُوحٌ يَكُونُ فَلاَّحًا وَغَرَسَ كَرْمًا. وَشَرِبَ
مِنَ الْخَمْرِ فَسَكِرَ وَتَعَرَّى دَاخِلَ خِبَائِهِ”. (تكوين 20:9-21)
وأما العهد الجديد، فيخبرنا أن السيد
المسيح قد صنع الماء خمرا. فنحن نقرأ: “فَجَاءَ يَسُوعُ أَيْضًا إِلَى
قَانَا الْجَلِيلِ، حَيْثُ صَنَعَ الْمَاءَ خَمْرًا” (يوحنا 46:4)
وهناك الكثير من الأمثلة الأخرى التي
يحتمل ظاهرها جواز شرب الخمر في الكتاب المقدس ولكن كل ذلك مما دسته يد
التحريف. والصحيح هو تحريم الخمر ويدل على ذلك النصوص الصريحة الدالة على
تحريمها في القرآن الكريم والحديث الشريف وما بقي على صحته بدون تحريف من
الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد والله تعالى أعلى وأعلم.
إرسال تعليق