{ عبس و تولى أن جاءه الأعمى .. أما من استغنى فأنت له تصدى .. و أما من جاءك يسعى و هو يخشى فأنت عنه تلهى } ( عبس 1 – 10 )
عبسه في وجه الفقراء العميان .. سبب له تعب ضمير !
اضافة الى انفعالات نفسية .. فضاق صدره بالقرآن ضيقاً شديداً ..
{ فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك ، و ضائق به صدرك } ( هود : 12)
ويدلـله القرآن دلالاً لضيق صدره..
{و لقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون } ( الحجر 97)
فهل هذا الدلال وحي سماوي ..؟؟!!!
وكانت يتحسر مغموماً .. !
{ فإن الله يضل من يشاء و يهدى من يشاء : فلا تذهب نفسك عليهم حسرات . ان الله عليم بما تصنعون } ( فاطر 8 )
وكاد ان يقتل نفسه …!
{ لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين و ما يأتيهم من ذكر من الرحمان محدث إلا كانوا عنه معرضين } ( الشعراء 3 و 5 )
وايضاً … تتجدد ازماته النفسية !
{ فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا} ( الكهف 6 )
وكان يتضايق من سخريتهم بهيئته ومنظره !
{ و إذا رأوك إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذى بعث الله رسولا } ( الفرقان 41 )
وكان يحزن ويغتم جراء ذلك !
{ قد نعلم أنه ليحزنك الذى يقولون } ( الأنعام 33 )
وكان يهدد من يشيعون عليه ويرجفون .. باللعنة او القتل !
{لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلاَّ قَلِيلاً مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}( سورة الأحزاب 33: 60-62)
والمعنى انه يهددهم باللعن والقتل ” تقتيلاً ” اينما ثقفوا ..!!!!
هل هذا كلام رب الكون .. ام كلام رجل عسكري ضد خصومه مهدداً اياهم بالسكوت والصمت المطبق ؟!وكان يخاف الشياطين !
{ قل رب اعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون }( المؤمنون 97 – 98 )
ويهلع ويفزع من نزغهم !
{ و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } ( الاعراف 199 – 200 )
كلها أمور شخصية وانفعالات نفسية .. لا تهمنا .. ولا ضرورة لها ..!
ولا نستوعب كيف دخلت في كتاب يزعم انه منزل من رب العالمين ؟؟!
بينما ترى المسلمين ينتقدون الرسول بولس لانه ذكر عن نفسه اموراً شخصية كطلبه الرداء ورقوق الكتب .. فتأملوا ############ !!!
- تدليس رقم (9) مضايقاته وانفعالاته في القرآن .. هل هذا وحي سماوي
-أولاً : فسر المدلس الآيات الكريمة الآتية على النحو الذي ذكره عقب كل آية :
1) { عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى } ( عبس 1-10)
فسر المدلس ذلك أن رسول الإسلام عبس في وجه الفقراء العميان مما سبب له تعب ضمير
2) { فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ } (هود 12)
فسر المدلس ذلك بالانفعال النفسي لمحمد :salla-s: فضاق صدره بالقرآن ضيقاً شديداً
3) { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ } ( الحجر 97 )
فسر المدلس ذلك بأن القرآن يدلل محمد :salla-s: لضيق صدره – فهل هذا الدلال وحي سماوي
4) { فإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يصنعون } ( فاطر 8)
فسر المدلس ذلك بأن محمداً :salla-s: كان يتحسر مغموما ً
5) { لعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ } ( الشعراء 3-5 )
فسر المدلس ذلك بأن محمداً :salla-s: كاد أن يقتل نفسه
6) { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا } ( الفرقان 41 )
فسر المدلس ذلك بأن محمداً :salla-s: كان يتضايق من سخرية الكفار من هيئته ومنظره
7) { قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ } ( الأنعام 33)
فسر المدلس ذلك بأن محمداً :salla-s: يحزن ويغتم من جراء سخرية الكفار من هيئته ومنظره
8) { لئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا } ( الأحزاب 60-62)
فسر المدلس ذلك بأن محمداً :salla-s: كان يهدد ممن يشيعون عليه و ويرجفون باللعنة والقتل " تقتيلا " أينما ثقفوا , وهذا كلام رجل عسكري ضد خصومه يهددهم بالسكوت والصمت المطبق – فهل هذا كلام رب الكون .
9) { وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ } ( المؤمنون 97-98 )
فسر المدلس ذلك أن محمداً :salla-s: كان يخاف الشياطين .
10) { وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } ( الأعراف 200)
فسر المدلس ذلك بأن محمداً :salla-s: كان يهلع ويفزع من نزغ الشياطين .
11) كل ما ورد هو أمور شخصية وانفعالات لا تهمنا ولا ضرورة لها
12) المدلس لا يستوعب كيف دخلت هذه الأمور في كتاب يزعم أنه منزل من رب العالمين
13) تعجب المدلس من انتقاد المسلمين بولس لأنه ذكر أموراً شخصية كطلبه الرداء ورقوق الكتب ... ودعوتنا لتأمل هذه اللولبية .
- ثانيا : الرد على تدليس المدلس و بنفس الترقيم لما ورد في تدليسه أولاً :
تمهيد لازم لاختصار الرد لاحقا ً :
• محمد صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا " قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ " ( الكهف 110 ) .
• إن هذا الأمر ليس جديداً فهذا بالطبع كان الحال مع كافة الأنبياء والمرسلين قبل محمد .
• إن الهدف من أن يكون النبي أو الرسول بشراً مثلنا هو إمكانية الاقتداء به ومحاكاة تصرفاته البشرية المجردة بكل ما فيها دون عذر منا " لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً " ( الأحزاب 21 ) .
• لأنه لو كان للرسول طبيعة غير ذلك ( ناسوت ولاهوت مضروبين في الخلاط مثلاً ) ما وسعنا محاكاة تصرفاته لاختلافه عنا في الطبيعة البشرية ومتطلباتها .
والآن نبدأ في الرد على التدليس طبقا ً للترقيم :
1) سورة عبس الآية 1-10 " عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَن جَاءهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَن جَاءكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى " ,
التدليس ( عبوس محمد في وجه الأعمى سبب له تعب ضمير )
أ – بينما كان محمد مشغولا مع صناديد قريش يدعوهم إلى الإسلام راجياً أن يكون في إسلامهم أسوة ليسلم اتبعاهم جاء إليه رجل أعمى ( يعني ما بيشوفش ) وأخذ يلح ويكرر طلبه – دون استئذان أو تمهل – في أن يعلمه الرسول ... فكره الرسول قطع الأعمى – البدوي معاشر الصحراء – لكلامه مما ترتب عليه عبس وجه الرسول – لأنه بشر مثلنا يتأثر بما نتأثر به – فاتصلت السماء بالأرض لتؤكد مشاركتها للإحداث – ولو حتى في تعبيرات الوجه – في أن الله يراقب ويطلع على أدق الأمور , وبذلك تكون الرسالة سماوية وحتى قيام الساعة لكافة البشر .
ب- لقد أبلغت السماء الرسول بما كان الأولي الأخذ به وهو الاستماع إلى الأعمى أولاً ثم كبار القوم ثانيا ً , وهو ما يطلق عليه خلاف الأولى وليس تصحيح خطأ بدليل قوله تعالي بعد ذلك " كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ " ( عبس11) , وبذلك يكون هناك درسا هو : أن يستمد الناس في الأرض قيمهم وموازينهم من اعتبارات سماوية بحته آتية لهم من السماء غير مقيده بملابسات أرضهم وأيضا معني " إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ " ( الحجرات 13) .
جـ - إن هذه الآيات لتبرهن بأن هذا الكلام وحي من الله لأنه لو كان من عند محمد لم يكن ليقوله لأن الأعمى أولاً لم يره وقد عبس وجه وثانيا ً لا داعي أن يوجه محمد لنفسه أنه كان من الأولى به فعل هذا بدلاً من ذاك .
د - إذا كان المدلس قد رأى أن محمد قد تعب ضميره من عبوسه في وجه الأعمى الذي لا يرى فقد أثبت المدلس للرسول حضور ضميره وحساسيته حتى مع من لا يراه – وإن كان سيادته لم يأت بجديد في هذا الصدد – ونحن نشكره على ذلك ولكن هناك سؤالاً يطرح نفسه على المدلس أن في الوقت الذي يثبت فيه يقظة الضمير لمحمد يتجاهل ما نسبه كتابه المقدس للمسيح في أنه احتقر المرأة الكنعانية ووصفها بالكلبة في إنجيل السيد متى 15/22-27 عندما جاءته تسترحمه في أن يشفي ابنتها فلم يجبها إلا بعد طلب من معه أن يصرفها لأنها تصيح ورائهم !! فأجاب أنه لم يرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة , فأتت المرأة و سجدت له وكررت طلبها فأجاب " ليس حسناً أن يؤخذ خبز البنين و يطرح للكلاب " , وبالتالي كل من ليس يهودياً فهو من الكلاب , فردت المرأة في عبارات ذل وامتهان على ذلك : " نعم يا سيد و الكلاب أيضاً تأكل من الفتات الذي يسقط من مائدة أربابها "
هـ - أنا لن أعلق على ما ورد إنما سأتركه لذكاء القارئ ليقارن بين ما ورد في القرآن الكريم وبين ما ورد في الكتاب المقدس ليصدر حكمه على المدلس الذي يتهم محمد بيقظة الضمير .
2) سورة هود 12 " فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " ,
التدليس ( ضيق صدر محمد بالقرآن )
أ - كالعادة يبتر المدلس الآيات من السياق ومما قبلها وما بعدها .
ب- فالمقصود بالآيات ككل هو أن يواصل محمد دعوته للمشركين – بالرغم مما يراه منهم من كفر وتكذيب – وأن لا يترك تلاوة بعض ما يوحي إليه مما يشق سماعه على المشركين – كاحتقار ألهتهم - تجنباً لتطاولهم حينئذ واستهزائهم بالقرآن فلا تشعر يا محمد بالضيق وأن تتلوه عليهم لأنهم يطلبون أن ينزل الله عليك كنزاً تنعم به كالملوك أو يجئ معك ملك يخبرهم بصدقك , فلا تبال يا محمد بعنادهم فما أنت إلا منذر ومحذر من عذاب الله لمن يخالف أمره وقد فعلت فأرح نفسك منهم وأعلم أن الله على كل شيء رقيب ومهيمن وسيفعل بهم ما يستحقون .
جـ- إنه اتصال السماء بالأرض بتوجيهات وتخطيط لأسلوب الدعوة للبشر الذي اصطفاه الله من بيننا لتبليغ رسالته والمساندة والدعم لمحمد وبالتالي لسائر أتباعه الذين يحملون أمانة الدعوة لله وحتى تقوم الساعة .
د – والآن وبعد أن اتضحت وفهمت المعاني وهي بخلاف ما ذكره المدلس فأن سؤلاً يطرح نفسه على المدلس أنه لو كان المعني حسب ما أشار المدلس وكان الكلام هو كلام محمد فليس هناك ما يجبره على أن يكتب ما حاول المدلس زوراً وبهتاناً أن يوصله لمسامع القارئ الذكي .
هـ - ولكن المدلس قد تعود على تحريف معاني النصوص المتعارضة الواردة في كتابه المقدس لتتوافق مع ما يرمي إليه , نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما ورد في إنجيل السيد – يوحنا "
• في إصحاح 14/9 : " من رأني فقد رأى الأب " .
• في إصحاح 14/28 :" وأبي أعظم مني " .
فمادام الأب أعظم من الابن ولذلك فهو شيء آخر غير الابن فكيف إذن من رأى الابن يكون قد رأى الأب ... وإذا كان من رأني فقد رأى الأب فالقياس يقتضي إذن من ضربني فقد ضرب الأب ومن بصق على فقد بصق على الأب ... وهكذا فهل يستقيم المعني ؟ ... إيه يا أخونا هو فيه إيه !! ....
3) سورة الحجر 97 " وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ " ,
التدليس (القرآن يدلل محمد لضيق صدره)
أ- كالعادة يقطع المدلس النص من سياقه ولا يربطه مع ما ورد قبله من نصوص لفهم السياق .
ب- ولذلك يجب العودة إلى الآية رقم 93 " فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ [94] إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ [95] الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللّهِ إِلـهًا آخَرَ فَسَوْفَ يَعْمَلُونَ [96] وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [97] فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ [98] وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ " .
جـ- الآن اتفق السياق واكتمل المعنى ... أنها أسلوب الدعوة حسب وحي السماء وإزالة الصعوبات والعلاج لما يواجهها , أي أجهر يا محمد بدعوة الحق ولا تلتفت إلى ما يفعله المشركون ويقولونه وأنهم لن يستطيعوا أن يحولوا بينك وبين دعوتك وهؤلاء جعلوا مع الله آلها آخر فسوف يعلمون نتائج شركهم بالله وإننا نعلم يا محمد ما يصيبك من ضيق وألم نفسي بما يقولون من ألفاظ الشرك والاستهزاء والاستهانة بالله سبحانه وتعالي ولكن إننا نصف لك – ولمن اتبعك من المسلمين فأنت أسوتهم – علاجاً ربانيا ً شافياً لهذا الضيق وهو الاتجاه إلى الله بالتسبيح بحمده والصلاة والإكثار من ذكر الله والخضوع والتضرع إليه حتى اللقاء بالرفيق الأعلى .
د- إنها توجيهات الخالق لمحمد ومن اتبعوه من البشر الذي هو مثلهم " قل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ..." ( الكهف 110) فإذا اعتبر المدلس أن هذه التوجيهات والإستراتيجية دلالاً لمحمد – وهي غير ذلك بالطبع – فإنها بالتبعية دلالاً لامته أيضاً .
هـ - إن لم تك إستراتجية الدعوة وحيا ً سماويا ً إذن فماذا يكون الوحي السماوي أيكون هو لعبة الاستغامية بين الله وآدم – بعد أن أغرته حواء بالأكل من شجرة معرفة الخير و الشر -
" وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار، فاختبأ آدم وامرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة " التكوين 3/8 ... ثم ماذا ..." فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت" التكوين 3/9 ... ثم ماذا... " فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت، لأني عريان فاختبأت " التكوين 3/10 ... ثم ماذا ... " فقال: من أعلمك أنك عريان ؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها " التكوين 3/11 ... ثم ماذا ... " فقال آدم: المرأة التي جعلتها معي هي أعطتني من الشجرة فأكلت " التكوين 3/12 ...أنظر المرأة التي جعلتها معي ... ثم ماذا ... " فقال الرب الإله للمرأة: ما هذا الذي فعلت ؟ فقالت المرأة: الحية غرتني فأكلت " التكوين 3/13 ... ثم ماذا ... طب وأنت يا حية " فقال الرب الإله للحية: لأنك فعلت هذا.... " التكوين 3/14 ... يعني كله بيغسل إيده ... وأترك التعليق والفهم لذكاء القارئ لعدم الإطالة .
4) سورة فاطر 8 : " فإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما يصنعون ",
التدليس( محمد كان يتحسر مغموماً)
أ- من الواضح أن المدلس لم يقرأ كلمة " عليهم " في الآية فالحسرة والحزن هي من محمد على الضالين لتركهم الإيمان بالله وليس حسرة وحزن منهم وهذا يدل على رحمة محمد وشفقته حتى على من لم يؤمن به لأن الله أرسله رحمة للعالمين كافة " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107 .
ب- فأين هذه الرحمة حتى على الضالين والتاركين لله ومنهجه من تعرية الرب للعورات " ولا حول ولا قوة إلا بالله "
" مِنْ أَجْلِ أَنَّ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ يَتَشَامَخْنَ، وَيَمْشِينَ مَمْدُودَاتِ الأَعْنَاقِ، وَغَامِزَاتٍ بِعُيُونِهِنَّ، وَخَاطِرَاتٍ فِي مَشْيِهِنَّ، وَيُخَشْخِشْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ، يُصْلِعُ السَّيِّدُ هَامَةَ بَنَاتِ صِهْيَوْنَ، وَيُعَرِّي الرَّبُّ عَوْرَتَهُنَّ " ( اشعياء 3/16-17 )
جـ - بالذمة ده كلام مقدس يا ناس .... ولا تعليق .
5) الشعراء 3-5 : [/COLOR]" لعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (3) إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلَّا كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ " ,
التدليس ( محمد كاد أن يقتل نفسه )
أ- المدلس إما أحد من أمرين أنه يدري بالمعني ويخفيه ليدلس أو أنه لا يدري به وحينئذ فالمصيبة أعظم لأن المعني واضح لأي مبتدئ في فهم لغة العرب فالآيات واضحة المعني والسياق يؤكد ذلك وهي : أشفق على نفسك يا محمد أن تهلك نفسك حزناً على عناد قومك وعدم إيمانهم فإن في قدرتنا أن نأتيهم بمعجزة تلجئهم إلى الإيمان فيخضعوا لأمره ويتم ما نرجوه ولم نأتهم بذلك لان سنتنا إن تكلف الناس دون إجبار كي لا تفوت الحكمة في الابتلاء وما وراءه من ثواب وعقاب .
ب- فالآيات توضح شدة حرص محمد على هداية قومه , وتخفيف ربه له عن معاناته ,ولم تذكر الآيات أي معني للقتل كما قال المدلس الذي تعود على لي أعناق النصوص .
جـ- أما القتل الفعلي فهو في كتابه المقدس , وطبقاً لكلام السيد يوحنا 3/16 " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ( أي صلب وقتل عمدا مع سبق الإصرار ) ابنه الوحيد " وبصرف النظر عن أي ادعاء من أهداف نبيلة ... فهل عجز الله - حاشاه - عن أي أسلوب آخر غير قتل نفسه - انتحار يعني - أو قتل ابنه ( أي قتل الغير مثلاً ) حتى يحقق أي أغراض وأهداف نبيلة ولا حولا ولا قوة إلا بالله .
6) الفرقان 46 : " وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُوًا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ", التدليس (محمد كان يتضايق من سخرية الكفار من هيئته ومنظره ) .
أ – المدلس كالعادة يقطع الآية من سياقها ولذلك على قارئ هذه السطور الاطلاع على سورة الفرقان من أولها وحتى ما بعد هذه السورة ليعيش في مناخ السورة , حيث يمكننا إيجاز ذلك في أن هذه السورة تتحدث عن تكذيب الكفار وعنادهم وطعنهم الدائم في محمد وما نزل عليه من ربه وتذكير الكفار بما سيحدث لهم يوم القيامة , وأيضاً إن ما حدث لمحمد ليس بجديد فتلك سنة الله مع المرسلين من قبله , وضرب أمثله لذلك لما حدث لإخوانه من الأنبياء موسي ونوح وما حدث لقوم عاد وثمود وأصحاب الرس وقوم لوط , وماذا كانت عاقبة من كذب المرسلين .
ب – ولذلك فالأمر ليس جديداً وغريباً يا محمد فإذا أبصرك هؤلاء الكفار سخروا منك , وقالوا أهذا الذي بعث الله رسولاً ... ثم نكمل ما بعد ذلك من آيات تتحدث عن أن محمد قد أوتي من سحر البيان وقوة الحجة ما يجذب السامعين من الكفار الذين أصبحوا في حيره من أمر آلهتهم وهكذا .
جـ - ولذلك فالسخرية من الكفار للنبي أمر لا يعيب النبي , ولكن يعيب من سخر منه , وشريعة محمد تحثه على عدم السخرية من الآخرين " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ" ( الحجرات 11) إذن فالسخرية مردودة على من قام بها , ومحمد أسمى من أن يتضايق من جراء سخرية لأنه نبي موحى له ومدعوم من السماء ولم يك هناك ما يجبره على ذلك إلا تبليغ رسالة ربه التي أتمها وأكملها حتى ملأت طباق الدنيا .. أما هيئته ومنظره التي يذكرها المدلس فهي من صنع الله التي جاءت في منهج محمد " صنع الله الذي أتقن كل شيء " ( النمل 88) .
د – إن الذين يثيرون التراب على السماء أنما يثيرونه على أنفسهم وستبقى السماء هي السماء ضاحكة السن بسامة المحيا .
هـ - وسخرية الكفار بمحمد – كما أشار المدلس – كانت قوليه كما ذكرتها الآية الكريمة " أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا " ولكن في المقابل نجد أن السخرية بأخيه عيسى كانت فعليه كما أورده السيد متى 27/28-31
" فَعَرَّوْهُ وَأَلْبَسُوهُ رِدَاءً قِرْمِزِيًّا , وَضَفَرُوا إِكْلِيلاً مِنْ شَوْكٍ وَوَضَعُوهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَقَصَبَةً فِي يَمِينِهِ. وَكَانُوا يَجْثُونَ قُدَّامَهُ وَيَسْتَهْزِئُونَ بِهِ قَائِلِينَ: «السَّلاَمُ يَا مَلِكَ الْيَهُودِ!» وَبَصَقُوا عَلَيْهِ، وَأَخَذُوا الْقَصَبَةَ وَضَرَبُوهُ عَلَى رَأْسِهِ. وَبَعْدَ مَا اسْتَهْزَأُوا بِهِ، نَزَعُوا عَنْهُ الرِّدَاءَ وَأَلْبَسُوهُ ثِيَابَهُ، وَمَضَوْا بِهِ لِلصَّلْبِ. "
ولا أدري كيف يفعل ذلك مع الله رب العالمين ( حسب فكر النصارى )
فلو كان ربا لكان يمنع نفسه فلا خير في رب نأته المطالب
وإذا كان بالفعل ذلك لأجل تحمله خطيئة آدم – كما باعتقاد النصارى- الم يكن هناك أي سيناريو آخر غير بهدلة الله رب العالمين –حاشاه- والله تعالى وسعت حكمته – بجانب عدله ورحمته – كل شيء , وهل سيتكرر نفس هذا السيناريو مستقبلاً لتحمل خطيئة حواء التي فعلتها زي آدم ؟؟!!
7) الأنعام 33 : " قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ " ,
التدليس ( محمد يحزن ويغتم من جراء سخرية الكفار من هيئته ومنظره ) .
أ – المدلس كالعادة يبتر الكلام وعلى المدلس أكمال الآية :
" قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ [33] وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ "
ب- الآن أكتمل المعني ووضح على طالب بالابتدائية كالآتي :
• إننا نعلم أنه ليحزنك يا محمد ما يقوله الكفار تكذيباً لك فلا تحزن من ذلك لأن الحقيقة أنهم لا يتهمونك بالكذب ولكنهم لظلمهم لأنفسهم , وللحق يكابرون فينكرون بألسنتهم دلائل صدقك وعلامات نبوتك .
• ولقد قوبل رسل من قبلك بالتكذيب والإيذاء من أقوامهم كما فعل معك قومك فصبروا على التكذيب والإيذاء حتى نصرناهم فأصبر كما صبروا حتى يأتيك نصرنا , ولا مغير لوعد الله بنصر الصابرين فلا بد من تحققه , ولقد قصصنا عليك من أخبار هؤلاء الرسل وتأييدنا لهم , ما فيه تسريه وتخفيف لك وما توجبه الرسالة من تحمل الشدائد .
جـ - فما علاقة ذلك بالمنظر والهيئة كما أدعي المدلس , إن الذي يحزن النبي هو تكذيب قومه له وشفقته عليهم بما سيحدث لهم من عقاب الله ... ولذلك فالتدليس مردود على مدلسه .
د – أما السخرية والاستهزاء فكان كما ورد في الفقرة السابقة (6- هـ) بأخيه عيسى – حاشاه – الذي جنبه الله الذل الذي لا يليق بمبعوث من الله – ولا بالله بزعمهم – ولذلك قال الله في كتابه الكريم " وما قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ " ( النساء 157 ) .
8) الأحزاب 60-62 : " لئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا " ,
التدليس (كان محمد يهدد ممن يشيعون عليه و ويرجفون باللعنة والقتل " تقتيلا " أينما ثقفوا , وهذا كلام رجل عسكري ضد خصومه يهددهم بالسكوت والصمت الطبق– فهل هذا كلام رب الكون )
أ – نبدأ بشرح الآيات لأي عاقل :
أي لئن لم يترك هؤلاء المنافقون الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر – نفاقهم , ( وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ ) أي الذين ينشرون الأخبار الكاذبة لبلبلة الأفكار ونشر أخبار السوء , (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ) أي سنجعل لك الغلبة عليهم يا محمد , (ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا ) وعد الله نبيه أن يخرج أعداءه من المدينة وينفيهم على يده إظهاراً لشوكته , (مَلْعُونِينَ ) أي مبعدين عن رحمة الله , (أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا ) أينما وجدوا أدركوا أخذوا على وجه الغلبة والقهر وقتلوا تقتيلا , (سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ) أي وهذه هي سنة الله من قبل فيمن نافقوا الأنبياء والمرسلين وتمردوا أن يؤخذوا ويقتلوا , (وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) أي لن تتغير سنة الله لأنها بنيت على أساس متين
ب - إن تهديد الأمن القومي لأي بلد – بتعبيرناً العصري – عن طريق إشاعة الأخبار الكاذبة لإحداث ضرر بالبلاد هي جريمة يعاقب عليها بأقصى العقوبات في كل بلد , ولذلك فلآية الكريمة تحذر هؤلاء وتخبرهم بما يمكن أن يحدث لهم في حالة استمرارهم على إحداث هذا الضرر وتنبههم إلى حكم الله في ذلك حينئذ , وهو أمر ليس بالجديد إنما هو حكم أزلي على من قام بنفس الفعل مع الأنبياء والرسل السابقين .
جـ - وبالطبع هذا أمر منطقي لكل من يبث الفرقة في البلاد ويحول دون نشر وتبليغ رسالة السماء , فهذا ليس تكميماً للأفواه , كما حاول أن يشيع المدلس , ولكن هذا تحذير وتنبيه لمن يقوم بالفتنة فقط حفاظاً على أمن البلاد .
د – فأين هذا مما ورد في سفر حزقيال 9/4-8
" وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ ( فقط ) لَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا.. وَاضْرِبُوا. لاَ تُشْفُقْ أَعْيُنُكُمْ وَلاَ تَعْفُوا.... اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ... وَقَالَ لَهُمْ: «نَجِّسُوا الْبَيْتَ، وَامْلأُوا الدُّورَ قَتْلَى. اخْرُجُوا». فَخَرَجُوا وَقَتَلُوا فِي الْمَدِينَةِ... وَكَانَ بَيْنَمَا هُمْ يَقْتُلُونَ،... صَرَخْتُ وَقُلْتُ: «آهِ، يَا سَيِّدُ الرَّبُّ! هَلْ أَنْتَ مُهْلِكٌ بَقِيَّةَ إِسْرَائِيلَ ... الخ ) .
والأمر لا يحتاج إلى تعليق بل يحتاج إلى النظر بعين حيادية فقط لنعلم أياً مما ورد كلام رب العالمين .
9) المؤمنون 97-98 : " وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ (97) وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ " ,
التدليس ( محمد كان يخاف الجن )
أ- إنها توجيهات الله سبحانه وتعالى لمحمد لتنفيذها وإبلاغها لقومه- فهو أسوة لهم كما ذكرنا- بالاستعاذة بالله وحده – لا بدجال أو مشعوذ أو قدس أبونا لإخراج شياطين - من أثر وساوس الشيطان على النفس لعمل ما لا يرضيه , والاستعاذة بالله وحده من أن يكون الشيطان معهم في أي عمل من الأعمال ليكون سليماً خالصاً لوجهه الكريم .
ب – المعنى واضح ومفهوم ولكن كما هي عادة المدلس تحريف الكلم عن موضعه الأمر الذي اعتاد عليه في الكتاب المقدس كما ورد مثلاً في إنجيل السيد / متى 24/36 " و اما ذلك اليوم و تلك الساعة فلا يعلم بهما احد و لا ملائكة السماوات إلا أبي وحده ..." فإذا كان المسيح - الذي هو الله الظاهر في الجسد حسب قول النصارى – لا يعلم الساعة ويعلمها أبوه وحده فكيف يقبل أن يكون المسيح هو الله كما يقولون .
10) الأعراف 200 : " وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " ,
التدليس ( محمد يهلع ويفزع من نزع الشيطان )
أ – نأخذ ما قبلها من آية التي تقول " خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ " ثم نصلها بالآية السالفة عالية .
ب – أنها توجيهات الإله لنبيه – الذي هو بشر مثلنا وقدوه لنا كما ذكرنا – حتى ينفذها ونتأسى نحن بها , أيضا بالأخذ بالعفو والأعراض عن الجاهلين وإذا تعرض الشيطان لنا بالنزغ – أي الوسوسة – لصرفنا عما أمرنا به , فالحل هو أن نستجير بالله فيصرفه عنا لأنه سميع لكل ما يقع عليم به .
جـ - ثم تأتي الآية التي بعدها والتي تتوج ما قلنا :
" إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ " فالذين خافوا ربهم وجعلوا بينهم وبين المعاصي وقاية من الشيطان إذا طافت بهم وساوسه لصرفهم عما يجب عليهم تذكروا عداوة الشيطان وكيده فإذا هم يبصرون الحق فيرجعون ويتخلصون بذلك من وساوس الشيطان.
د – فما علاقة ما قاله المدلس بفزع محمد من وسوسة الشيطان ... إن الآية كما ذكرنا لم تشر لهذا التدليس لا من قريب ولا من بعيد ... إنه التدليس حتى يصرف المدلس إتباعه و الاخوة المسيحيين البسطاء عما أورد السيد لوقا في إصحاحه 4/1-13 حيث أورد قصة تجريب إبليس ليسوع
" أَمَّا يَسُوعُ فَرَجَعَ مِنَ الأُرْدُنِّ مُمْتَلِئًا مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانَ يُقْتَادُ بِالرُّوحِ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنْ إِبْلِيسَ... ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال ... فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي... ثُمَّ جَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَقَامَهُ عَلَى جَنَاحِ الْهَيْكَلِ ... وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ "
بالذمة ده كلام إبليس يجرب يسوع وهو الله رب العالمين – تعالى الله عما يصفون - ... كيف يسمح الرب بهذه الاهانة كتلميذ وإبليس الأستاذ ... كيف يقبل أن يجرب ومن الشيطان ... أي لغة يتكلمون ؟ , وأي اله تعبدون , إبليس اصعده , اقتاده , وأوقفه , وجربه ... تعالى الله عما يصفون ولا حول ولا قوة إلا بالله .
12) المدلس لا يستوعب كيف دخلت هذه الأمور في كتاب يزعم أنه منزل من رب العالمين
أ – محمد كما ذكرنا بشرنا مثلنا وأسوة حسنة لنا ولذلك فنحن نقتدي بأفعاله الراقية السامية والتي حاول المدلس أن يحرفها ويخرجها عن معناها ومضمونها وثبت فشله على النحو الذي أوضحناه وأن كل ما أورده المدلس هو دروساً مستفادة موصى بها من الله عز وجل كما سيأتي لاحقاً .
ب – ولقد تعلمنا من سورة عبس 1-10 :
• مشاركة السماء الأرض في أدق الأحداث ومن ثم مراقبة الله لكافة أمورنا
• الأولوية عند لله للأتقى بصرف النظر عن أي شيء أخر .
• القرآن وحي الله ولا يمكن أن يكون من محمد نفسه
جـ - وتعلمنا من سورة هود الآية 12 :
• اتصال السماء بالأرض بتوجيهات وتخطيط لأسلوب الدعوة لمحمد ولإتباعه بعده بحكم كونها آخر رسالة من السماء إلى الأرض.
د – تعلمنا من سورة الحجر الآية 97 :
• أسلوب وآلية الدعوة حسب وحي السماء وإزالة الصعوبات والعلاج الرباني الشافي لما يواجه القائمين عليها .
هـ - وتعلمنا من سورة فاطر الآية 8 :
• رحمة محمد وشفقته حتى مع من لم يؤمن به .
و – وتعلمنا من سورة الشعراء الآيات 3-5 :
• شدة حرص محمد على هداية قومه وتخفيف ربه له من معاناته .
ز – تعلمنا من سورة الفرقان الآية 46 :
• شرح سنة الله لما يواجهه الأنبياء من مشقة مع قومهم وعاقبة المكذبين المرسلين .
ح – تعلمنا من سورة الأنعام الآية 33 :
• صبر الأنبياء والمرسلين على التكذيب والإيذاء حتى نصرهم الله ودعوتنا جميعا بالصبر اقتداءً بهم .
ط – تعلمنا من سورة الأحزاب الآيات 60-62 :
• حكم الله مع من يهدد الأمن القومي ومن يحدث بلبله وضرراً ببلاده .
ي – تعلمنا من سورة المؤمنون الآيات 97-98 :
• كيفية التعامل مع وساوس الشيطان والاستعاذة بالله وحده على ذلك .
ك – تعلمنا من سورة الأعراف الآية 200:
• توجيهات الله للأسوة البشرية لنا- محمد صلى الله عليه وسلم - بمبادئ العفو و العرف والإعراض عن الجاهلين والاستعانة بالله لصرف الشيطان عنا .
ل – إن كافة ما ورد من معاني ودروس وتوجيهات لا يمكن وأن تكون إلا وصايا من الله سبحانه وتعالى وفي المقابل اصطدام القارئ بما وجده في الكتاب المقدس – وكما أوضحنا – من معاني وألفاظ هابطه متضاربة وقصص ألف ليله , ونصوص تدعو للشر والقتل وللهلاك وسيطرة إبليس على يسوع – حاشاه - .
13) تعجب المدلس من انتقاد المسلمين بولس لأنه ذكر أموراً شخصية كطلبه الرداء ورقوق الكتب ... ودعوتنا لتأمل هذه اللولبية .
• إذا بليتم فاستتروا
أ – المدلس تناول موضوع السيد / بولس بأسلوب عاطفي وليس موضوعي وحاول أن يحلب الصخر ويلوي أعناق النصوص حتى يخرجها من سياقها ومضمونها بهدف أن تكون أموراً شخصية لمحمد وقد فشل في ذلك فشلاً ذريعاً كما أوضحنا حتى يبرر النص الوارد في رسالة بولس الثانية إلى تيموثاوس 4/13 : "[COLOR="Sienna"] اَلرِّدَاءَ الَّذِي تَرَكْتُهُ فِي تَرُواسَ عِنْدَ كَارْبُسَ، أَحْضِرْهُ مَتَى جِئْتَ، وَالْكُتُبَ أَيْضًا وَلاَ سِيَّمَا الرُّقُوقَ " .
ب- وعندما تناول السيد /أنطونيوس فكري هذا النص في تفسيره فكان على النحو التالي :
ربما ترك تراوس في الصيف والآن في الشتاء فطلب الرداء حتى لا يثقل على أحد ويطلب رداءه وربما أراد منح الكتب لمؤمني روما لتعزيتهم "
جـ - وأنا أشفق على المدلس لأنه وضع نفسه في جانب لا يستطيع الخروج منه مع السيد بولس في هذا النص لما يطرحه من أسئلة لا أجابه لها عنده و لم يجدها أنطونيوس فكري عند تفسيره كما هو واضح وهي على سبيل المثال لا الحصر :
1) إذا تم حذف هذا النص من الكتاب المقدس فلن يخل ذلك بالسياق شيئاً لعدم أهميته إلا لشخص بولس – عشان يلبس " الزكته " تدفيه في الشتاء – فلا يصح أن يكون ذلك وحياً من الله .
2) إن الاسلوب الوارد في النص ليدل على أنها رسالة من واحد لصاحبه ما لهاش دعوة بالروح القدس ولا خلافه, الأمر الذي ينسحب بالطبع على كافة ما كتب بولس من رسائل .
3) إذا كان بولس يوحى له من الله فكيف ينسى أن يأخذ معه " زكتته " .
4) هناك العديد من الأسئلة الأخرى التي يمكن أن تطرح نفسها من هذا النص ولا تخفى على ذكاء القارئ في هذا الصدد والتي لا نحب ذكرها لعدم تجريح المدلس أو بولس .
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.