ساجد سكارياه : بعد دراسة مستمرة اهتديت للإسلام
ساجي سكارياه لم يكن مسيحيًّا عاديًّا ، بل كان متدينًا ومتعمقًا في ممارسة تعاليم دينه ، وكان يحضر دروس الإنجيل في الكنيسة ، ويحرص على الذهاب إليها باستمرار ، ويحافظ على التقاليد والعبادات .
وقد شب في أسرة متدينة ، حيث كان أبوه يعمل شمَّاسًا في الكنيسة ، فتربى ونشأ نشأة دينية متمسكة بتعاليم المسيحية.
لكن شاء الله سبحانه وتعالى أن يهتدي الأخ ساجي إلى الإسلام ، ويصبح اسمه الجديد ساجد . 
وكان لنا معه هذا اللقاء ليحكي فيه قصة إسلامه .

نشأة مسيحية

أنا هندي ، ولدت في قرية كوتايم التابعة لولاية كيرلا الهندية سنة 1976م ، أعيش مع أسرتي المكونة من والدي وأمي وأختين شقيقتين أكبر مني .
تلقيت تعليمي في مدرسة سان بولس الابتدائية ، وداومت على الدراسة والتعليم حتى دخلت الجامعة ، وتخصصت في المحاسبة .
المنطقة التي أعيش فيها أكثرها مسيحيون ، ولم تتح لي فرصة لمصاحبة أحد من المسلمين أو التعرف على الإسلام.
بعد تخرجي من الجامعة عام 1993م عملت مراقبًا في إحدى الشركات الهندية، ثم وجدت في الجريدة إعلانًا عن عمل في أحد المكاتب العقارية بالكويت ، وبالفعل سافرت إلى الكويت عام 2004م ، وعملت في هذا المكتب في الحراسة والقيادة والمحاسبة .

الفحص الطبي وكتب التعريف بالإسلام

عندما ذهبت إلى الفحص الطبي لتخليص إجراءات إقامتي في الكويت وجدت هناك كتيبات تنشرها لجنة التعريف بالإسلام ، فلفت انتباهي ثلاثة كتب بلغة المالايالم ، وهي: ( المسيح عيسى بن مريم – محمد صلى الله عليه وسلم – الدين والإله والرسالة ) .
فأخذت نسخة من هذه الكتيبات ، وقرأتها بتدبر وفهم عميق ، وعرفت أن اعتقادي السابق كان خاطئًا ،  فذهبت إلى صاحب الشركة في المكتب العقاري ، وهو رجل متدين يعاملني معاملة طيبة ، فأخبرته أني أريد معرفة المزيد عن الإسلام ، فذهب بي إلى فرع لجنة التعريف بالإسلام في خيطان .

 في فرع لجنة التعريف بالإسلام 

تناقشت مع الدعاة هناك، وظللت أدرس، وأقرأ ، وأقارن بين المسيحية والإسلام لمدة سنتين .
وقد درست المسيحية في الكنيسة، وكان والدي شمَّاسًا، ورأيت كثيرًا من التناقضات والاختلافات التي كان يرفضها عقلي بين طوائف وفرق المسيحيين من كاثوليك وأرثوذكس ويعقوبيين وبروتاستنت ومارتوماس وبنداكوست … إلخ ، فهم مختلفون في العقيدة وفي العبادة وفي كثير من الأساسيات . ولذا كنت قبل مجيئي إلى الكويت أرفض أن ما يفعله المسيحيون ، وأرى أنه غير صحيح ، ولا أقتنع بما يفعلونه من تناقض واعتقادات باطلة غير صحيحة والتي لا أصل لها في المسيحية الحق .
 نماذج من التناقضات عند النصارى 
من هذه الأمور على سبيل المثال :
- ما جاء في تعاليم المسيحية ” عليكم بالإيمان بالإله الأب” ، ومع ذلك فالمسيحيون يعبدون عيسى ، ويتوجهون إليه في صلاتهم . بينما المسلمون يعبدون إلهًا واحدًا . وهكذا بدَّل المسيحيون فكرة الألوهية ، وصار المخلوق عندهم خالقًا . 
- الصلاة في المسيحية تختلف باختلاف نوع أو مذهب كل مسيحي ، وكل نوع له مكان معين وعبادة بشكل معين ، ولذا فهم لا يستطيعون أن يجتمعوا في عبادتهم مثل المسلمين الذين يصلون بصورة واحدة وبشكل واحد ، ولا يوجد فرق بينهم ولا أقسام .
- في فكر النصارى عن الإله هناك من يعبد الأب ، وهناك من يعبد المسيح ، وآخرون يعبدون الروح القدس .
- هناك كلمة مشهورة في الإنجيل تقول : ” لا تبني صنمًا للعبادة لا في السماء ولا في الأرض ولا في الماء” ، بينما كل الكنائس فيها أصنام للمسيح والعذراء .
- في الصوم لا يأكلون اللحم والسمك، ويأكلون كما شاءوا ، بينما وجدت الصوم الحقيقي في الإسلام .
- المشاجرات بين الفرق المختلفة عندنا لا تكف ولا تنتهي ، ويقومون في الكنيسة عندنا بجمع الأموال الباهظة لينفقوها في التقاضي وعلى المحامين .
- وجدت إيمان القساوسة بالإله ضعيفًا جدًّا ، وفي أكثر الكنائس يقيم القسيس علاقات جنسية مع النساء والراهبات . والنساء غير محجبات، وشرب الخمر ينتشر بلا حدود.

 المسيحية الآن من صنع بولس

لقد وجدت هذه التناقضات التي أكثرها تحريف من صنع بولس ، فاعتقاد المسيحيين الآن لم يأخذوه من عيسى المسيح ، وإنما ممن يدعون أنهم اتباعه ، ويتكسبون عيشهم بخداع الناس ، وإنما المسيح هو عبد الله ورسوله .
ولم أكن أفكر في الإسلام لأني لم أعرف عنه شيئًا ، فلما درست وقرأت لمدة سنتين ، ورأيت المسلمين يصلون باستمرار بلا فرقة بينهم ولا أقسام علمت أن الإسلام هو الحق ، وأخيرًا اهتديت إلى دين الله ، فشرح الله صدري للإسلام ، ونطقت بشهادة التوحيد .
عندما نطقت بالشهادة كنت سعيدًا ومسرورًا ؛ لأني وجدت الحق أخيرًا.
بعد إشهار إسلامي عام 2006م صرت مشتاقًا للعبادات ، ولا أستطيع أن أجلس وقت الصلاة دون الذهاب إلى المسجد وأداء الصلاة على وقتها .
أديت لعمرة وشعرت أني قريب من الله
ذهبت إلى العمرة عام 2006م ، وعندما رأيت الكعبة اهتز قلبي بالسرور ، وقد قرأت من قبل عن الكعبة وقصة إبراهيم ، ولذا عند وداعها شعرت بالحزن والفراق ، ولا أستطيع أن أعبر عن شعوري وإحساسي .  لكني عند أداء المناسك كنت أشعر أن الله قريب مني .
أحرص على حضور الدروس أسبوعيًّا لأتعلم وأتفقه في ديني ، وأتعلم اللغة العربية والقرآن الكريم ، وقد حفظت بحمد الله جزء عم .
أنوي الزواج من ابنة خالي بعدما أعلنت استعدادها لدخول الإسلام ، وسوف أسافر من أجل الزواج بها ، كما سأحرص على دعوة والدي وأسرتي إلى دين الله .