كنت
أعيش في الهند، وكان اسمي قبل الإسلام هو اليزوفنان ديز، وكنت مسيحيًّا
أذهب إلى الكنيسة بشكل منتظم أنا وزوجتي، وقد تعلق قلبي بالمسيحية تعلقًا
شديدًا، فكنت أعتقد ما يقولونه من التثليث، وأومن بأن أي ديانة غير
المسيحية باطلة ومن هوى الشيطان. ولما قدمت إلى الكويت للعمل التقيت
ببعض أصدقائي في البلدة التي كنا نقطنها في الهند، وكنا نتعاون سويًّا على
إقامة تعاليم المسيحية، وكان لي جار مسلم في البيت الذي أسكنه في الكويت،
وكان هذا الجار طيب الخلق، تلتمس فيه حسن المنبت ورجاحة العقل، ومع أنه
يعلم أنني مسيحي كان يتقرب إليَّ، ويسألني عن حالي أنا وزوجتي، ويطمئن
علينا، وقد نشأت بيننا صداقة وعلاقة طيبة، وأخذت شيئًا فشيئًا أتقرب منه.
ما الإسلام؟
وفي أحد الأيام سألت جاري هذا عن ديانته، وقلت له: ما الإسلام؟ ولماذا أنتم متصفون بالقتل وسفك الدماء وتعدد الزوجات؟ فقال لي هذا الجار المسلم: إن الإسلام هو منهج الحياة الحقيقي الذي أثبت للدنيا كلها أنه أعظم دين. فقلت له: أعطني حجتك؟ قال:
في الإسلام لا يوجد إلا خالق واحد يدير الكون، لا ينازعه أحد في ملكه، وفي
غير الإسلام حَدّث ولا حرج، أما عن إلصاق التهم بالإسلام وسفك الدماء فهذا
الحديث الإسلام منه براء، لأنك تستطيع أن تحصل على الإجابة في كلمة وجيزة
هي “السلام عليكم”، هذه هي تحية الإسلام السلام، فكيف يكون لدين التحية فيه
السلام أن يكون سفاكًا للدماء. وعن تعدد الزوجات لقد أثبتت أحدث
الدراسات العلمية أن ظاهرة العنوسة المنتشرة في أرجاء العالم بأسره لن يتم
القضاء عليها إلا بتعدد الزوجات، وهناك العديد من الأسس التي لا أعلمها
فأنا لست عالمًا دينيًّا، وإنما رجل بسيط يدرك من الدين ما يسد رمقه، وإذا
أردت الكثير عن الدين فعليك بالذهاب إلى لجنة التعريف بالسلام، أو الإطلاع
على الكتب التي تصدرها تلك اللجنة بنفس لغتكم وسوف ترى الفرق. وبعد هذا
الحوار مع صديق المسلم مكثت كثيراً أقرأ عن الإسلام، وفي أحد الأيام قال لي
أحد زملائي المسلمين عندما سألته عن الإسلام: أسلم خير لك. فقلت له: إنني أجري مقارنة، وبالتأكيد سيفوز الأرجح. فقال لي: إذا أسلمت لسوف أعطيك 100 دينار. فأجبته في نبرة يعلوها الحزن: إذا أردتُ الإسلام فلن أشتريه بالمال.
خوف وحيرة
وأخذت
أقرأ واستمع إلى الخطب والنشرات الدعوية حتى شرح الله صدري للإسلام، لكني
ترددت في الجهر والإعلان بذلك خوفًا من المسيحين الذين كنت على ديانتهم،
لأنهم سوف يكيدون لي إذا دخلت في الإسلام! وكنت أفكر كثيرًا في عاقبتي
إن لم أدخل الإسلام، لا شك أنه الخسران المبين، خصوصًا بعد وضوح الرؤية
أمامي وظهور الإسلام كدين حق مثل وضوح الشمس في وسط النهار. وبعد هذه الحيرة والخوف عزمت على الجهر بالإسلام، وقلت: إن الأهم هو أن أسلم لله رب العالمين، وما يعقب ذلك سيكون سهلاً. وكان عندي يقين بأن الله لن ينساني، وبالفعل سارعت إلى إشهار الإسلام مواجهًا تحديات من البعض، ولكن في النهاية استسلموا للواقع. بعد
إسلامي اتخذت لنفسي اسم يعقوب، وقد تغيرت حياتي إلى الأفضل، وظهر على وجهي
البِشر والسرور، وعندما رآني زملائي المسلمون في العمل قالوا لي: أأسلمت؟. فقلت: نعم. وقد
زادت همتي بعد دخولي في الإسلام، وذهبت لأداء فريضة الحج، وهناك بكيت على
ذنوبي وتقصيري تجاه ربي، ودعوته عز وجل أن يغفر لي ما مضى، وأن يرزقني
النجاة من النار.
كلمة لغير المسلمين
أقول
لغير المسلمين: أيها الناس أنني كنت أكره الإسلام والمسلمين بسبب
الشائعات، ولكن الإسلام أسمى وأزكى مما يقال عليه، ولذا أوجه كلمة بسيطة
لغير المسلمين بأن يرجعوا إلى الإسلام ويقرءوا ما فيه، وسوف يجدون الخير
كله، والنجاة لهم في الدنيا والآخرة.
إرسال تعليق