كثيرًا ما نجد العهد الجديد يصف يسوع بأنه
هو الحياة أو الواهب للحياة. فنحن نقرأ في العهد الجديد: “قَالَ لَهَا
يَسُوعُ: أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ’” (يوحنا 25:11)، ونقرأ
أيضا: “قَالَ لَهُ يَسُوعُ: ‘أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ
وَالْحَيَاةُ’” (يوحنا 6:14)، كما نقرأ أيضا: “لأَنَّ خُبْزَ اللهِ هُوَ
النَّازِلُ مِنَ السَّمَاءِ الْوَاهِبُ حَيَاةً لِلْعَالَمِ” (يوحنا 33:6).
ولكن هل هذا الوصف على حقيقته أم على سبيل
المجاز؟ للأسف، التبس الأمر على المسيحيين فظنوا أنه طالما أن يسوع هو
الحياة فهو الواهب لها على سبيل الحقيقة وبذلك، قد وقعوا في المحظور.
لقد شرح يسوع نفسه هذا الوصف في أكثر من
موضع. وبين أنه وصف مجازي له وأن الله تعالى هو الواهب الحقيقي للحياة، وأن
الحياة الأبدية في معرفة الله والإيمان به إلها حقيقيا واحدا والإيمان
بيسوع رسولا من عند الله. فنقرأ في العهد الجديد: “تَكَلَّمَ يَسُوعُ
بِهذَا وَرَفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ وَقَالَ: ‘أَيُّهَا الآبُ،
قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ. مَجِّدِ ابْنَكَ لِيُمَجِّدَكَ ابْنُكَ أَيْضًا، إِذْ
أَعْطَيْتَهُ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ جَسَدٍ لِيُعْطِيَ حَيَاةً
أَبَدِيَّةً لِكُلِّ مَنْ أَعْطَيْتَهُ. وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ
الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ
وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ. أَنَا مَجَّدْتُكَ عَلَى الأَرْضِ. الْعَمَلَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لأَعْمَلَ قَدْ أَكْمَلْتُهُ’” (يوحنا 17: 1-5).
كما يبين العهد الجديد أن الحياة إنما
تكون في الإيمان بيسوع عليه السلام. فنحن نقرأ: “الَّذِي يُؤْمِنُ
بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ
لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ”. (يوحنا 36:3).
كما أوضح يسوع أن الكلام الذي كان يتكلم
به من عند الله تعالى فيه الحياة. فقال: “اَلرُّوحُ هُوَ الَّذِي يُحْيِي.
أَمَّا الْجَسَدُ فَلاَ يُفِيدُ شَيْئًا. اَلْكَلاَمُ الَّذِي
أُكَلِّمُكُمْ بِهِ هُوَ رُوحٌ وَحَيَاةٌ” (يوحنا 63:6).
وأخيرا، لا يخفى على أحد أن الحياة في
الاستجابة والامتثال لله ورسله بما فيهم موسى وعيسى (يسوع) ومحمد. وذلك
ثابت بنص القرآن الكريم أيضا. يقول الله تعالى:
إرسال تعليق