0
السلام على من اتبع الهدى . أما بعد :

ففي حلقة سابقة وقف التاريخ شاهداً على أن (الإسلام ) دين الحق . واليوم نستدعي شاهداً قريباً، ألا وهو الواقع الراهن .

هاهو (الإسلام ) ، ورغم ما تعانيه كثير من دوله، من تخلف مادي، وحضاري، مقارنة بكثير من الدول غير الإسلامية، إلا أنه يتمتع بجاذبية، وقبول، في مختلف الأوساط العالمية ! ورغم ما ألصق به من دعاوى زائفة، بسبب تصرفات بعض المنتسبين إليه، إلا إنه يظل : ( الدين الأسرع انتشاراً في العالم ) ! ألا يدعو ذلك للعجب ؟!

ففي الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتولى الآلة الإعلامية الضخمة تشويه الإسلام، وإلصاق تهمة الإرهاب به، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تفيد التقارير الإخبارية أن : عشرين ألف أمريكي يعتنقون الإسلام سنوياً، وأن مائتي ألف أمريكي من أصول لاتينية قد دخلوا في الإسلام . وأن نزلاء السجون الأمريكية، يعتنقون الإسلام بأعداد مذهلة . ناهيك عما يجري في بلدان أخرى، في أرجاء الكرة الأرضية .

إن هؤلاء البشر، من الرجال والنساء، من مختلف الأديان، والبلدان، والأعراق، واللغات، لم يحملهم على اعتناق الإسلام حد سيف، ولا إغراء مادي، ولا رغبة في الهجرة بغرض تحسين أوضاعهم المعيشية ، كلا ! بل هي حقيقة هذا الدين العظيمة، ووضوحه، ومصداقيته، وموافقته للعقل، والفطرة السوية .

إن المنخرطين في الإسلام من شهود العصر، ينتمون إلى ثقافات متعددة، ويحمل بعضهم أعلى الرتب العلمية، والتخصصات التقنية، وقد وجدوا ضالتهم في ، وسكينة نفوسهم في قبول الحق، والشهادة لله تعالى بالتوحيد، ولنبيه محمد، صلى الله عليه وسلم، بالرسالة . ولم يشعروا أنهم تنكروا للقيم الصحيحة، ولا تنصلوا من المثل العليا، ولا وقفوا موقف العداء من الأنبياء السابقين ، حاشا ، وكلا ! بل وجدوا أنفسهم في سياق متناغم مع الحقيقة الأزلية الأبدية : أن الله تعالى خلق الخلق لعبادته، وأرسل فيهم رسلاً، وأنزل معهم كتباً، يصدق بعضها بعضاً، حتى آلت النوبة إلى النبي الخاتم ، محمد ، والكتاب الناسخ ، القرآن ، والدين العريق ، الإسلام .

وما أن يتحول أحدهم إلى الإسلام، حتى ينشرح صدره، ويطمئن قلبه، وتنفرج أساريره، ويدخل في سعادة غامرة ، لا تعبر عنه الكلمات . وحين ينطق بالشهادتين تغرورق عيناه بدموع الفرح والتأثر البالغ الذي يسمى ( حلاوة الإيمان ) .

إن هذه التجارب الإنسانية، معشر أهل الكتاب، حرية بالدرس، والتدبر . فلكل واحد من هؤلاء المهتدين قصة مؤثرة، وحديث ذو شجون، يكشف عن اصطفاء الله لطائفة من البشر لتلقي نعمته، وقبول بشارته . فلتكونوا من هؤلاء .
  المصدر العقيدة والحياة

إرسال تعليق

 
Top