0
اسمي علي, أبلغ من العمر 29 عاماً, وأنا مكسيكي أمريكي. أعتقد أن قصتي إن شاء الله ستكون مساعدة للناس على فهم الإسلام والسبب الذي جذبني إليه لاعتناقه.

سأبدأ قصتي بالقول بأن الكثير من الناس لديهم تصورات خاطئة عن الإسلام والمسلمين. وأنهم يعرفون الإسلام تقريباً عبر الأفلام والتلفاز, وهذه مصادر كاذبة في أغلب الأحيان ولا تنقل الحقيقة.

كانت حياتي قبل ذلك في منتهى السوء. ولم يكن لدي أي هدف, لقد أضعت حياتي الأولى في الهرب من المدرسة, وكنت أسير في الشوارع مع أصدقاء السوء ونسكر ونتعاطى ونبيع المخدرات.

معظم أصدقائي كانوا أعضاء في عصابات, ولكن أنا لم أكن عضواً في أي عصابة. ولم يكن لدي مشكلة في التعرف عليهم. كنت أتعاطى المخدرات في البداية للمرح والهروب من الواقع, إلا أنني أصبت بعد ذلك بالاكتئاب.

وذات يوم قال لي أحد الأصدقاء أنه يعرف مكاناً يباع فيه ماريجوانا من النوع الجيد. وكنت حريصاً على تجربة الجديد في المخدرات, واتفقت معه للذهاب لشراء هذا النوع من المخدرات. وذهبنا معاً لشراء الماريجوانا, وفي طريق عودتنا أخبرني صديقي أن أحد الأصدقاء يود أن يعطيه كتاباً ليقرأه.

حينما ذهبنا إلى صديقه هذا, أعطاه صديقه كتاباً وأخبره أنه قد عثر على هذا الكتاب على الإنترنت, وأنه سوف يساعده على الخروج من مشاكله في الحياة. وفي طريق عودتنا, طلبت من صديقي أن يريني هذا الكتاب, وكان هذا الكتاب هو القرآن الكريم.

لم يكن قد سبق لي من قبل سماع القرآن الكريم, وحينما بدأت أتصفحه, بدأت أشعر أن القرآن قد بدأ يصفعني على وجهي لاستفيق مما أنا فيه. رأيت أن القرآن واضح وسهل الفهم. لقد تأثرت به كثيراً وبدأت الرغبة لمعرفة المزيد عن الإسلام والمسلمين.

الشيء الغريب, أني لم يكن في هدفي قبل ذلك أن أعتنق أحد الأديان. لقد اعتدت على السخرية من الذاهبين إلى الكنيسة. وبالرغم من أني كنت أقول في بعض الأحيان "لا يوجد إله", إلا أنني كنت في قرارة نفسي أعرف أنه يوجد إله يدير هذا الكون.

ذهبت بعدها إلى المكتبة لمعرفة المزيد عن القرآن الكريم, تعلمت كثيراً من النبي محمداً, وعرفت القصة الحقيقة لعيسى بن مريم عليه السلام. في الحقيقة, أثار القرآن اهتمامي وشغفي, حيث بدأت أفهم قصة الثالوث الذي يؤمن به النصارى. كما أنه يصف ولادة المسيح عليه السلام بدقة, وأيضاً قص قصة مريم عليها السلام.

حينما كنت طفلاً, كانت أمي مسيحية من الطائفة السبتية, وكانت تصطحبني أنا وأختي إلى الكنيسة كل سبت. لم أهتم أبداً بالدين, وحينما بلغت 15 عاماً, توقفت عن الذهاب إلى الكنيسة. وكنت أتساءل دوماً لماذا نحن سبتيون وباقي العائلة كاثوليكية.

بعد أن اطلعت على القرآن ودرسته, عرفت أن الرسول محمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين وأنه مرسل للبشرية جمعاء. أكثر ما جذبني في القرآن هو أنه قد قص قصص الأنبياء جميعاً, مثل آدم وإبراهيم ونوح وإسحاق وداوود وموسى وعيسى بطريقة واضحة وميسرة. لقد قضيت الشهور لدراسة الإسلام ومعرفة المزيد عن المسلمين.

عرفت أيضاً أن إسبانيا كانت مسلمة نحو 8 قرون, قبل أن يجبر نصارى إسبانيا المسلمين على مغادرة إسبانيا. قبل أن يأتي الإسبان إلى المكسيك ويجبرون الأزتيك ليتحولوا إلى الكاثوليكية. عندئذ, بدأت معالم التاريخ الإسلام في الوضح بالنسبة لي.

بدأت أقتنع أكثر بالإسلام, وفي أحد الأيام أثناء قراءة القرآن, بدأت أبكي بكاءً شديداً وأشكر الله لعثوري على الدين الحق. اكتشفت وجود مسجد بجوار بيتي, ذهبت مرة إلى صلاة الجمعة لمشاهدة المسلمين في الصلاة.

رأيت الكثير من الناس من جميع الأعراق والألوان والأجناس قد حضروا إلى المسجد للصلاة فيه. رأيتهم حينما خلعوا أحذيتهم قبل الدخول إلى المسجد والجلوس على الأرض المغطاة بالسجاد. وأصبح واضحاً لي تماماً أن الإسلام ليس مجرد دين, بل هو أيضاً وسيلة للحياة.

ذهبت إلى صلاة الجمعة مرتين, وكنت حينها على أتم الاستعداد لإعلان الشهادة. وجلست بين يدي إمام المسجد وقلت له إني أريد أن أكون مسلم. ورددت شهادة الإسلام بالعربية والإنجليزية أمام جمع من الناس. حينها بدأ الجميع في التكبير بقول (الله أكبر) عدة مرات. ثم عانقوني, لم أُعانَق أبداً مثل هذا العناق.

ومنذ عام 1997 أشعر أني أعيش في سلام مع نفسي وأن حياتي قد تغيرت للأفضل وأنا أعمل الآن في مجال الحاسب الآلي. وكان لي شرف الذهاب لأداء الحج والعمرة في الأراضي المقدسة, لقد كانت تجربة العمر وأنا أرى 3 ملايين مسلم من كل الألوان والأعراق في مكان واحد ليعبدوا الله.

وفي ديسمبر من عام 2002, تزوجت من إمرأة في المغرب وأعيش معها الآن. وأعتقد أن قصتي هذه ربما تكون سبباً في هداية الكثير من الحيارى والدخول في دين الله.

إرسال تعليق

 
Top