0

137- العلم بين الدين والإلحاد - كشف خدعة الصفحات العلمية الإلحادية للطعن في الدين

ردا على منشورات صفحة الباحثون المصريون الإلحادية الصريحة لمحاولة إيهام الناس أن العلم والإدراك لا يعترفون فقط إلا بالمحسوس - وللطعن في الغيبيات الإسلامية مثل وجود الجن أو أن الشهب ترجم الشياطين الذين يسترقون السمع إلى السماء - نقول :

إدراك الإنسان ينقسم إلى :

1- إدراك رياضي - وهو من أقوى الإدراكات مثل قولنا أن 1+!=2 / وأن 3 لا تساوي 1 / وأن 4 أصغر من 7 وهكذا ....

2- إدراك عقلي - وهو أهم إدراك للإنسان ويميزه عن الحيوان والآلة ويدرك به وجود أشياء غير محسوسة بمجرد آثارها - ولذلك لن يدخل الجنة مَن لم يحترم عقله في الاعتراف بأظهر حقيقة في الوجود وهي وجود الخالق عز وجل - في حين أنه في أمور الدنيا يستخدم عقله

3- إدراك تجريبي - وهو إدراك الأشياء عن طريق التجربة وتكرارها وملاحظة النتائج وتحليلها - وحتى هذه التجارب تحتاج إلى العقل سواء قبلها في ضبط الملاحظة وترجمة مدخلات الحواس ووضع الافتراضات - أو أثناء التخطيط لمراحل التجربة أو في تدوين النتائج والاستنباط منها للوصول إلى التفسير أو القانون أو النظرية أو الحقيقة العلمية

4- إدراك حواس - وهي ما تميز الحيوان أكثر وتحتاج إلى عقل وإلا انخدعت بمثل ظاهرة السراب - حيث في ظاهرة السراب ترى العين انعكاسا يشبه الماء تماما فوق الأسطح الساخنة وما فوقها من هواء ساخن ومثلما يحدث على أسطح بعض الطرق الأسفلتية في الحر الشديد أو على أسطح الرمال في الصحراء - فهنا العين تسجل وجود ماء - ولكن العقل الذي يتحلى بالعلم سيرفض ذلك
-------------------------------

ومن هنا : فالملحدون يخدعون الناس بأن إدراك الإنسان والعلم ينحصر في المحسوس فقط !! رغم أن العلم نفسه يؤمن بوجود أشياء غير محسوسة ولا معلوم ماهيتها وذلك من آثارها فقط - مثل الجاذبية مثلا !! ومثل الإلكترونات والفوتونات والبوزيترونات وما في نواة الذرة من نيوترونات أو بروتونات أو افتراض وجود مادة سوداء أو طاقة مظلمة لمجرد فقط أنهم سيحلون للعلماء أزمة في معادلات تسارع توسع الكون .... إلخ ! بل نرى العلماء وخاصة الملاحدة منهم على استعداد للإيمان بأشياء لا يمكن رصدها أصلا فقط للتهرب من الاعتراف بوجود الخالق عز وجل - وذلك مثل فرضيات الأكوان المتعددة والتي تصل إلى 1 * 10^400 كون صدفي وعشوائي ليخرج من بينهم كون واحد فقط بكمال الدقة في القوانين ككوننا !!
طبعا كله هراء من الناحية العلمية لعدم الرصد ولا التجريب
أما من الناحية الشرعية الدينية والإسلامية :
فنحن نؤمن أصلا بأن الله تعالى له وجوده الخاص به ويخلق ما يشاء من عوالم ومن كائنات مختلفة في التكوين مثل الملائكة ومثل الجن ومثل الإنسان ولكل منهم قوانينه المختلفة

ومن هنا :
فعقل الإنسان أدرك وجود خالق للكون عن طريق آثاره في خلقه ولوجوب وجود سبب أول لكل شيء وإلا لما كان وجد أي شيء بالوجود - وذلك لأن كل شيء في الوجود : قد ظهر بعد أن لم يكن موجودا - وذلك يعود إلى سبب كما نعرف عقلا - وبما أنه يستحيل تسلسل الأسباب إلى ما لا نهاية : فإنها يجب أن تنتهي إلى سبب أول موجود من الأزل ولم يسبقه عدم وهو خالق كل شيء غني بذاته عما سواه - ولذلك أسماه العقلاء والفلاسفة بـ : واجب الوجود

أي الذي يجب أن يوجد بهذه الصفات وإلا ما كان وجد شيء في الوجود ولكان العدم ولا يوجد شيء
طبعا هذه بعض الأدلة فقط على وجود الله تعالى وإلا فإن الأدلة كثيرة جدا مثل دليل العناية والإتقان والكمال والفطرة إلخ

ولذلك - وبعد تيقن العقل بالعلم والإدراك السليم أن هذا الوجود والمخلوقات لها صانع وخالق - فإنه بالعقل أيضا أيقن المسلم بصدق رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم - وأنه جاء بالوحي من الخالق وبدين الفطرة وبمختلف الإعجازات العلمية والغيبية والتشريعية في القرآن - ويكفي أن تحديه بأن يأتي أحد بمثل القرآن هو قائم إلى اليوم لم يستطع أحد الإتيان بمثله إلا بالكلام الركيك المضحك لاستغفال العوام والبسطاء أو بالاقتباس من القرآن والتغيير البسيط فيه !! ناهيكم عن أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يدخل فيه كل أمم الأرض أفواجا ومن كل الديانات والمذاهب والأعمار لأنهم وجدوا فيه الصدق وفطرة التوحيد التي لم تتلوث بلوثات الوثنيات والشرك وتأليه البشر والجمادات - وهو مصداق وعد الله تعالى بإظهار الإسلام على الدين كله
------------------------------

النتيجة ؟
أن المسلم عندما يؤمن بالغيبيات مثل وجود الملائكة أو الجنة أو النار أو الجن أو رجم الشهب للشياطين إلخ : فليس لأنه من المفترض أنه يرصدهم بحواسه !! فهذا من الغباء ومن التدليس والكذب الذي لم يقله أحد المسلمين المحترمين ولا في القرآن ولا في السنة !! ولكن لتصديقه بما أخبره الله به عن طريق الوحي - وإن كان لا يرى الجن ولا يعرف كيفية استراقهم السمع للسماء مثلا فكيف يعترض على أن الشهب تصيبهم حيث شاء الله ؟!

المصدر الباحثون المسلمون

إرسال تعليق

 
Top