معاناة الرسول صلى الله عليه وسلم سكرات الموت
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه ركوة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت سكرات) ثم نصب يده فجعل يقول: (في الرفيق الأعلى) حتى قبض ومالت يده .
وروى الحاكم عن أبي سعيد الخدري أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك، عليه قطيفة، ووضع يده عليها فوجد حرارتها فوق القطيفة، فقال: ما أشد حر حماك يا رسول الله !، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر) صححه الألباني
فقد عانى الرسول صلى الله عليه وسلم من سكرات الموت ، وذلك حتى يصبر عليها فترتفع درجته عند الله تعالى وينال جزاء الصابرين (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)، وقد أمره الله تعالى أن يصبر فقال : (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل) الأحقاف/35، فكان لابد من ابتلائه صلى الله عليه وسلم بالمرض وأذية أعدائه له وسائر أنواع الابتلاءات التي منها سكرات الموت ، حتى يظهر صبره صلى الله عليه وسلم ، ويكون مضرب المثل في الصبر .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله : ” الله عز وجل يبتلي عباده بالسراء والضراء ، وبالشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم؛ كما يفعل بالأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام والصلحاء من عباد الله ”
فما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من سكرات الموت ، ومن الحمى الشديدة ، وغير ذلك من البلاء ، فإنما هو لرفع درجته ، ومضاعفة الأجر له ، ولتقتدي به أمته في ذلك .
الإسلام سؤال وجواب