0

ساحات الدعوة إلى الله على وجه الكرة الأرضية.. ساحات شاسعة..

المسلمون مدعوون إلى الدعوة!!..

نعم.. فمن سيدعو الناس إلى دين الله إن لم يقم المسلمون بذلك؟!!..

الدعوة إلى الله من أخص خصوصيات أمة الإسلام.. ميّزهم بها الله.. ينتظرها الناس منهم..

الأهم.. أن من مات من غير المسلمين على ضلاله فإن المسلمين هم من سيحاسبون على تقصيرهم في دعوتهم إلى الإسلام!!..

فكم من دول وقبائل ومجتمعات لا تعرف عن الإسلام شيئًا من الأساس!!.. ناهيك عن الإيمان به!!.

فأين المسلمون؟!!.. بطل قصتنا ينبهنا على ذلك

غمرت رحمة الله تعالى بطل قصتنا فأحالته من قسيس متزمت يدعو للمسيحية ويعادي الإسلام والمسلمين إلى داعية إسلامي صادق يدعو للإسلام دون أن يعادي معتنقي الديانات الأخرى.. إنه القسيس ألم ولدقرقس سابقًا الداعية الإسلامي الآن "عبدالله إبراهيم" ندعوكم للتعرف إلى قصة إسلامه.

التناقضات الكثيرة التي ترزح تحت نيرها الديانة النصرانية دفعت بطل قصتنا إلى الشك في وظيفته كقسيس، إذ وجد أن طبيعة عمله تحتّم عليه تقديم مواعظ دينية نصرانية لم يكن هو مقتنعًا بها، الأمر الذي يجعله يعاني ضغوطًا نفسية رهيبة.. وما دفعه أكثر إلى التشكيك في المسيحية الرواية التي وردت في القرآن الكريم عن السيد المسيح –عليه السلام- مقارنة بالروايات المتناقضة للمذاهب المسيحية، فضلًا عن احترام الإسلام لهذا النبي الكريم.

ولد "ألم ولدقرقس" في إثيوبيا ولكنه يحمل الجنسية الإريترية، وكان قسيسًا في الكنيسة الكاثوليكية متعصّبًا للمسيحية، يقوم بالتنصير في عدد من الدول الأفريقية، وفي لحظة تاريخية فارقة في حياة هذا القسيس حدث له أمر مهم جدًّا جعله يتحول من النصرانية المحرّفة إلى الإسلام دين الحق.. فيا ترى ما هو هذا الحدث؟! يروي ذلك بنفسه ويقول: "وجدت نسخة قديمة من الإنجيل في الكنيسة الإثيوبية كتب فيها: "ويأتي رسول من بعدي اسمه أحمد فاتبعوه"! لاحظ عبد الله إبراهيم تناقضًا تامًّا بين تلك النسخة العتيقة من الإنجيل وما يقوله القساوسة، وهذا ما دفعه إلى البحث في الأمر والتعمق في دراسة القرآن الكريم.

العجيب أنه وجد في القرآن الكريم النص نفسه على لسان المسيح –عليه السلام

وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) الصف

قاده بحثه في القرآن والإسلام إلى الوصول إلى قناعة تامة مفادها أنه يقف أمام دين عظيم اقتنع تمامًا بأنه آخر الرسالات السماوية وأنقاها من الشوائب والأخطاء، وأسماها في المعاني والمقاصد الدنيوية والآخروية.. كل ذلك دفعه الى اعتناق الإسلام عن قناعة تامّة، مضحيًا بالكثير من المكاسب المادية الدنيوية الزائلة التي تمنحها له الكنيسة كقسيس، مثل السكن المؤثث، والسيارة الفاخرة، وجواز السفر الأممي، فضلًا عن الراتب الضخم.

عقب اعتناقه الإسلام تعرض الداعية عبدالله إبراهيم إلى مضايقات كثيرة من بني جنسه لم يكترث لها ألبتة، بل ظل يعيش حياة طيبة مطمئنة مملوءة بالسعادة يمارس فيها كل قواعد الشريعة الإسلامية السمحة.. وقد ازدادت سعادته عندما تزوج امرأة مسلمة.

تحدث الداعية "عبدالله إبراهيم" عن العديد من الميزات الفريدة التي يتمتع بها الإسلام والتي جعلت منه دينًا متفردًا يختلف عن النصرانية المحرّفة والأديان الأخرى، ومن بين هذه الميزات دعوته للمساواة بين بني البشر، حيث جعل ميزة التفاضل تقتصر فقط على التقوى، كما أشار إلى عظمة القرآن الكريم الذي حفظه الله تعالى من التحريف.

اهتم الداعية عبدالله إبراهيم كثيرًا بالدعوة الإسلامية حيث أسلم على يديه أكثر من أربعين نصرانيًّا، وقد وظف في ذلك خبرته بالدين المسيحي وهو يتوقع دخول المزيد من النصارى إلى الإسلام.. من ناحية ثانية دعا عبدالله إبراهيم المسلمين إلى ضرورة اهتمامهم بإخوانهم الجدد والوقوف معهم ومساندتهم حتى يصبحوا محصنين وقادرين على حماية أنفسهم من الدعاية المضادة التي يستخدمها أعداء الإسلام أملًا في إرجاعهم عن دينهم الكريم إلى ضلالهم القديم.

ويصرح الداعية عبدالله إبراهيم بأنه متفائل بمستقبل الإسلام في أفريقيا حيث يقول في ذلك

"إن مستقبل الإسلام في القارة السوداء بخير، برغم النقص الواضح في الدعاة وعدم دعم بعض الحكومات الإسلامية لهذه الدعوة، فالإسلام بخير برغم الفرق الواضح في الجهود المبذولة في تنصير المسلمين، وما يبذل من مال من أجل ذلك، غير أن الداخلين إلى الإسلام هم الأكثر.. وبرغم استغلال منظمات التنصير للمجاعة الشائعة في أفريقيا فإن الإسلام يزداد انتشارًا.. ومن هنا فنحن نريد ونطمع من جميع المسلمين في أنحاء العالم أن يتكاتفوا متعاونين في دعم دعوة الإسلام وتبليغها لغيرهم ممن لا يدينون بها، خصوصًا أن انتشار الإسلام أفضل وأسرع إذا وجد الدعاة المخلصين".

ونختتم هذه القصة بنصيحة ذهبية تستند إلى خبرة قسيس سابق وجهها للدعاة الذين يعملون على نشر الإسلام في أوساط المجتمعات النصرانية حيث يرى أن المناظرات بين علماء الدين الإسلامي والقساوسة تمثل أداة قوية يمكن لها أن تخدم الإسلام بصورة فاعلة، خاصة إذا كان المناظر المسلم ملمًّا بكل من الدين الإسلامي وعقيدة المسيحيين، فضلًا عن كونه يتمتع بمهارات تجعل منه شخصية جذابة ومقنعة تمتلك المقدرة على إظهار صلاح الإسلام وفساد العقائد الأخرى..

بذلك ينتشر الإسلام في أفريقيا ويدخل الناس في دين الله أفواجًا

ونسهم في إنقاذ الناس من النيران.. وفوزهم بروضات الجِنان..

ففي الناس خير وفطرة طاهرة علاها الغبار ولا تحتاج إلى أكثر ممن ينفضه!!..

أدعوك إلى نفضه من فوق صفحة قلبك الطاهر..

اسأل الله الهداية.. فبالله نهتدي إلى الله.

--------------

المصادر:

ابن علي، أبو إسلام أحمد (2008)؛ عادوا إلى الفطرة؛ مكتبة صيد الفوائد الإلكترونية.

ابن علي، أبو إسلام أحمد (28 مارس 2012)؛ ألم ولدقرقس.. القس المتعصب؛ موقع قصة الإسلام: www.islamstory.com

إرسال تعليق

 
Top