قصة واقعية حقيقية | قصة الأمير مع الفلاح الحكيم !
يحكى أن أحد الأمراء خرج للنزهة على حصانه ...
وهوسعيد مما هو فيه
من نعمة وعندما مر على أحد الحقول رأى فلاحاً يغني ويبدو سعيداً جدا وهو
يحرث الأرض بواسطة الحمار تحت الشمس الحارقة وكأن لا شيء من هموم الدنيا
وكروبها قد أصابته فااندهش هذا الامير من هذا الأمر وفكر في حال هذا الفلاح
بطبيعة الحال أن ما يقوم به متعب و شاق وأنه لن تحقق له الفلاحة دخل جيد
من المال الذي يجعله يرتاح فتوجها للفلاح ليسأله ويناقش معه عن وضعه وسبب
سعادته
اقترب الامير من الفلاح وقال له : أيها الفلاح هل هذه المزرعة لك
أجابه الفلاح : لا يا سيدي انا فقط أقوم على رعايتها لصاحبها
زاد استغراب الامير وواصل يسأل
الامير : وكم دخلك لقاء هذه المشقة الذي تبذله ؟
الفلاح : آخذ خمس دراهم يومياً نظير تعبي
الامير : وهل تكفيك الخمس دراهم !
الفلاح : نعم سيدي تكفيني لقضاء حاجاتي
درهم أصرفه على بيتي انا وزوجتي ، ودرهمين أسدد بهما ديني
ودرهم أسلفه لغيري ، ودرهم أنفقه في سبيل الله
الامير : كلامك الغاز !
الفلاح : سأشرح لك بالتفصيل يا سيدي
الدرهم الذي أنفقه على عيشي هو الدرهم الذي أعيش به أنا وزوجتي وابنائي
أما الدرهمين اللذين أسدد بهما ديني فهم الدرهمين اللذين أصرف على أبي وأمي
اما الدرهم الذي أسلفه لغيري فهو الدرهم الذي أتبرع به لأولادي
وسيرجعونه لي عندما اكون عجوزا ولا اقدر على العمل ، كما أقوم به الآن مع ابوي
اما بالنسبة للدرهم الذي أنفقه في سبيل الله فهو درهم أنفقه لشراء دواء لأختي المريضة
أعجب الامير بما قاله هذا الفلاح
ومن حسن توازنه لقليل من المال الذي يملك
كما انه لم يقصر مع أحد وقنع بالقليل ورغب في الأجر ...
وأمر الامير خادمه بترك مبلغاً كبير من المال لهذا الفلاح
وقام بتوديعه وهو يحس بالفرح ممتزج بالحزن من حال البسطاء الذين لا يقصرون مع من هم أبسط منهم !
همسة : إذا وهبك الله مالا لا تبخل على أقرب الناس إليك وأولاهم بك
ولا تقل مصروفي لا يكفيني لقضاء حاجياتي فإن الصدقة هي مفتاح الرزق والبركة ولتزم بالقناعة
كن قنوعاً بالحلال وتوقع كرم الله...
شاهد الفديو من قناة اليوتيوب
إرسال تعليق