0
مفهوم الثبات
تُعَدّ كلمة (الثبات) في اللغة مُشتقّة من المصدر (ثَبَتَ)، وثبت على عمله؛ أي واظب، واستمرّ، وتمسَّك به، وأصرّ على موقفه،[١] أمّا اصطلاحاً، فهو يعني: لزوم الصراط المستقيم، والاستمرار عليه، وعدم التشكيك فيه حتى الموت،[٢] وقد جعل بعض العُلماء الصبر والثبات بِمعنى واحد يتمثّل بالثبات مع الله، وتلقّي الابتلاء منه بسعة صدر، إلّا أنّ الإمام ابن القيِّم يرى أنّ الثبات أصل الصبر؛ وذلك لأنّ الاستمرار على الطريق الصحيح أساسٌ مهمٌّ للصبر، وبالتالي الحصول على توفيق الله -تعالى-.[٣]

ثبات الرسول في مواجهة قريش
ثبات الرسول أمام مُساوَمات قريش
اتّخذ النبيّ -عليه السلام- أُسلوب رفض التنازُل، ورفض المساومات على حساب دينه؛ حيث رفض جميع العروض التي قُدِّمت إليه من قِبل زُعماء المُشركين؛ ففي بداية الدعوة، لجأ المُشركون إلى صدّ النبيّ عن دعوته بالتعذيب، ونظراً لأنّ هذا الأُسلوب لم ينجح معهم، فقد اضطروا إلى مُساومته مادّياً؛ فعرضوا عليه السُّلطة، والمُلك، والمال، فرفض النبيّ ذلك كلّه،[٤] روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أنّ قريشاً أرسلت عتبة بن ربيعة الذي كان يُعرف بينهم بالهدوء ورزانة الرأي؛ ليَعرض على النبي -عليه الصلاة والسلام- ما يصده به عن دعوته، فلما جلس إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر مكانته في قريش وعلو نسبه، ثم عرض عليه أموراً، وطلب منه أن يختار منها، حيث قال: "إن كنت إنما تريدُ بهذا الأمرِ مالاً جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريدُ شرفاً سوَّدناك علينا فلا نقطع أمراً دونك، وإن كنت تريدُ مُلكاً مَلَّكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتِيك رِئياً تَرَاه لا تستطيعُ ردَّه عن نفسك، طلبنا لك الطِّبَّ، وبذلنا فيه أموالنا حتى تبرأ".[٥]


وبعد أن فرغ من كلامه ما كان من النبي -عليه الصلاة والسلام- إلا أن قرأ عليه قول الله تعالى: (حم* تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ* كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ* بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ)،[٦] إلى قوله تعالى: (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ)،[٧] فثبت -عليه الصلاة والسلام- في وجه الإغراءات، وفشل المشركون فيما كانوا يسعون إليه.[٥] ثمّ لجأوا إلى مساومته بأن يجعل لهم النبيّ مجلساً خاصّاً بهم؛ لِعُلوّ مكانتهم، ومقامهم حتى يؤمنوا، وأن يمنع وجود الفُقراء من المسلمين في مجلسهم، فرفض النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ذلك؛ امتثالاً لقول الله -تعالى-: (وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ)؛ فالإسلام لا يقيس الناس بطريقة السيادة الجاهلية وحاولت قريش مساومة النبيّ في دينه؛ فعرضوا عليه أن يُسلموا بشرط أن يعبدَ آلهتهم سنة، ويعبدوا الله سنة، أي أن يتبع النبيّ؛ دينهم كي يتبعوا دينه، فأنزل الله عليه سورة (الكافرون)، وقرأها على كُفّار قريش، فأيقنوا أنّ هذا الأُسلوب لا ينفع مع النبيّ.[٩]

ثبات الرسول أمام إيذاء المشركين
يُعَدّ الإيذاء أحد الأساليب التي استخدمها المُشركون لصَدّ النبيّ عن دعوته؛ فقد كان عمّه وجاره أبو لهب يُؤذي النبيّ وهو في بيته، وكان بعض المُشركين يُلقون عليه أعضاء الشاة وهو في صلاته، فقد جاء عُقبة بن أبي مُعيط ذات يوم بسلى الناقة*، ووضعه على ظهر النبيّ وهو ساجد يُصلّي عند الكعبة حتى جاءت ابنته فاطمة، وأزالته عن ظهره، ومن صُور الإيذاء التي تعرّض لها النبيّ أنّ أحد المشركين فتَّت عَظماً ونفخه في وجهه، ومع كلّ ذلك فقد ثبت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم- على الإسلام، وتحمّل هذا الأذى.[١٠]

ثبات الرسول أمام سخرية قريش واستهزائهم به
تُعَدّ المواقف كثيرة على سخرية قريش من الرسول -عليه السلام-، ومن دعوته؛ ومن ذلك أنّهم قالوا عنه إنّه كذّاب، وساحر، ومجنون، وكاهن، وشاعر، وطلبوا منه قرآناً غير الذي يأتيه به الوحي، أو أن يأتيَهم بالقُرآن دفعة واحدة، وحاولوا مرّات كثيرة إحراجه أمام الناس بأن يطلبوا منه إخراج الينابيع من الأرض، وأن يجعل لهم جنّات، وأنهاراً، فأجابهم بأنّه بشر لا يقدر على ذلك إلّا بأمر من الله، ولم تتوقّف سُخرية المشركين عند هذا الحدّ، بل تعدَّوا ذلك إلى السخرية من الصحابة، وكُلِّ من يُسلم معه -عليه الصلاة والسلام-.[١١]

ثبات الرسول أمام استخدام أقاربه للضغط عليه
بعد أن فشلت جميع المُحاولات، والأساليب التي استخدمها المشركون لصَدّ النبيّ عن دعوته، لجأوا إلى أُسلوب الضغط عليه من خلال أقربائه، وخاصّة أقرب المُقرَّبين منه، ومن ذلك أنّهم ذهبوا إلى عمّه أبي طالب؛ ليتكلَّم مع النبيّ في وقف دعوته، إلّا أنّ أبا طالب رَدَّهم رَدّاً جميلاً؛ لعِلمه بثبات النبيّ، وإيمانه بدعوته إيماناً قويّاً.[١٢]

ثبات الرسول في الهجرة
ظلّت قُريش تُلقِّب النبيّ بالصادق الأمين إلى أن جاءهم بالإسلام؛ فبدأوا بِمُحاربته، واستخدام كافّة الوسائل؛ لمَنعه من نَشر دينه، إلّا أنّ النبيّ ثبت على دعوته، وقد ظهر ذلك في عدّة صور، منها أنّ المشركين لمّا سمعوا بأنّ الله أَذِن لنبيّه بالهجرة، عقدوا اجتماعاً لبحث كيفيّة إيقاف هجرته إلى المدينة؛ فقرّروا قَتله، إلّا أنّ النبيّ ثبت على أمر الله له بالهجرة، وخطَّط لها مُتَّخِذاً الإجراءات اللازمة، كمبيت عليّ -رضي الله عنه- في فراشه، والخروج من بيته في النهار من فتحة كانت في ظهر بيت أبي بكر، واتّخاذ الطريق غير المُعتادة إلى المدينة، وتأمين الأشياء الضرورية من الطعام، وتأمين الدليل في الطريق، وإخفاء آثار أقدامه هو وأبو بكر، والتوجّه إلى غار ثور، والاختباء في داخله، كما تجلّى موقف الرسول -عليه الصلاة والسلام-، وأبي بكر في الثبات عندما وصل الكفّار، وذلك كلّه دالٌّ على أنَّ الثبات من لوازم الدعوة.[١٣]

ثبات الرسول في القتال
كان ثبات النبيّ في معاركه، وغزواته ظاهراً للجميع، ومن ذلك ثباته في غزوة أُحد عندما أُشِيع خبر مقتله، وتفرُّق المُسلمين بنزول بعضهم عن الجبل وجمع البعض الآخر للغنائم، حيث ثبت مع بعض الصحابة ضدّ جيش المشركين، فرأى الصحابة شجاعته، وثباته، وتجمّعوا حوله، وقاتلوا معه، ومنه أيضاً ثباته في غزوة حُنين؛ فقد أُعجِب المسلمون بكثرتهم، وعند مرورهم من وادي حُنين خرج عليهم المشركون فجأة، فتفرّقوا عن النبيّ إلّا مجموعة قليلة ظلّت ثابتة معه، وقد ذكر الله هذا الثبات في قوله: (لَقَد نَصَرَكُمُ اللَّـهُ في مَواطِنَ كَثيرَةٍ وَيَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئًا وَضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمَّ وَلَّيتُم مُدبِرينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّـهُ سَكينَتَهُ عَلى رَسولِهِ وَعَلَى المُؤمِنينَ وَأَنزَلَ جُنودًا لَم تَرَوها)،[١٤] ويُشار إلى أنّ ثبات النبيّ -عليه السلام- ظهر واضحاً في مواجهة جميع الطرق والوسائل التي اتّبعتها قريش ضِدّه، سواءً كان ذلك من خلال تعذيبه هو وأصحابه، أو إغرائه بالدنيا وما فيها من مال ومنصب، وقد بلغ من ثبات النبيّ وإصراره على الدعوة أنّه صار يُهدّدهم وهو وحده حتى أصبحوا يخشونه.[١٥] وقد وصف الصحابة -رضي الله عنهم- ثبات النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحروب والمعارك، حيث قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (لقد رأيتُنا يوم بدرٍ ونحنُ نَلوذُ برسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وهو أقربنا إلى العدُوِّ وكان من أشدِّ الناس يومئِذٍ بأساً).

وقد ثبت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في جميع المعارك والغزوات، ففي غزوة أُحد تعرّض للكثير من الأذى؛ حيث شُجّ رأسه فيها، وكُسِرت رُباعيته، رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَومَ أُحُدٍ، وَشُجَّ في رَأْسِهِ، فَجَعَلَ يَسْلُتُ الدَّمَ عنْه، ويقولُ: كيفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهُمْ، وَكَسَرُوا رَبَاعِيَتَهُ، وَهو يَدْعُوهُمْ إلى اللهِ؟)،[١٨] ورغم ذلك كلّه فقد بقي ثابتاً يجمع أصحابه ويقوّيهم ويرفع من عزائمهم، كما صبر -عليه الصلاة والسلام- على فراق عمّه حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- في غزوة أُحد، وليس هذا الصبر والثبات في غزوة أُحد فحسب بل كان النبي -صلى الله عليه وسلم- ثابتاً دائماً في جميع المعارك والغزوات.[١٩]

ثبات الرسول وصبره على فقد الأحبة
إن الحزن على فراق الأحبة طبيعة بشرية، فهي من أقسى وأشدّ أنواع الفراق، وقد صبر الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- على فراق زوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- في وقتٍ عصيب، وحزن بعد وفاتها حزناً شديداً، وبكى على وفاة ابنه إبراهيم وهو طفلٌ صغير، فتعجّب بعض الصحابة -رضوان الله عليهم- من بكاء النبي عليه، فأوضح لهم الرسول أن هذه رحمة أودعها الله في قلب الإنسان، وبيّن لهم ما لا يجوز فعله، رُوي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه قال: (أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ، وشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عليه بَعْدَ ذلكَ وإبْرَاهِيمُ يَجُودُ بنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَذْرِفَانِ، فَقالَ له عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنْه: وأَنْتَ يا رَسولَ اللَّهِ؟ فَقالَ: يا ابْنَ عَوْفٍ إنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بأُخْرَى، فَقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ العَيْنَ تَدْمَعُ، والقَلْبَ يَحْزَنُ، ولَا نَقُولُ إلَّا ما يَرْضَى رَبُّنَا، وإنَّا بفِرَاقِكَ يا إبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ).

العوامل التي ساعدت الرسول على الثبات
كان النبيّ ثابتاً على دينه ومبدئه، ولم يساوم أو يقبل أيّ تنازل على حساب ذلك، صابراً، ومحتسباً، وصامداً أمام المُغرَيات، والتحدّيات التي واجهها جميعها؛ وذلك لعدة أسباب، منها:
  • اتّصافه بطول النفس، وضبط الأعصاب؛ لوَعيه العميق بالمصاعب التي تواجهها الدعوة الإسلامية؛ فحرص على الحفاظ على معنويّاته عالية، وجهّز نفسيّته لذلك.
  • حرصه على أن يكون دائم الاتّصال والاختلاط بالناس رغم محاولات المُشركين لعَزله عنهم، ونَشر الإشاعات ضِدّه.
  • ارتقاء شخصيّته الرسالية، وبُعد النظر لديه، الأمر الذي مَكّنه من كتم آلامه، ومتاعبه، وتجاهل نفسه لخدمة دينه ودعوته، ممّا أدّى إلى اعتناق الكثير من غير المُسلمين الإسلام.
  • إيمانه الراسخ بالله في قلبه، وظهور ذلك في أعماله، فقد قال الله -تعالى-: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة).[٢٥]
  • استشعاره الدائم بالافتقار إلى الله، وعِلمه بأنّ الإنسان دائم الحاجة إلى الله بسؤاله الثبات؛ لقوله -تعالى-: (وَلَوْلا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً).[٢٦]
  • إقباله على كتاب الله من خلال قراءته، وتعلُّمه، والعمل به؛ فقد أنزله الله ليكون تثبيتاً للمؤمنين؛ لقوله تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدىً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ).[٢٧]

النتائج المُترتِّبة على ثبات الرسول
كان لثبات النبيّ -عليه الصلاة والسلام- الكثير من النتائج، سواءً على المستوى العدديّ، أو النوعيّ؛ فقد كانت أعداد المُسلمين تزداد يوماً بعد يوم، أمّا على المستوى النوعيّ فقد استطاع النبيّ تربية جيل يحمل الدعوة نفسها، ويسير على طريقه بعد أن جعله مُؤهَّلاً روحيَّاً، وفكريّاً، وأخلاقيّاً، فتمكّن بذلك من نَشر الدين على أوسع نطاق؛ فقد شَمل الإسلام عشائر قريش جميعها، وفئاتها جميعها من فقير وغنيّ، والوصول به إلى أبعد من ذلك، كالحبشة، واليمن،[٢٨] حيث كان الناس يدخلون في دين الله أفواجاً، وجماعات، فقد قال -تعالى-: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا).

الدروس والعِبر المُستفادة من ثبات الرسول
هناك الكثير من الدروس المُستفادة من ثبات النبيّ -عليه السلام- على دعوته، منها:[٣١]
  • الثبات على الإسلام، والصبر على أوامر الله؛ فالاستقامة على ذلك تُوجِب فوز المُلتزِم بها على أعدائه.
  • الزُّهد في الدنيا، ومُغرياتها؛ للفوز في الآخرة.
  • التمسُّك بالقرآن، والصدق مع الله سَبب في حفظ الله لأوليائه.
  • اليقين التامّ بأنّ النصر للإسلام، ولِكُلّ مُسلم ثابت على دينه، وأنّ الله لا يُضيع أجر من أصلح، ودعا إلى الله؛ لقوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ).[٣٢]
  • الاقتداء بالنبيّ في ثباته على الحياة الدنيا، وزخارفها، وعدم التفاته إلى المُغرَيات سَببٌ لتمكينِ الدين، وتمهيدِ طريقه.

آيات وأحاديث ذات صلة بثبات الرسول
آيات مُتعلِّقة بثبات الرسول
وردت آيات وأحاديث كثيرة تتحدّث عن ثبات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، ومنها:
  • قوله -تعالى-: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا).
  • قوله -تعالى-: (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيكَ مِن أَنباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ وَجاءَكَ في هـذِهِ الحَقُّ وَمَوعِظَةٌ وَذِكرى لِلمُؤمِنينَ).
  • قوله -تعالى-: (وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا)، وفي هذه الآية تثبيت للنبيّ في دعوته؛ وحثّه على الاستمرار فيها دون تهاون؛ فتثبيت الله له دائم غير منقطع مهما حرص المشركون على إغرائه، وصَدّه عن دينه؛ لأنّه على الحقّ، والله معه يعصمه من أذى الكفّار النفسيّ، والمادّي مهما كَبُر.

أحاديث مُتعلّقة بثبات الرسول
أكّدت عدّة أحاديث على ثبات الرسول -عليه السلام- في دعوته، ومنها:
  • دعاؤه -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاته، بقوله: (اللَّهمَّ إنِّي أسأَلُك الثَّباتَ في الأمرِ)،
  • دعاؤه -صلّى الله عليه وسلّم- بتثبيت الحُجّة له، بقوله: (تقبَّلْ توبَتي، و اغسِلْ حَوْبَتي، وأجبْ دعوتي، و ثبِّتْ حُجَّتي).

إرسال تعليق

 
Top