إن أجمل لحظة يعيشها المؤمن عندما يتّخذ من العلم طريقاً للإيمان بالله تعالى واليقين بعَظَمَة كتابه ومعجزته الخالدة....
في
هذا الكتاب العلمي يعيش القارئ مع آية جديدة ومعجزة مبهرة وحقائق يقينيَّة
تحدث عنها القرآن قبل أربعة عشر قرناً، ويأتي علماء الغرب اليوم في القرن
الحادي والعشرين ليردِّدوها بحرفيتها!!
فالعلماء
يؤكدون الغنى الذي يظهره الكون في البنية المحكمة، ويؤكدون رؤيتهم للنسيج
الكوني وكأنه نسيج حُبِك بمنتهى الإتقان والإبداع، وأن النجوم والمجرات
تَظهر كالّلآلئ التي تزيّن العقد.
وقد
نعجب إذا علمنا أن القرآن الكريم قد تحدث عن كل هذه الحقائق بمنتهى الدقة
والبيان والإيجاز والإعجاز. فالحقّ تبارك وتعالى يقول عن السَّماء:
﴿اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً
وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾
[غافر: 64]. هذه الآية العظيمة تؤكد أن السَّماء بناء.
أما
النسيج الكوني فقد تحدث القرآن عنه أيضاً في قوله تعالى مُقْسِماً
بالسَّماء: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾ [الذاريات: 7]. وقد تمكّن
العلماء حديثاً جداً من رؤية الكون على مقاييس مكبّرة فظهر تماماً كالنسيج
المحبوك، حتى إننا نجد أدق وصف للمشهد الذي رآه العلماء حديثاً هو الآية
الكريمة: ﴿وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ﴾، فتبارك الله مبدع الكون ومبدع
هذا النسيج المُحكم!
نستعرض
في هذا الكتاب حديث القرآن عن الدخان الكوني في مرحلة من مراحل الكون، وقد
أثبت العلماء بالدليل القاطع والتحليل المخبري لذرات غبار ملتقطة من
الفضاء الخارجي أن أدق وصف لهذه الذرات هو كلمة "دخان".
وهنا
تتجلى عظمة القرآن الذي سبق العلماء إلى هذا الاسم في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ
اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ﴾ [فصلت:
11]. وفي هذه الآية معجزتان:
الأولى: حديث القرآن عن الدخان في مرحلة من مراحل تطور الكون، وهذا ما يؤكده العلماء اليوم.
الثانية:
حديث القرآن عن قول السماء في تلك المرحلة، وقد اكتشف العلماء حديثاً أن
الكون في بداياته بعد الانفجار الكبير أصدر موجات صوتية!
إن
وجود هذه الحقائق العلمية والمكتشفة حديثاً في كتاب أُنزل قبل أربعة عشر
قرناً لهو دليل مادي على أن هذا القرآن كلام الله تعالى، وأنه كتاب صالح
لكل زمان ومكان.
إن
كثيراً من المشككين بكتاب الله تعالى يدَّعون اليوم بأن القرآن لا يناسب
عصرنا هذا، بحُجَّة أن الآيات التي تحدثت عن الظواهر الكونية غير صحيحة من
الناحية العلمية.
ولذلك
فإن هذا الكتاب يمثل خطوة في تصحيح هذه النظرة لديهم، والحقائق التي
يشاهدها القارئ والتي سنعتمد فيها على أقوال علمائهم في وكالة الفضاء
"ناسا" هي خير دليل على التطابق الكامل بين ما توصل إليه العلماء اليوم،
وبين ما جاء في كتاب الله عزّ وجلّ قبل مئات السنين.
إرسال تعليق