البشارة السابعة و الأربعون
يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) يبشر بالنبي المجاهد الذي هو مثل موسى
قبل أن نبدأ التحدث عن البشارة القادمة نقدم لها بتلكم القصة العجيبة: روى
ابن اسحاق في سيرته قدم رجل من الشام من اليهود يقال له ابن الهيبان إلى
يهود بني قريظة فأقام عندهم .. يقول بعضهم "قدم علينا قبل مبعَثِ رسول الله
بسنتين والله ما رأينا رجلاً يصلي خيراً منه فكنا إذا قحطنا وقلّ علينا
المطر نقول: يا ابن الهيبان اخرج فاستسق لنا فيقول: لا والله حتى تقدموا
أمام مخرجِكم صدقة فنقول: كم؟ فيقول: صاعاً من تمر أو مُدَّين من شعير.
فنخرجه ثم يخرج إلى ظاهر حرتنا ونحن معه نستسقي فوالله ما يقوم من مجلسه
حتى تمطرَ ويمُرَّ الماء بالشعاب قد فعل ذلك مرة ولا مرتين ولا ثلاثة.
فحضرته الوفاة واجتمعنا إليه فقال: يا معشر يهود! أترون ما أخرجني من أرض
الخمر والخمير أي الشام
إلى أرض البؤس والجوع أي يثرب؟ قالوا: أنت أعلم. قال: فإني إنما خرجت
أتوقع نبياً قد أظل زمانُه هذه البلاد مهاجَرُه فاتبعوه ولا يسبقَنَّ إليه
غيرُكم إذا خرج يا معشر اليهود. فإنه يبعث بسفك الدماء وسبي الذراري
والنساء ممن يخالفه فلا يمنعكم ذلك منه ثم مات ابن الهيبان .. فلما حاصرهم
النبي نزل بعضهم و منهم اسد وثعلبة ابني شعبة واسد بن عبيد أسلموا تصديقا
لقول بن الهيبان.
و ها هو يوحنا المعمدان مرة أخرى يتكلم مع كتبة بني اسرائيل و فريسييهم فيقول "أنا
أعمدكم بماء التوبة ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني الذي لست أهلاً أن
أحمل حذاءه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذي رفشه في يده وسينقي بيدره
ويجمع قمحه إلى المخزن وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ حينئذٍ جاء يسوع من
الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه" متى 3 : 9 - 13
أنا أعمدكم بماء التوبة: نعم يوحنا كان يعمد بالماء في نهر الأردنبمعمودية التوبة و الاعتراف بالذنوب و قد اعتمد منه يسوع ايضا.
ولكن الذي يأتي بعدي هو أقوى مني: لم يكن يسوع أقوى من يوحنا أبدا .. فيسوع اقتيد كالشاة إلى الذبح و كالنعجة أمام جازيها لم يفتح فاها و قتل كيوحنا و هذا قول النصارى أنفسهم على إلههم يسوع الناصري بل و صار ملعونا كما قال لهم بولس.
الذي لست أهلاً أن أحمل حذاءه: هنا
يتكلم يوحنا عن آخر غير يسوع .. فلقد كان يوحنا نبيا في وقت يسوع .. و
لكننا وجدناه يعمد منفردا و لم يكن يتبع يسوع فإذا كان يوحنا يتكلم عن يسوع
هنا لماذا لم يكن خادما له مصاحبا إياه حاملا لحذائه و قد كان في وسعه
ذلك؟!
هو سيعمدكم بالروح القدس ونار: مرة ثانية هل تذكرون سفر
التثنية الاصحاح 9 و الذي يقول إن الله قد غضب على بني اسرائيل بسبب
عبادتهم للعجل بعد أن كان موسى قد صعد لميقات ربه .. ها هو موسى عليه
السلام و حواره مع بني اسرائيل غلاظ القلوب .. "حتى فيحوريباسخطتم الرب فغضب الرب عليكم ليبيدكم. حين صعدت الى الجبل لكيآخذ لوحي الحجر لوحي العهد الذي قطعه الرب معكم اقمت في الجبل اربعين نهارا واربعينليلة لا آكل خبزا ولا اشرب ماء. واعطاني الرب لوحي الحجر المكتوبين باصبع اللهوعليهما مثل جميع الكلمات التي كلمكم بها الرب في الجبل من وسط النار فييوم الاجتماع. وفي نهاية الاربعين نهارا والاربعين ليلة لما اعطانيالرب لوحي الحجر لوحي العهد قال الرب لي قم انزل عاجلا من هنا لانه قد فسد شعبكالذي اخرجته من مصر. زاغوا سريعا عن الطريق التي اوصيتهم.صنعوالانفسهم تمثالا مسبوكا. وكلمني الرب قائلا. رأيت هذا الشعب واذا هو شعب صلبالرقبة. اتركني فابيدهم وامحو اسمهم من تحت السماء واجعلك شعبا اعظم واكثر منهم.فانصرفت ونزلت من الجبل والجبل يشتعل بالنار ولوحا العهد في يديّ فنظرت واذا انتمقد اخطأتم الى الرب الهكم وصنعتم لانفسكم عجلا مسبوكاوزغتمسريعا عن الطريق التي اوصاكم بها الرب. فاخذت اللوحين وطرحتهما من يديّ وكسّرتهماامام اعينكم. ثم سقطت امام الرب كالاول اربعين نهارا واربعين ليلة لا آكل خبزا ولااشرب ماء من اجل كل خطاياكم التي اخطأتم بها بعملكم الشر امام الرب لاغاظته. لانيفزعت من الغضب والغيظ الذي سخطه الرب عليكم ليبيدكم. فسمع ليالرب" .. ثم لو قرأناالكتاب المقدس فسوف تلاحظ أنه لا تأتي كلمة حوريب بعد ذلك إلا في الاصحاح 18 .. فيقول الكتاب المقدس "حسب كل ما طلبت من الرب الهك فيحوريب يوم الاجتماعقائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي ولا ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلااموت"
فبعد أن عبد بنو اسرائيل العجل و أراد الله أن يبيدهم بنار من فوق جبل
حوريب صلى لأجلهم موسى فعفى الله عنهم .. فعرفوا حينئذ أنهم إن أطاعوا وحي
الرب و روح قدسه فإن الله يرضى عنهم و إن هم عصوا الله .. فإن الله يغضب
عليهم و علامة ذلك نار آكلة هي عقابه سبحانه و تعالى لهم .. كما ظهرت لهم
رأي العين فوق جبل حوريب .. فقالوا لموسى بعد موتك لا نعود نرى هذه النار
فكيف نعرف أننا على حق أو على باطل فرد الله عليهم بالوحي على لسان موسى
مباشرة فقال لهم مؤكدا في سفر التثنية 18 : 15 – 22 "يقيم
لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. حسب كل ما طلبت من
الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا
ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت. قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا.
اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما
اوصيه به. و يكون ان الانسان الذي لا يسمع لكلامي الذي يتكلم به باسمي انا
اطالبه. و اما النبي الذي يطغي فيتكلم باسمي كلاما لم اوصه ان يتكلم به او
الذي يتكلم باسم الهة اخرى فيموت ذلك النبي. و ان قلت في قلبك كيف نعرف
الكلام الذي لم يتكلم به الرب. فما تكلم به النبي باسم الرب و لم يحدث و لم
يصر فهو الكلام الذي لم يتكلم به الرب بل بطغيان تكلم به النبي فلا تخف
منه" .. أليس ذلك كله هو ما تقوله الآيات الكريمة في سورة المائدة"إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْرَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ.وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ ثُمَّ تَابُوا مِنْ بَعْدِهَا وَآَمَنُوا إِنَّرَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ. وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُأَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْلِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ. وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًالِمِيقَاتِنَافَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْشِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَالسُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُوَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَخَيْرُ الْغَافِرِينَ. وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيالْآَخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُوَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَوَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ.الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِييَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِيَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّلَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْإِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِوَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَهُمُ الْمُفْلِحُونَ. قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِإِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَإِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّالْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْتَهْتَدُونَ"
نستخلص
مما سبق أن يوحنا يتكلم إلى بني اسرائيل عن نبي آتي بعده و الذي كان الله
قد وعدهم بإرساله في خيمة حوريب .. فالنبي محمد بن عبد الله .. هو الذي
جاء ليعمدهم بما قال به الله لموسى .. بقرآن يهدي أنزله روح القدس جبريل
عليه السلام من عند الله .. فمن قبله و آمن به و اتبعه فقد فاز برضى الله
في الدنيا و الآخرة .. و من رفضه و حاد الله و رسوله فسيف يذله في الدنيا و
الذين كفروا إلى جهنم يحشرون.
الذي رفشه في يده: الرفش
هي شوكة الفلاح (المذراة) التي يستخدمها لفرز الحب عن التبن .. و هي عن
النبي صلى الله عليه و سلم الذي يقرب المؤمنين و يحبهم "و اخفض جناحك لم اتبعك من المؤمنين" .. و يبعد الكافرين و يبغضهم و يقاتلهم "جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم" .. و هذا لم يحدث مع يسوع.
وسينقي بيدره: البيدر هي كومة القمح .. و معناها سينقي صف المؤمنين من المنافقين ليميز الخبيث من الطيب
ويجمع قمحه إلى المخزن: سيحفظ المؤمنين به و يكون عليهم مشفقا "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ" .. "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ"
وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ: أليست هذه نبوءة اخنوخ من قبل؟ .. أليس هذا ما يقوله القرآن الكريم؟ .. "إِذْ
يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا
الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ
فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ" .."وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" أليس ذلك "يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين و أغلظ عليهم و مأواهم جهنم" .. و ما كفرة يهود بني النضير و بني قينقاع و يهود خيبر و مشركي العرب منكم ببعيد. أليس هذا ما يقوله ملاخي في كتاب ملاخي 3 : 2 – 4 "و
من يحتمل يوم مجيئه و من يثبت عند ظهوره لانه مثل نار الممحص و مثل اشنان
القصار. فيجلس ممحصا و منقيا للفضة فينقي بني لاوي و يصفيهم كالذهب و الفضة
ليكونوا مقربين للرب تقدمة بالبر. فتكون تقدمة يهوذا و اورشليم مرضية للرب
كما في ايام القدم و كما في السنين القديمة" .. أليست عبارة "فتكون تقدمة يهوذا و اورشليم مرضية للرب كما في ايام القدم و كما في السنين القديمة" هي نفسها "فيرد قلب الآباء على الأبناء وقلبالأبناء على آبائهم" ..
إن من تضارب عباد المسيح أنهم قالوا إن ايليا القادم هو يوحنا المعمدان و
ملاخي قال إن ايليا هو النبي الذي مثل موسى و الذي وعدهم الله بإرساله في
خيمة حوريب بعد أن عبدوا العجل و أراد الله أن يبيدهم بنار من فوق جبل
حوريب فصلى لأجلهم موسى فعفى الله عنهم فعرفوا أن الله حينما يغضب عليهم
فإن علامة ذلك نار آكلة كما ظهرت فوق جبل حوريب .. فقالوا لموسى بعد موتك
لا نرى هذه النار فكيف نعرف أننا على حق أو على باطل فرد الله عليهم بالوحي
على لسان موسى مباشرة فقال لهم "يقيم
لك الرب الهك نبيا من وسطك من اخوتك مثلي له تسمعون. حسب كل ما طلبت من
الرب الهك في حوريب يوم الاجتماع قائلا لا اعود اسمع صوت الرب الهي و لا
ارى هذه النار العظيمة ايضا لئلا اموت. قال لي الرب قد احسنوا فيما تكلموا.
اقيم لهم نبيا من وسط اخوتهم مثلك و اجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما
اوصيه به"
إذن
فعباد المسيح يقولون إن يوحنا هو ايليا هو النبي الذي مثل موسى عبد الله
الذي هو يسوع .. إذن فمن كلامهم يكون يوحنا المعمدان هو يسوع .. و هذا ليس
حقيقة و هو ضرب من ضروب الجنون؟
حينئذٍ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه: إن كاتب انجيل متى يحاول أن يجعل النبوءة ليسوع فيقول حينئذٍ جاء يسوع من الجليل إلى الأردن إلى يوحنا ليعتمد منه..
و لكنه نسي أن يسوع نفسه و تلاميذه كانوا ومازالوا يعمدون بالماء و إلى
اليوم .. فيوحنا يتكلم عن آخر ليس هو المسيح بن مريم عليه السلام .. يتكلم
عن نبي الله محمد بن عبد الله فهو الغضب الآتي على اليهود من عند الله و الذي حذرهم يوحنا بن زكريا عليه السلام و الذي جاء بقرآن نزل به روح القدس من عند الله .. فمن رفض و حارب الله و رسوله فالسيف ينصر "بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده" .. "و الذين كفروا إلى جهنم يحشرون". و أقول بمناسبة تلكم النبوءة صدق الله حين قال آمرا كل فرد من الأمة المسلمة أن يقول في صلاته "إهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم و لا الضالين" .. فاليهود هم المغضوب عليهم و الضالين هم النصارى
المثلثين آكلي لحم الخنزير ناقضي الشريعة الذين يظنون أنهم الأمة المثمرة
ورثة بني اسرائيل و هم آكلي الخنزير الذين يغيظون الرب بأعمالهم كما قال
الكتاب المقدس "شعب متمرد سائر في طريق غير صالح وراء افكاره. شعب يغيظني بوجهي دائما ...... يأكل لحم الخنزير وفي آنيته مرق لحوم نجسة" اشعياء 65 : 2 - 4
البشارة الثامنة و الأربعون
المسيح بن مريم عليه السلام يبشر بملكوت الله .. الحجر الذي قطع بغير يدين
"الحجر الذي رفضه البناؤونهو قد صار راس الزاوية ..... لذلك اقول لكم انملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره. و من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"
إننا نعرف جميعا أن رسالة المسيح بن مريم عليه السلام كانت التبشير بملكوت الله .. و يقول إنه لهذا قد أرسل "فقال لهم انه يبنغي لي ان ابشر المدن الأخرى ايضا بملكوت الله لاني لهذا قد أرسلت" لوقا 4 : 43 ..و
لعل بعضنا يتساءل ما هو ملكوت الله؟! .. يمكننا أن نستشف ما هو ملكوت الله
من كلام المسيح بن مريم عليه السلام نفسه .. فلقد شبه المسيح عليه السلام
ملكوت الله و ملكوت السموات بخميرة بدأت صغيرة ثم صارت عظيمة"ماذا اشبهملكوت الله. يشبه خميرةاخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع" انجيل لوقا ..وقال ايضا "قال لهم مثلا آخريشبه ملكوت السموات خميرةاخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة اكيال دقيق حتى اختمر الجميع" انجيل متى .. "فقال ماذايشبه ملكوت اللهوبماذا اشبهه. يشبه حبة خردلاخذها انسان والقاها في بستانه فنمت وصارت شجرة كبيرة وتآوت طيور السماء في اغصانها"انجيل لوقا .. "قدم لهم مثلا آخر قائلايشبه ملكوت السموات حبة خردلاخذها انسان وزرعها في حقله وهي اصغر جميع البذور لكن متى نمت فهي اكبرالبقول وتصير شجرة حتى ان طيور السماء تأتي وتتآوى في اغصانها" انجيل متى .. ماهذا؟! .. إن المسيح يقول إن ملكوت الله هو هو الحجر الذي تكلم عنه المسيح حين قال في انجيل متى "قال لهم يسوع أما قرأتم قط في الكتب. الحجر الذي رفضه البناؤونهو قد صار راس الزاوية. من قبل الرب كان هذا وهو عجيب في اعيننا. لذلك اقول لكم انملكوت الله ينزع منكمويعطى لأمة تعمل اثماره. و من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"
متى 21: 42 - 44 .. إن المسيح بن مريم عليه السلام هنا يؤكد على أن
ملكوت الله هو الحجر الذي قطع بغير يدين و الذي ذكر في رؤيا نبوخذنصر
الملك في سفر دانيال؟ .. ذلك الحجر الذي ينشأ صغيرا بقدرة الله و يسحق الأمم الوثنية من الرومانو الذين يقابلهم في معركة اليرموك و كذلك الفرس الذين يقابلهم في معركةالقادسية فيسحقهم .. ثم يصير جبلا عظيما و يملأ الأرض و يأوي إليهالمستضعفون في كل مكان .. ها هو تفسير دانيال ثانية لنقارن "اماالحجر الذي ضرب التمثال فصار جبلا كبيرا وملأ الارض كلها ........ يقيماله السموات مملكة لن تنقرض ابدا وملكها لا يترك لشعب آخر وتسحق وتفني كلهذه الممالك وهي تثبت الى الابد لانك رأيت انه قد قطع حجر من جبل لا بيدينفسحق الحديد والنحاس والخزف والفضة والذهب. الله العظيم قد عرّف الملك ماسياتي بعد هذا. الحلم حقوتعبيره يقين" دانيال 2 : 44 – 46 .. إن ملكوت الله عند المسيح هو الحجر الذي رفضه البناءون هو الحجر الذي قطع بغير يدين في سفر دانيال .. هو الأمة المسلمةالتي يقيمها الله في آخر الزمان لتسحق قدمي التمثال الذي من حديد و خزف"الرومان و الصليبيين العرب" في معركة اليرموك .. ليقول بعدها هيرقل"أودعك يا دمشق وداعا لا لقاء بعده" .. بالله عليكم أليس المثل الذي ضربهالمسيح عليه السلام لملكوت الله بحبة الخردل التي صارت شجرة هو ما يقولهالله تعالى في القرآن عن المسلمين "وَمَثَلُهُمْ فِيالْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَفَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُالْكُفَّارَ" .. أليس الحجر الذي صار جبلا عظيما هو قوله تعالى "وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْوَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِوَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" .. هل هناك شك بأن ملكوت الله هو الأمة المسلمة التي أقامها الله في آخر الزمان؟!
البشارة التاسعة و الأربعون
المسيح بن مريم عليه السلام يبشر بايليا المزمع أن يأتي
"وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي"
هل
تذكرون نبوءة النبي ملاخي عن النبي (الموصوف بكلمة ايليا) تلكم الكلمة
العبرية و معناها عبد الله .. و الذي يأتي قبل يوم القيامة ليكون خاتم
النبيين؟ .. تلكم النبوءة التي كانت تقول أن الله يقول "هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي ويأتي بغتة الىهيكلهالسيد الذي تطلبونه وملاك العهد الذي تسرّون به هوذا يأتي قال رب الجنود"
ملاخي 3 : 1 .. نلاحظ هنا أن الله يتكلم بأنه سيرسل النبي عبد الله الذي
تكلم عنه في سفر اشعياء 42 و في سفر التثنية 18:18 .. و هنا في كتاب ملاخي
يتكلم الله باسلوب المتحدث المباشر " هانذا ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي" ..
و لكن عندما نقلها كتبة الأناجيل على لسان المسيح بن مريم عليه السلام ..
فإنهم استخدموا اسلوب التحريف .. ومن حرف لابد أن يقع في أخطاء تكشف تحريفه
و سنحددها بإذن الله في موضوعنا هذا .. يقول كتبة الأناجيل أن المسيح عليه
السلام قال عن يوحنا المعمدان "فان هذا هو الذي كتب عنه ها انا ارسل امام وجهك ملاكي الذي يهيئ طريقك قدامكالحق اقول لكم لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان ولكن الاصغر في ملكوت السموات اعظم منهو من ايام يوحنا المعمدان الى الآن ملكوت السموات يغصب والغاصبون يختطفونهلان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأواوان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتيمن له اذنان للسمع فليسمع"
فتعالوا معا لنرى ماذا يقصد المسيح عليه السلام بكلماته السابقة تلك و لنكشف مواقع التبديل و التغيير
فان هذا هو الذي كتب عنه: هنا يتكلم المسيح بأسلوب تأكيدي إشارة على شخص عظيم مذكور سابقا في الكتاب المقدس.
ها انا ارسل امام وجهك ملاكي: هنا بدأ كاتب الانجيل في التحريف و التبديل و لننظر إلى أصل نبوءة ملاخي التي تقول "ارسل ملاكي فيهيء الطريق امامي" .. ما الذي حولها من "أمامي" إلى "أمام وجهك"؟!
.. نعم بالضبط إنهم يقصدون أن المسيح هو الله الابن المتجسد و يقصدون أن
ايليا المزمع أن يأتي هو يوحنا المعمدان .. و لكننا سبق و أن اثبتنا أن
ايليا القادم هو النبي الذي مثل موسى الذي يعمد بالروح القدس و نار .. "
سفر التثنية" .. و هو عبد الله الذي في سفر اشعياء 42 .. فكيف يكون يوحنا
المعمدان هو ايليا و هو ايضا عبد الله المذكور في اشعياء 42 .. و
المسيحيون يقولون أن يسوع هو النبي الذي مثل موسى الذي ذكر في سفر التثنية و
هو ايضا عبد الله الذي في اشعياء 42 و هو الذي يعمد بالروح القدس و نار؟
.. إذن فمن أقوال المسيحيين فيسوع هو يوحنا المعمدان .. و هذا ضرب من ضروب
الهذيان كما قلنا سابقا؟!
الذي يهيئ طريقك قدامك: مرة ثانية يحرف كاتب الإنجيل الكلام في ملاخي "فيهيء الطريق امامي" .. فيقول "يهيئ طريقك قدامك"؟
.. ليقصدوا أن الله هو المسيح بن مريم المتجسد .. و لكني أقول لهم إن الله
تعالى قال إنه ليس انسانا ولا ابن انسان .. بينما الاناجيل كلها تقول إن
يسوع كان انسانا و ابن انسان .. إن الله يقول يقول إنه سيرسل ذلك النبي
الخاتم قبل يوم الحساب و الدينونة .. لأن الله تعالى هو الذي يحاسب العباد و
لذلك يقول القرآن مؤكدا على ذلك "هَلْ
يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ
وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ
الْأُمُورُ. سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آَتَيْنَاهُمْ مِنْ آَيَةٍ
بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ
فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"..
لقد حاول كتبة الأناجيل أن يقولوا أن يوحنا هو ايليا و أن يسوع هو الله
المتجسد و لذلك قالوا على لسان يسوع أنه خاطب الجيل الواقف أمامه أنه سيأتي
سريعا ليحاسب كل واحد حسب عمله قبل هلاك الجيل الواقف أمامه و لكن هذا لم
يحدث فصوروه بالكاذب الذي ادعى الالوهية و لذلك أفلح اليهود في قتله لأنه
جدف على الله و ادعى كذبا ما ليس له.
الحق اقول لكم: هنا يتكلم المسيح عليه السلام بأسلوب تأكيدي تقريري إخباري ليصغى إليه السامعون و القراء
لم يقم بين المولودين من النساء اعظم من يوحنا المعمدان: نعم لأن يوحنا لم يأتي بخطيئة واحدة و لم تكتب الكتب له ذنبا.
ولكن الاصغر في ملكوت السموات اعظم منه: إن
ملكوت الله أو ملكوت السموات كما أثبتنا في البشارة التاسعة و الأربعون هو
الرسالات و النبوءة .. فتكون عبارة الأصغر في ملكوت السموات معناها خاتم
الأنبياء و المرسلين .. الأخير في سلسلة الأنبياء و المرسلين.
و من ايام يوحنا المعمدان: لماذا حدد كتبة الأناجيل زمن اختطاف الرسالات بابتداء يوحنا المعمدان .. لماذا لم يقولوا من أيام موسى و داود و صموئيل مثلا؟
.. و هل يوحنا المعمدان يكون ايضا غاصبا لملكوت السموات؟ .. حقيقة هذه
عبارة غريبة غير مفهومة؟ .. لقد كتب كتبة الأناجيل أن يسوع قال في موضع آخر
عن جميع الأنبياء السابقين "جميع الذين أتوا قبلي سراق و لصوص"
.. فلماذا أرسلهم إذا كان هو الله و هل هم سرقوا منه الملكوت بضاه أم عنوة
منه؟ و لماذا تركهم يسرقون منه الرسالة و النبوة؟ .. و لماذا تركهم ينشرون
رسالة التوحيد .. و يقولون إن الله لا يموت و هو حي إلى الأبد .. ثم يأتي
الكتاب المقدس و يقول إن يسوع قال إن الله ثالوث يتكون من آب و ابن و روح
قدس و يسوع المسيح إله عباد المسيح قد قتله حفنة من اليهود و الرومان و مات
على الصليب؟!
الى الآن ملكوت السموات يغصب:
هل يستطيع أحد أن يغتصب ملكوت الله أو ملكوت السموات من الله؟! .. هل الله
ضعيف لهذه الدرجة ايها المسيحيون .. حتى يغتصب منه بنو اسرائيل الملكوت؟!
.. إن المسيح هنا يشير إلى نقل الرسالة و النبوة من بني اسرائيل الذين لا
يستحقون النبوات إلى الأممين .. على يد الأمة المسلمة التي يقيمها الله
بيديه و يعزها بنفسه و ينصرها بقوته و هي الحجر الذي رفضه البناؤون و هي
الحجر الذي تكلم عنها دانيال قبل ذلك في رؤيا نبوخذنصر.
والغاصبون يختطفونه:هذا
كلام غريب من كتبة الأناجيل .. فهل يستطيع أحد أن يغتصب الرسالات و ملكوت
الله و يخطفه من الله؟! .. ليأخذها لنفسه؟ وأين الله الذي قال كثيرا "ها
أنذا على الأنبياء الكذبة"؟!
لان جميع الانبياء والناموس الى يوحنا تنبأوا: نعم كلهم تنبأوا عن نبي آخر الزمان .. لقد تنبأ موسى عليه السلام عن نبي فاران تلك المنطقة التي سكنها اسماعيل في جزيرة العرب و التي بها بئر زمزم الذي شرب منها هو و أمه .. ذلك النبي الذي يقيمه
الله مثل موسى .. هذا النبي الذي قال لهم يوحنا المعمدان عنه أنه يعمدهم
بالروح القدس و نار .. أي بقرآن يهدي و سيف يقوم .. و تكلم عنه اشعياء بأنه
عبد الله الذي كان ضالا فهداه الله .. و تكلم عنه داود بأنه حسن بهي
الطلعة و بنات ملوك تكون بين محظياته بينما يسوع كما يقول الكتاب المقدس
كان دميما .. و تكلم عنه سليمان بأن كل الأمم تصلي عليه و تباركه .. و أخبر
به المسيح تلاميذه بأنه روح الحق الذي لا يتكلم من نفسه و لكنه يتكلم بما
يسمعه من الله و هو الذي يرشدهم إلى الحق كله.
وان اردتم ان تقبلوا: لقد
أخبرهم المسيح عليه السلام من قبل بأن ملكوت الله يؤخذ منهم و يعطى للأمة
التي يقيمها الله في آخر الزمان و التي تسحق الفرس و الرومان و تصير كالجبل
العظيم و تنتشر في كل الأرض كما أخبر دانيال النبي .. فعليكم أن تسلموا
لله باختياره و تطيعوه .. و تؤمنوا بذلك النبي لأن الله تعالى لا يقبل
أبدا أن يقول بعضكم أنه يؤمن بالله و يكفر برسول من رسله.
فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي: هذا
اسلوب توكيدي عن المستقبل القريب .. فالمسيح عليه السلام كأنه يشير إلى
شخص قريب المجيئ جدا .. ألم يقل كثيرا قد اقترب ملكوت الله؟ .. قد اقترب
ملكوت السموات؟! .. نعم إن المسيح يشير إلى "عبد الله" ايليا النبي الآتي قبل يوم القيامة و الذي قد اقترب ميعاد رسالته .. و الذي قال لهم عنه "يرشدكم إلى الحق كله"
من له اذنان للسمع فليسمع: .. معناها كما قال لليهود من قبل "الذي من الله يسمع كلام الله" .. أي المؤمن الذي يستخدم نعمة الله الأذنين فليسمع و ليعمل .. ألا هل بلغت اللهم فاشهد.
البشارة السابعة و الأربعون
يوحنا المعمدان (يحيى بن زكريا) يبشر بالنبي المجاهد الذي هو مثل موسى
البشارة الثامنة و الأربعون
المسيح بن مريم عليه السلام يبشر بملكوت الله .. الحجر الذي قطع بغير يدين
"الحجر الذي رفضه البناؤونهو قد صار راس الزاوية ..... لذلك اقول لكم انملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل اثماره. و من سقط على هذا الحجر يترضض ومن سقط هو عليه يسحقه"
البشارة التاسعة و الأربعون
المسيح بن مريم عليه السلام يبشر بايليا المزمع أن يأتي
"وان اردتم ان تقبلوا فهذا هو ايليا المزمع ان ياتي"


إرسال تعليق