0

ماذا يفعل الانسان ليدخل الملكوت وينال الحياة الابديه ؟

 

إن أهم ما يشغل عقل كل إنسان مؤمن وذو عقل راجح يعلم علم اليقين أن هناك بعد مفارقة هذه الحياة الدنيا بعث وحساب وثواب وعقاب , وأن الامر جد لا هزل فيه وأنها حياة أبديه وإما نعيم خالد أبدى أو جحيم خالد أبدى , هو كيفية النجاة والفوز بهذا النعيم الابدى والهروب من العذاب والجحيم .

لأن هذا الامر جد وليس بالهزل فقد بحثت عن اسباب النجاة من الجحيم والفوز بالنعيم حتى فى غير كتب المسلمين وهذا ما وجدته فى كتاب النصارى مذكورا على لسان المسيح ليبشر به كل من يبحث عن الفوز بالملكوت والحياة الابديه .

 

ـ{ انجيل يوحنا 6: 47  الحق الحق أقول لكم: من يؤمن بي فله حياة أبدية. }ـ

ـ{ انجيل يوحنا 6: 40  لأن هذه هي مشيئة الذي أرسلني: أن كل من يرى الابن ويؤمن به تكون له حياة أبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير». }

 

وجدت أن المسيح يبشر بأن من أراد الحياة الابديه فعليه أن يؤمن بالابن الذى هو المسيح وأن هذه هى مشيئة الذى أرسله الذى هو الله الآب وبهذا تكون لك الحياة الابديه والمسيح يقيمك فى اليوم الاخير .

ولكن لأن الكلام ليس به تفصيل عن كيفية الايمان بالمسيح الابن , أى ما هو المطلوب تحديدا أن نؤمن به فى المسيح وما معنى أن المسيح يقيمك فى اليوم الاخير ؟

 

ابتداء معنى أن يقيمك المسيح فى اليوم الاخير , هو أن يقيمك من عثرتك عند السؤال امام الله الاب بأن يشهد لك بالايمان , كما يأخذ الله من كل أمة شهيد عليهم من أنفسهم , فكذلك يكون المسيح شهيد على المؤمنين به أمام الله الاب كما ورد فى انجيل( متى 10 :  32 فكل من يعترف بي قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ابي الذي في السموات. 33 ولكن من ينكرني قدام الناس انكره انا ايضا قدام ابي الذي في السموات)

وهذه هى شهادة المسيح يوم الدينونه ودينونته للناس , هى شهادته لهم أو عليهم بصدق الايمان به أو الكفر بما جاء به .

وأما عن معنى من يؤمن بالابن فله حياة أبديه , فبحثت عن الايمان بالابن هل هو الايمان بألوهية الابن أو أنه الاقنوم الثانى من الثالوث , أو أن الابن هو الاله المتجسد ليموت على الصليب كفارة لخطايا ادم وابناءه الغير محدوده أو هل يشمل الايمان بالابن أنه ذو طبيعه من طبيعتين لاهوت وناسوت ؟؟

بحثت عن حقيقة الايمان التى ذكرها المسيح حتى تكون لنا الحياة الابديه والفوز بالملكوت وهل بها اى شيء من ايمان النصارى اليوم , فى الحقيقة لم أجد أى كلمة وردت عن المسيح تتكلم عن الايمان بالثالوث او الاقانيم أو التجسد أو الموت على الصليب لتكفير الخطيه الاصليه او الخطايا الغير محدوده , ولم ارى اى شيء يتكلم عن توارث الخطيه الاصليه أو أى شيء مما يؤمن به النصارى اليوم .

ولكن ظل السؤال موجود , ما معنى أن من يؤمن بالابن فله حياة أبديه ؟

وكانت الاجابه من كلام المسيح نفسه وبصورة واضحه ومباشرة :

 

ـ{ انجيل يوحنا 12: 44  فنادى يسوع: «الذي يؤمن بي ليس يؤمن بي بل بالذي أرسلني. }ـ

}انجيل متى 10 : 40 من يقبلكم يقبلني ومن يقبلني يقبل الذي ارسلني. {

الحقيقة أن من يؤمن بالمسيح الرسول هو فى الواقع يؤمن بالذى أرسله , فمعنى أن تؤمن بالابن , هو أن تؤمن أنه فى الحقيقة رسول أرسله الله الآب الى الناس , وإليك المزيد من الادله :

ـ{ انجيل يوحنا إ 17: 21  ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا ليؤمن العالم أنك أرسلتني. }

ـ{ انجيل يوحنا 11: 42  وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي. ولكن لأجل هذا الجمع الواقف قلت ليؤمنوا أنك أرسلتني». }ـ

ـ{ انجيل يوحنا  5: 24  «الحق الحق أقول لكم: إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فله حياة أبدية ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحياة. }

{ انجيل يوحنا إ 17: 3  وهذه هي الحياة الأبدية: أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته. }ـ

كل هذه النصوص واضحه تماما ان المسيح يقصد أن الايمان به كرسول من عند الله الاب هو فى الحقيقة إيمان بالله وتصديقا له وهذا الايمان هو الحياة الابديه والنجاة , ولكن هل الايمان وحده يكون سببا للنجاة والفوز بالملكوت والحياة الابديه ؟؟

الاجابه من كلمات المسيح فى الاناجيل تجيب على هذا ايضا :

ـ{ انجيل متى 7: 21  «ليس كل من يقول لي: يا رب يا رب يدخل ملكوت السماوات. بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السماوات. }

{ انجيل يوحنا إ 12: 50  وأنا أعلم أن وصيته هي حياة أبدية. فما أتكلم أنا به فكما قال لي الآب هكذا أتكلم». }ـ

انجيل لوقا)( 10: 25- 28)(واذا ناموسي قام يجربه قائلا يا معلّم ماذا اعمل لارث الحياة الابدية. فقال له ما هو مكتوب في الناموس.كيف تقرأ. فاجاب وقال تحب الرب الهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل قدرتك ومن كل فكرك وقريبك مثل نفسك. فقال له بالصواب اجبت.افعل هذا فتحيا.)

متى 5 : 20 (فاني اقول لكم انكم ان لم يزد بركم على الكتبة والفريسيين لن تدخلوا ملكوت السموات)

(انجيل متى)( 19:16 – 17)(واذا واحد تقدم وقال له ايها المعلم الصالح اي صلاح اعمل لتكون لي الحياة الابدية17فقال له لماذا تدعوني صالحا.ليس احد صالحا الا واحد وهو الله.ولكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا.)

{ انجيل متى 12: 50  لأن من يصنع مشيئة أبي الذي في السماوات هو أخي وأختي وأمي». }ـ

كل هذه النصوص يتكلم فيها المسيح بأن من أراد الحياة الابدية واراد الفوز بالملكوت فلا بد أن يحفظ الوصايا ويعمل البر ويزيد بره عن الكتبه والفريسيين من معلمى اليهود ويجتهد فى عمل ارادة ومشيئة الاب الذى فى السماوات لأن ارادة الاب ومشيئته هى سبب النجاة والفوز ووصايا الاب هى الحياة الابديه وهذه الوصايا هى التى اوحى الله بها الى المسيح والى سائر الانبياء ليبلغوها وعلمهم بماذا يتكلمون .

 

الخلاصة أن ما وجدته فى الانجيل عن اسباب النجاة والفوز بالملكوت والحياة الابديه لا يختلف كثيرا عن ما وجدته مكتوبا فى القرآن الكريم وهو أن تؤمن بالله الواحد وتؤمن برسوله الذى ارسله (المسيح أو محمد) وتحفظ وصايا الله وتعاليمه وشرعه وتعمل بها وتجتهد فى عمل الصلاح والبر .

أى أن تشهد أن لا اله الا الله وأن محمد عبد الله ورسوله وأن المسيح عبد الله ورسوله وتعمل بما شرعه الله فى كتبه التى اوحى بها .

ونسال الله الاخلاص والقبول , وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . 

إرسال تعليق

 
Top