معجزات قرآنية كثيرة تتجلى
في طريقة عذاب الأقوام السابقين... هذا ما كشفته دراسات علمية جديدة تؤكد
الدقة الفائقة لكلام الله تبارك وتعالى، دعونا نرى....
قبل أكثر من 2000 عام ازدهرت
مدينة في إيطاليا وانتشرت فيها كل أنواع الشذوذ الجنسي، حتى الأطفال كانوا
يشاهدون المناظر الجنسية دون أي مشاكل.. بل كان الناس يصورون المشاهد
الجنسية على جدران منازلهم...
وفي الطرقات انتشرت صناعة
الجنس ودكاكين الشذوذ التي تحتوي على كل ما يطلبه الزبائن.. لدرجة أن أي
إنسان بإمكانه أن يمارس الجنس الحرام خلال فترة انتظار مثلاً، أو أثناء
ذهابه للعمل تماماً مثل شرب فنجان قهوة في كافتيريا على الطريق!!
ولكن ماذا كانت نتيجة هذه الفواحش.. وماذا كشف العلم اليوم؟
إنها مدينة Pompeiiالتي
كشفها العلماء ووجدوا أن أكثر من 2000 شخص قد دفنوا تحت رماد البركان الذي
أصاب المدينة بشكل مفاجئ، فتحجرت أجسام الموتى مع الزمن.. وهذه المتحجرات
تظهر الرعب الهائل الذي عاشه السكان قبيل الموت بلحظات.
لقد دُفنت الجثث على عمق 3
أمتار تقريباً حيث غطاها رماد البركان الحارق.. والأحجار الملتهبة التي
تساقطت عليهم كالمطر، بعد أن قذفها البركان بطريقة عجيبة لم تترك أحداً
ينجو من هذا العقاب الإلهي حتى الذين حاولوا الهروب عبر البحر لم يتمكنوا
من ذلك، لأن الحجارة البركانية الملتهبة لاحقتهم في كل مكان.. سبحان الله!
حتى إن الآثار أظهرت أن بعض
الناس لم يتمكنوا من من فعل أي شي سوى الموت المفاجئ بسبب هول الكارثة،
وعدم توقع الناس أن يموتوا بهذا الشكل المرعب. ومن الموتى من كان نائماً
مطمئناً فجاءه الموت من دون أن يشعر!
تظهر الصور الملتقطة بطريقة المسح CT scanning التي ابتكرها العالم Giuseppe Fiorelli عام 1863 والتي تعتمد على
إنتاج مقاطع متتالية يمكن دراستها والتعرف على ما بداخل المتحجرات.. أظهرت
أن الحالة الصحية لأسنان الموتى كان جيداً مما يعكس نظامهم الغذائي المعتمد
على الخضار والفواكه والأغذية الصحية.. أي أنهم كانوا يتمتعون بصحة جيدة
وخيرات كانوا ينعمون بها.
تظهر صور الأشعة الجديدة صورة
لطفل رضيع كان في حضن أمه وبالقرب من أبيه، وهذا يدل على أن الموت كان
مفاجئاً فلم يستطع أي من الأبوين فعل أي شيء في هذا الموقف الصعب.
كما أظهرت الدراسة الجديدة أن
بعض الناس الذين حاولوا الهرب فأسرعوا باتجاهات مختلفة قد قتلوا بنتيجة
سقوط الحجارة التي انهارت فوق رؤوسهم من السقوف والبنايات.
الصور تظهر على وجوه الموتى تعابير الرعب والخوف الشديد، مما يدل على أن العقوبة كانت قاسية جداً ومفاجئة..
الله عز وجل أنبأ عن مثل هذه
الأقوام ممن مارسوا الشذوذ الجنسي مثل قوم لوط عليه السلام الذين كانت
عقوبتهم شبيهة بعقوبة قوم بومباي، حيث أرسل الله عليهم حجارة ملتهبة وقلب
الأرض من تحتهم.. قال تعالى متحدثاً عن عذاب قوم لوط: ( فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ) [هود: 82]. وكأن هذه الآية تصور لنا تماماً ما حدث في مدينة الخطيئة بومباي!!
كثير من الصور أظهرت عنصر المفاجأة في هذا العذاب... والله تعالى يؤكد في كثير من آياته على ذلك.. قال تعالى: (أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ) [يوسف: 107].. فهذه الآية تؤكد حقيقة يغفل عنها
الكثيرون.. فما هي؟ قبل أن نجيب تأملوا معي هذه الصورة لأحد سكان بومباي
الذين دفنوا تحت الرماد وتحجرت جثته لأكثر من ألفي عام.. إنه إنسان غافل أو
نائم، بل وكأنه لا يدري ما حدث حوله وهذا ما عبرت عنه الآية بقوله: (بَغْتَةً وَ هُمْ لَا يَشْعُرُونَ)!!!
كما اننا نرى اليوم كيف أهلك الله أولئك القوم بعذاب
مفاجئ من دون أن يشعروا بأي شيء.. وعلامات البغتة المفاجأة واضحة على
وجوههم المتحجرة، كذلك فإن يوم القيامة سوف يأتي بغتة وبصورة مفاجئة.. فهل
نسارع إلى التوبة واللجوء إلى الله تعالى قبل فوات الأوان؟
وأخيراً دعونا نتساءل:
كيف علم نبينا عليه الصلاة والسلام أن هناك أقواماً تم إهلاكهم بهذه الطريقة.. حجارة بركانية ملتهبة (حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ)؟؟ وكيف علم أن عذاب
أمثال هؤلاء إنما بسبب الشذوذ الجنسي.. كما في قصة سيدنا لوط عليه السلام،
حيث كان قومه يمارسون المثلية الجنسية.. فأهلكهم الله بطريقة مرعبة نراها
اليوم بكل وضوح.
فكيف علم هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام أن من
يمارس المثلية الجنسية قد أهلكه الله بحجارة بركانية ملتهبة تتدفق عليهم
بشكل مفاجئ كالمطر؟؟ إن هذه الآيات لتشهد أن محمداً رسول الله، وأن القرآن
هو كلام الله تعالى.
إرسال تعليق