لو أراد الله أن يتخذ ولدا ً
قال تعالى (لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّار)ُ الزمر4
ابن حزم الظاهري قال في كتابه الفصل في الملل والنحل: "وكذلك من سأل هل الله تعالى قادر على أن يتخذ ولدا فالجواب إنه تعالى قادر على ذلك"أهـ كلامه
واستدل باية
(لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء)
والخطأ الذي وقع فبه ابن حزم هو انه فسر الاصطفاء المذكور في الاية بالاتخاذ وفرق عظيم بينهما اذ الاصطفاء هو الرعاية---والاتخاذ هو البنوة البيولوجية
قال الرازي
ثم قال تعالى: ( لَّوْ أَرَادَ ٱللَّهُ أَن يَتَّخِذَ وَلَداً لاَّصْطَفَىٰ مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاء سُبْحَـٰنَهُ هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوٰحِدُ ٱلْقَهَّار)ُ
والمراد من هذا الكلام: إقامة الدلائل القاهرة على كونه منزهاً عن الولد وبيانه من وجوه
الأول: أنه لو اتخذ ولداً لما رضي إلا بأكمل الأولاد وهو الإبن فكيف نسبتم إليه البنت الثاني: أنه سبحانه واحد حقيقي والواحد الحقيقي يمتنع أن يكون له ولد، أما أنه واحد حقيقي فلأنه لو كان مركباً لاحتاج إلى كل واحد من أجزائه وجزؤه غيره، فكان يحتاج إلى غيره والمحتاج إلى الغير ممكن لذاته، والممكن لذاته لا يكون واجب الوجود لذاته، وأما أن الواحد لا يكون له ولد فلوجوه الأول: أن الولد عبارة عن جزء من أجزاء الشيء ينفصل عنه، ثم يحصل له صورة مساوية لصورة الوالد. وهذا إنما يعقل في الشيء الذي ينفصل منه جزء والفرد المطلق لا يقال ذلك فيه
الثاني: شرط الولد أن يكون مماثلاً في تمام الماهية للوالد فتكون حقيقة ذلك الشيء حقيقة نوعية محمولة على شخصين، وذلك محال لأن تعيين كل واحد منهما إن كان من لوازم تلك الماهية لزم أن لا يحصل من تلك الماهية إلا الشخص الواحد، وإن لم يكن ذلك التعيين من لوازم تلك الماهية كان ذلك التعيين معلوماً بسبب منفصل، فلا يكون إلهاً واجب الوجود لذاته. فثبت أن كونه إلهاً واجب الوجود لذاته يوجب كونه واحداً في حقيقته، وكونه واحداً في حقيقته يمنع من ثبوت الولد له، فثبت أن كونه واحداً يمنع من ثبوت الولد
الثالث: أن الولد لا يحصل إلا من الزوج والزوجة والزوجان لا بد وأن يكونا من جنس واحد، فلو كان له ولد لما كان واحداً بل كانت زوجته من جنسه، وأما أن كونه قهاراً يمنع من ثبوت الولد له، فلأن المحتاج إلى الولد هو الذي يموت فيحتاج إلى ولد يقوم مقامه، فالمحتاج إلى الولد هو الذي يكون مقهوراً بالموت، أما الذي يكون قاهراً ولا يقهره غيره كان الولد في حقه محالاً، فثبت أن قوله: { هُوَ ٱللَّهُ ٱلْوٰحِدُ ٱلْقَهَّارُ } ألفاظ مشتملة على دلائل قاطعة في نفي الولد عن الله تعالى
……………………………………….
كتبة الاخ: المهتدى بالله
Related Posts
- حقائق صادمة عن ديانات الدول المتصدرة في الجريمة والفساد: مقارنة تكشف زيف الاتهامات ضد الإسلام"29 Dec 20240
حقائق صادمة عن ديانات الدول المتصدرة في الجريمة والفسادمقارنة تكشف زيف الاتهامات ضد الإسلامتستعرض المقالة إحصائيات حول معدلات الجريمة في عشر دول، مع ...Read more »
- فيديو || مسيحي يسأل || رد شبهة حد السرقة في الاسلام !15 Apr 20220
فيديو || مسيحي يسأل || رد شبهة حد السرقة في الاسلام ! المصدر -مدونة الطريق الى الاسلام Read more »
- فيديو || مسيحي يسأل || رد شبهة أله المسلمين إسمه الماكر ؟!13 Apr 20220
فيديو || مسيحي يسأل || رد شبهة أله المسلمين إسمه الماكر ؟! المصدر -مدونة الطريق الى الاسلام Read more »
- الحرية الإباحية بين الشرع والقانون20 Jul 20200
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه. يقول بعض الناس إن الإسلام لا يعاقب إلا على الزنا العلني فقط، ولا يتدخل في المعاصي التي ت...Read more »
- أسئلة مسيحى عن الإسلام (1)03 Jul 20190
هل القرآن من اختراع محمد أم جمعه من أديان أخرى؟ إنه سؤال يتبادر إلى ذهن كل مسيحى، وخلاصتها أن النبى تلقف هذا القرآن وما فيه من أحكام من بح...Read more »
- فقه آيات الجهاد حصانة من الإرهاب06 Jun 20190
أعتقد بأن مطلب إلغاء تدريس الآيات القرآنية التي تتناول موضوع الجهاد؛ مؤشر على سطحية في الفهم، وخلل في منهجية التفكير .. وهو مطلب كرره الناشط ال...Read more »
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.