0

كَلِمَةُ التَوحِيدِ

فَضْلٌ وَإِشَاراتٌ


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأوّلين والآخرين، وعلى آله وأصحابه الغُر الميامين، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين.

أما بعدُ:
فإن من يكتب في موضوع ما، إما أن يبتكر فيه فيُعرف به، وإما أن يكرر ما كتبه السلف أو الخلف، فيقال عن ما كَتَبَه: قد وقع في التكرار والإعادة، ولكن قد يبتعد البعض عن معزى آخر وهو أن الكاتب عندما يكتب بحثًا أو مقالة قد سُبق إليه يُريدُ أن يُذكّرَ بفحوى الموضوع ليندرج تحت قوله تعالى ﴿ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الذاريات: 55] هذا من جهة؛ وإما يرجو أن يندرج مع مَن كتب بالموضوع تشرفًا وفضلاً، وهو يرجو أن يضيف بعض اللمسات على الموضوع لعله ينال بها الرحمات من جهة أخرى، من هنا جاءت فكرة الكتابة بموضوع قد أشبع بحثًا، وهو "كلمة التوحيد" راجيًا أن يكون الإبداع فيه بالإخلاص أولاً، وبالإشارات التي حوتها هذه الكلمة ثانيًا، واقتضت خطة البحث تقسيمه إلى مسألتين الأولى: في سبب التسمية، وفضلها، وأسمائها، والمسألة الثانية: في الإشارات التي حوتها هذه الكلمة العظيمة، ومن الله التوفيق وعليه التكلان.

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيّدنا مُحمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين.

المسألة الأولى: سبب التسمية، وفضلها، وأسمائها:
كلمة التوحيد: (لَا إِلَهَ إِلَّا الله) سُمِّيت كلمةً وهي تتكون من أربع كلمات وَعُبِّرَ عنها بذلك؛ لِأَنَّ الْكَلِمَةَ قَدْ تُطْلِقُهَا الْعَرَبُ عَلَى الْكَلَامِ، وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ الزَّجَّاجُ، إِمَّا لِوَضْعِ الْمُفْرَدِ مَوْضِعَ الْجَمْعِ؛ كَمَا قَالَ:
بِهَا جِيَفُ الْحَسْرَى، فَأَمَّا عِظَامُهَا... فَبِيضٌ، وَأَمَّا جِلْدُهَا فَصَلِيبُ.

وَإِمَّا لِكَوْنِ الْكَلِمَاتِ مُرْتَبِطَةً بَعْضِهَا بِبَعْضٍ، فَصَارَتْ فِي قُوَّةِ الْكَلِمَةِ الْوَاحِدَةِ إِذَا اخْتَلَّ جُزْءٌ مِنْهَا اخْتَلَّتِ الْكَلِمَةُ، لِأَنَّ كَلِمَةَ التَّوْحِيدِ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، هِيَ كَلِمَاتٌ لَا تَتِمُّ النِّسْبَةُ الْمَقْصُودَةُ فِيهَا مِنْ حَصْرِ الْإِلَهِيَّةِ فِي الله إِلَّا بِمَجْمُوعِهَا[1].


وهذا ما صرح به علماء اللغة فقال ابن مالك في ألفيته المشهورة:
كلامنا لفظ مفيد كاستقم
واسم، و "فعل" ثم حرف: الكلم

واحده: "كلمةٌ" و "القول" عَمّ... وكِلْمَةٌ بها كلامٌ قد يُؤَمّ [2].

وهذه الكلمة لها من الفضل العظيم: قال عنها ابن القيّم: (كَلِمَةٌ قَامَتْ بِهَا الْأَرْضُ وَالسَّمَاوَاتُ، وَخُلِقَتْ لِأَجْلِهَا جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ، وَبِهَا أَرْسَلَ الله تَعَالَى رُسُلَهُ، وَأَنْزَلَ كُتُبَهُ، وَشَرَعَ شَرَائِعَهُ، وَلِأَجْلِهَا نُصِبَتِ الْمَوَازِينُ، وَوُضِعَتِ الدَّوَاوِينُ، وَقَامَ سُوقُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَبِهَا انْقَسَمَتِ الْخَلِيقَةُ إِلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْكُفَّارِ وَالْأَبْرَارِ وَالْفُجَّارِ، فَهِيَ مَنْشَأُ الْخَلْقِ وَالْأَمْرِ وَالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، وَهِيَ الْحَقُّ الَّذِي خُلِقَتْ لَهُ الْخَلِيقَةُ، وَعَنْهَا وَعَنْ حُقُوقِهَا السُّؤَالُ وَالْحِسَابُ، وَعَلَيْهَا يَقَعُ الثَّوَابُ وَالْعِقَابُ، وَعَلَيْهَا نُصِبَتِ الْقِبْلَةُ، وَعَلَيْهَا أُسِّسَتِ الْمِلَّةُ، وَلِأَجْلِهَا جُرِّدَتْ سُيُوفُ الْجِهَادِ، وَهِيَ حَقُّ الله عَلَى جَمِيعِ الْعِبَادِ، فَهِيَ كَلِمَةُ الْإِسْلَامِ، وَمِفْتَاحُ دَارِ السَّلَامِ، وَعَنْهَا يُسْأَلُ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، فَلَا تَزُولُ قَدَمَا الْعَبْدِ بَيْنَ يَدَيِ الله حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ مَسْأَلَتَيْنِ: مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ؟ وَمَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ؟ فَجَوَابُ الْأُولَى بِتَحْقِيقِ "لَا إِلَهَ إِلَّا الله" مَعْرِفَةً وَإِقْرَارًا وَعَمَلًا.وَجَوَابُ الثَّانِيَةِ بِتَحْقِيقِ "أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ" مَعْرِفَةً وَإِقْرَارًا وَانْقِيَادًا وَطَاعَةً.

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَمِينُهُ عَلَى وَحْيِهِ، وَخِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَسَفِيرُهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبَادِهِ، الْمَبْعُوثُ بِالدِّينِ الْقَوِيمِ وَالْمَنْهَجِ الْمُسْتَقِيمِ، أَرْسَلَهُ الله رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ، وَإِمَامًا لِلْمُتَّقِينَ، وَحُجَّةً عَلَى الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ، أَرْسَلَهُ عَلَى حِينِ فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ فَهَدَى بِهِ إِلَى أَقْوَمِ الطُّرُقِ وَأَوْضَحِ السُّبُلِ، وَافْتَرَضَ عَلَى الْعِبَادِ طَاعَتَهُ وَتَعْزِيرَهُ وَتَوْقِيرَهُ وَمَحَبَّتَهُ وَالْقِيَامَ بِحُقُوقِهِ، وَسَدَّ دُونَ جَنَّتِهِ الطُّرُقَ، فَلَنْ تُفْتَحَ لِأَحَدٍ إِلَّا مِنْ طَرِيقِهِ، فَشَرَحَ لَهُ صَدْرَهُ، وَرَفَعَ لَهُ ذِكْرَهُ، وَوَضَعَ عَنْهُ وِزْرَهُ، وَجَعَلَ الذِّلَّةَ وَالصَّغَارَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ)[3].

وكلمة التوحيد أعظم شهادة، من أعظم شاهد وأعظم مشهودٍ به ومشهود عليه؛ قال تعالى:
﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].

وهي أفضل كلمةٍ قالها الأنبياء جميعًا، فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [4]، والملاحظ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جعلها خير الذكر في خير يوم ألا وهو يوم عرفة.

وعلق عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفلاح والنجاح لمن قالها؛ فعَنْ رَبِيعَةَ بْنِ عِبَادٍ الدِّيلِيِّ، قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - بَصَرَ عَيْنِي بِسُوقِ ذِي المجازِ، يَقُولُ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، تُفْلِحُوا) [5].

وهي كلمة ستثقل الموازين وترجحها غدًا يوم القيامة: فعَنْ عبدالله بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (تُوضَعُ الموَازِينُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُؤْتَى بِالرَّجُلِ، فَيُوضَعُ فِي كِفَّةٍ، فَيُوضَعُ مَا أُحْصِيَ عَلَيْهِ، فَتَمَايَلَ بِهِ الْمِيزَانُ)، قَالَ: (فَيُبْعَثُ بِهِ إِلَى النَّارِ، فَإِذَا أُدْبِرَ بِهِ إِذَا صَائِحٌ يَصِيحُ مِنْ عِنْدِ الرَّحْمَنِ، يَقُولُ: لَا تَعْجَلُوا، لَا تَعْجَلُوا، فَإِنَّهُ قَدْ بَقِيَ لَهُ، فَيُؤْتَى بِبِطَاقَةٍ فِيهَا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَتُوضَعُ مَعَ الرَّجُلِ فِي كِفَّةٍ، حَتَّى يَمِيلَ بِهِ الْمِيزَانُ) [6].

وحرم الله على قائلها النار وستدخله الجنة إن قالها صادقًا يبتغي بها وجهَ الله، فعن عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله حرم على النار مَن قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله"[7]، وعن أبي موسى الأشعريّ أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (أَبْشِرُوا وَبَشِّرُوا مَنْ وَرَاءَكُمْ، أَنَّهُ مَنْ شَهِدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ صَادِقًا بِهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) [8].

وشهِد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه من كان آخر كلامه من الدنيا هذه الكلمة العظيمة دخل الجنّة؛ فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ- صلى الله عليه وسلم -: (مَنْ كَانَ آخِرُ كَلَامِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا الله دَخَلَ الْجَنَّةَ) [9].

ولعلَّ السببَ في هذا أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرنا أن نُلقِّنَ من يحتضر هذه الكلمة؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ)[10].

وهذه الكلمة وصية سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام التي تناقلتها الأجيال كابرًا عن كابر؛ قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الزخرف: 28].

ولعظمة هذه الكلمة سمِّيت بأسماء كثيرة كلّها ورد بها النص وهي:
1- العروة الوثقى؛ قال تعالى: ﴿ لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [البقرة: 256].

2- الكلمة الطيبة؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ [ابراهيم: 24].

3- كلمة التقوى؛ قال تعالى: ﴿ إِذْ جَعَلَ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْحَمِيَّةَ حَمِيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾ [الفتح: 26].

4- كلمة الله العليا؛ قال تعالى: ﴿ إِلاّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [التوبة: 40].

5- دعوة الحق؛ قال تعالى:  ﴿ لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ [الرعد: 14].

6- القول الثابت؛ قال تعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ [ابراهيم:27].

7- الطيب من القول؛ قال تعالى:  ﴿ وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ [الحج:24].

8- الكلم الطيب؛ قال تعالى:  ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُولَئِكَ هُوَ يَبُورُ [فاطر:10].

المسألة الثانية: الإشارات في هذه الكلمة:
حوت هذه الكلمة على العديد من الإشارات العظيمة ومنها:
1- ليس في حروفها حرف منقوط، وفيه إشارة إلى التجرد من كل معبود سوى الله، فكما أن الحرف المهمل يفتقر إلى النقاط ليتميَّزَ عن الحرف المعجم، وتجرده يدل على أصله، فكذلك ينبغي من يتلفظ بهذه الكلمة أن يتجرد في النيّة وهو يلفظها، أو لأن كلمة التوحيد تدل على الألوهية، والألوهية من شرطها عدم الافتقار الى الغير، كذلك كانت حروفها لا تفتقر إلى التنقيط.

2- حوت هذه الكلمة على مَدّ التَّعْظِيمِ فِي قوله (لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ)، وَيُقَالُ لَهُ أَيْضًا: مَدُّ الْمُبَالَغَةِ، وإِنَّمَا سُمِّيَ بذلك لِأَنَّهُ طَلَبٌ لِلْمُبَالَغَةِ فِي نَفْيِ إِلَهِيَّةِ سِوَى الله سُبْحَانَهُ، وهذه عادة الْعَرَبِ[11].

3- هذه الكلمة ذكر فيها لفظ (الألوهية) ولم تذكر الربوبية، وفيه أشارة أنّ من قالها أثبت الألوهية لله فضلا عن الربوبية، فالكفار أثبتوا الربوبية ونفوا الألوهية عنه جل جلاله. قال تعالى:
﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ﴾ [لقمان:25]، فمن أتى بكلمة التوحيد فقد أثبت الألوهية والربوبية لله، والله أعلم بالصواب.

4- هذه الكلمة سبقت بالأمر بالعلم، فقال تعالى: ﴿ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا الله ﴾ [محمد: من الآية: 19]، ولنا وقفة مهمة، وهي أنّ كلمة التوحيد لا بد أن تُسبق بالعلم بمعانيها وحقائقها، وكان العرب يفقهون معناها أكثر بكثير من مسلمي اليوم، فمن تلفظ بها يقينا يؤمن بمعناها أنه لا حاكم ولا رافع ولا خافض ولا معطي ولا مانع ولا معز ولا مذلَّ ولا مشرع إلا الله من أجل هذا قال أهل الشرك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يطلب منهم أن يقولها:﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5]؛ فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: (لَمَّا مَرِضَ أَبُو طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهِ رَهْطٌ مِنْ قُرَيْشٍ، مِنْهُمْ أَبُو جَهْلٍ، فَقَالُوا: يَا أَبَا طَالِبٍ، ابْنُ أَخِيكَ يَشْتِمُ آلِهَتَنَا، يَقُولُ وَيَقُولُ، وَيَفْعَلُ وَيَفْعَلُ، فَأَرْسِلْ إِلَيْهِ فَانْهَهُ، قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَبُو طَالِبٍ، وَكَانَ قُرْبَ أَبِي طَالِبٍ مَوْضِعُ رَجُلٍ، فَخَشِيَ إِنْ دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى عَمِّهِ أَنْ يَكُونَ أَرَقَّ لَهُ عَلَيْهِ، فَوَثَبَ، فَجَلَسَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، فَلَمَّا دَخَلَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -، لَمْ يَجِدْ مَجْلِسًا إِلَّا عِنْدَ الْبَابِ فَجَلَسَ، فَقَالَ أَبُو طَالِبٍ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ قَوْمَكَ يَشْكُونَكَ، يَزْعُمُونَ أَنَّكَ تَشْتُمُ آلِهَتَهُمْ، وَتَقُولُ وَتَقُولُ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ، فَقَالَ: "يَا عَمِّ إِنِّي إِنَّمَا أُرِيدُهُمْ عَلَى كَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، تَدِينُ لَهُمْ بِهَا الْعَرَبُ، وَتُؤَدِّي إِلَيْهِمْ بِهَا الْعَجَمُ الْجِزْيَةَ " قَالُوا: وَمَا هِيَ؟ نَعَمْ وَأَبِيكَ، عَشْرًا، قَالَ: "لَا إِلَهَ إِلَّا الله" قَالَ: فَقَامُوا وَهُمْ يَنْفُضُونَ ثِيَابَهُمْ وَهُمْ يَقُولُونَ: ﴿ أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ ﴾ [ص: 5] قَالَ: ثُمَّ قَرَأَ حَتَّى بَلَغَ: ﴿ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ ﴾ [ص: 8]] [12].فانظر رحمك الله كيف يعلمون معناها فرفضوا أن يقولها فخابوا وخسروا وخسئوا.

5- هذه الكلمة تتكون من اثنَي عشر حرفًا، وفيه إشارة الى عدد أشهر السنة الهجرية قال تعالى:
﴿ إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ﴾[التوبة: 36]، والأربعة الحرم في لفظ الجلالة [الله]؛ وفيه إشارة أنّ من قالها مخلصا كفرت عنه ذنوب السنة.

6- عدد كلماتها سبع وعدد ابواب النار سبعة، وفيه إشارة أنّ من قالها أغلقت دونه بابًا من أبواب النار.

7- هذه الكلمة مع تكملة الشهادتين (محمد رسول الله) تتكون من أربعة وعشرين حرفًا، وفيه إشارة أنّ كل حرف منها يكفر ذنوب ساعة من ساعات الليل والنهار.

8- وهذه الكلمة جاءت بصيغة النفي، وفيه إشارة أنّ من قالها نفت عنه الشرك؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48]، وتكملة الشهادتين بالإثبات، وفيها إشارة أنّ من قالهما نفى الشرك عن الله وأثبت النبوة لرسوله - صلى الله عليه وسلم -. قال ابن أبي العز في شرحه للطحاوية: (هَذِهِ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ الَّتِي دَعَتْ إِلَيْهَا الرُّسُلُ كُلُّهَا، كَمَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ. وَإِثْبَاتُ التَّوْحِيدِ بِهَذِهِ الْكَلِمَةِ بِاعْتِبَارِ النَّفْيِ وَالْإِثْبَاتِ الْمُقْتَضِي لِلْحَصْرِ، فَإِنَّ الْإِثْبَاتَ الْمُجَرَّدَ قَدْ يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ الِاحْتِمَالُ. وَلِهَذَا - وَاللَّهُ أَعْلَمُ - لَمَّا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ ﴾[البقرة: 163]، قَالَ بَعْدَهُ: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163]. فَإِنَّهُ قَدْ يَخْطُرُ بِبَالِ أَحَدٍ خَاطِرٌ شَيْطَانِيٌّ: هَبْ أَنَّ إِلَهَنَا وَاحِدٌ، فَلِغَيْرِنَا إِلَهٌ غَيْرُهُ، فَقَالَ تَعَالَى: ﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [البقرة: 163]) [13].

9- قال العلماء لا يستحبّ الابتداء بالنفي إلا في هذه الكلمة،حتى قيل في مدح من كان هذا شأنه:
ما قال لا قط إلا في تشهّده
لولا التشهد كانت لاؤه نعم

وقال الآخر:
ما قال لا قطُّ إلا في تشهُّده
لولا التشهُّدُ لم تُسْمَعْ له لاءُ

10- كلمة التوحيد، تقوم على قطبين اثنين: النفي والإثبات، تنفي أربعة أمور، وتثبت أربعة أمور: تنفي: الآلهة، والطواغيت، والأنداد، والأرباب، وتثبت لله تعالى: القصد، والتعظيم، والمحبة، والخوف والرجاء[14]، والإثبات في قولنا: (محمدا رسول الله)، إذ لا تتم شهادة "أن لا إله إلا الله" إلا بشهادة "أن محمدا رسول الله" إذ لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه، وكراهة ما يكرهه، ولا طريق إلى معرفة ما يحبه ويكرهه إلا من جهة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - المبلغ عن الله ما يحبه ويكرهه، بإتباع ما أمر به، واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وتصديقه ومتابعته؛ ولهذا قرن الله تعالى بين محبته ومحبة رسوله في مواضع كثيرة من القرآن [15].

11- وهذه الكلمة سميّت بالشهادتين وفيه اشارة إلى أنّ من قالها شهد بشهادة الله، قال تعالى:  ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران: 18]، وشهد بنوة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال تعالى: ﴿ وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ [آل عمران: 81]، أو وصل بقولها لمتربة الشهود، ولا شهادة إلا بيقين فهي من المشاهدة فمن قالها مخلصا وصل لهذه المرتبة العالية من العلم اليقينيّ.

12- أركان الاسلام خمسة ذكرت في حديث جبريل المشهور وفيه: (...وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (الْإِسْلَامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ: صَدَقْتَ...) [16]، وهي الركن الأول في الاسلام، وأركان الاسلام المذكورة منها ما هو جسدي كالصلاة والصوم، ومنها ما هو ماليّ كالزكاة، ومنها ما هو جسديّ ومالّي كالحج، والأول منها ركن لسانيّ وهو ما يدل على سهولته ويسره وهو في متناول أي فرد من أفراد الأمة، وتقديمه على باقي الأركان في إشارة إلى أنها مفتاحها لا تصح باقي الاركان إلا بالإتيان بها.

13- الملاحظ أنّ النبي - صلى الله عليه وسلم - شبة الاسلام بالبناء، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - (بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ)[17] وهذا البناء يتكون من خمسة أركان لا يقوم البناء إلا بوجودها كاملا، وعند فقد أي ركن منها لا يقوم لهذا البناء قائمة، ولكن إذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شبَّهَ الاسلام بالبناء في زمانه فلا بدَّ أن يكون البناء متكونًا من أربعة أركان وليس خمسة، وهذا هو المتعارف عليه في زمانه فأين هو الركن الخامس وما هو؟ أقول: لا بناء إلا بقاعدة يستند اليها، وهذه القاعدة الرصينة التي تبنى عليها الاركان الباقية هي الشهادتان، فكانت بمثابة الأساس، أو المراد أنّ المادة الأصيلة التي لا يمكن التنازل عنها في البناء هذه المواد الخمسة فالذي يباشر البناء لا يمكنه ذلك إلا بوجود الحجر (الطابوق) والرمل، والإسمنت فكذلك لا يتم البناء إلا باستخدام هذه المواد وإلا لم يكن البناء أصلا، وأنا أميل للمعنى الأول فهو أليق بالمقام، والله اعلم بالصواب.

14- من لطائف كلمة التوحيد أنها كلها خير فلو قُرأت عكسًا لكانت توحيد الكلمة وهو مقصد من مقاصد الإسلام العظيمة فلن تنهض أمة لا توحد كلمتها.

15- ومن الإشارات المهمة في هذه الكلمة في التشهد الإشارة بإصبع المسبحة-السبابة- عند قولها والتوقيت الدقيق في رفعها؛ فقال الحنفية: (وَيَرْفَعُ السَّبَّابَةَ عِنْدَ النَّفْيِ وَيَضَعُهَا عِنْدَ الْإِثْبَاتِ)، وقال الشافعية: (يُسَنُّ أَنْ يُشِيرَ بِمُسَبِّحَةِ يُمْنَاهُ فَيَرْفَعُهَا إذَا بَلَغَ الْهَمْزَةَ مِنْ قَوْلِهِ لا إله إلا الله، ونص الشافعي علي اسْتِحْبَابَ الْإِشَارَةِ...و يَنْوِي بِالْإِشَارَةِ الْإِخْلَاصَ وَالتَّوْحِيدَ)، وقال الحنابلة: (وَيُشِيرُ بِالسَّبَّابَةِ، يَرْفَعُهَا عِنْدَ ذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى فِي تَشَهُّدِهِ) [18]، وفي قرن القول بالفعل إشارة على تأكيد المعنى وتقويته والله أعلم بالصواب.

وصَلَّى اللهُ وسَلَّمَ على سيّدنا مُحمّدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ أجمعين والحمد لله ربّ العالمين.

المصادر:

1- البحر المحيط في التفسير، لمحمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان أثير الدين الأندلسي، أبي حيان [المتوفى: 745هـ]،تحقيق: صدقي محمد جميل، دار الفكر- بيروت، 1420 هـ.

2- الجواهر المضية، لمحمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي [المتوفى: 1206هـ]، دار العاصمة، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة: الأولى بمصر، 1349هـ، النشرة الثالثة، 1412هـ.

3- رد المحتار على الدر المختار المعروف بحاشية ابن عابدين، لمحمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي، ابن عابدين الحنفي [المتوفى: 1252هـ]، دار الفكر-بيروت، الثانية، 1412هـ - 1992م.

4- زاد المعاد في هدي خير العباد، لمحمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية [المتوفى: 751هـ]،تحقيق: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بيروت - مكتبة المنار الإسلامية، الكويت، الطبعة: السابعة والعشرون، 1415هـ /1994م.

5- شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، ابن عقيل، لعبدالله بن عبدالرحمن العقيلي الهمداني المصري [المتوفى: 769هـ]، المحقق: محمد محيي الدين عبدالحميد، دار التراث - القاهرة، دار مصر للطباعة، سعيد جودة السحار وشركاه، الطبعة: العشرون 1400 هـ - 1980 م.

6- شرح العقيدة الطحاوية، لمحمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي، صدر الدين [المتوفى: 792هـ] تحقيق: شعيب الأرنؤوط - عبدالله بن المحسن التركي، مؤسسة الرسالة - بيروت الطبعة: العاشرة، 1417هـ - 1997م.

7- صحيح البخاري، لمحمد بن إسماعيل، أبي عبدالله البخاري الجعفي [ت 256هـ]، ترقيم: د. مصطفى ديب البغا، ط: الثالثة، دار ابن كثير، اليمامة، بيروت-لبنان 1407هـ-1987م.

8- صحيح مسلم، لمسلم بن الحجاج، أبي الحسين القشيري النيسابوري،[206-261هـ]، ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة:الثانية، 1408هـ - 1988 م.

9- المجموع شرح المهذب، ليحيى بن شرف النووي، محيي الدين أبي زكريا [المتوفى: 676هـ]، دار الفكر.

10- مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية، للدكتور عثمان جمعة ضميرية، تقديم: الدكتور/ عبدالله بن عبدالكريم العبادي، مكتبة السوادي للتوزيع، الطبعة: الثانية 1417هـ-1996م.

11- المستدرك على الصحيحين، لمحمد بن عبدالله، الحاكم النيسابوري، أبي عبدالله [321-405هـ]، تحـ: مصطفى عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، بيروت، 1411 - 199، الأولى.

12- مسند أحمد بن حنبل، لأحمد بن حنبل الشيباني، أبي عبدالله [ت241هـ]، مؤسسة قرطبة - مصر.

13- المغني لابن قدامة، لموفق الدين عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة الجماعيلي المقدسي ثم الدمشقي الحنبلي أبي محمد، الشهير بابن قدامة المقدسي [620هـ]، مكتبة القاهرة.

14- النشر في القراءات العشر، لمحمد بن محمد بن يوسف، شمس الدين أبي الخير بن الجزري [المتوفى: 833 هـ]، المحقق: علي محمد الضباع، المطبعة التجارية الكبرى [تصوير دار الكتاب العلمية].


[1]ينظر البحر المحيط في التفسير: [3/ 194].
[2] ينظر شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك: [1 / 13].
[3] زاد المعاد في هدي خير العباد [1 / 36].
[4] سنن الترمذي: [5/ 572][3585]: وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الوَجْهِ، وقال الالباني: حديث حسن.
[5] مسند أحمد: [25/ 404][16022]، وقال محققه: حديث صحيح.
[6] مسند أحمد: [11/ 637][7066]، وقال محققه: إسناد حسن.
[7] صحيح البخاري [1/ 92][425].
[8] مسند أحمد: [32/370][19597]، وقال محققه: حديث صحيح.
[9] المستدرك: [1/ 503][1299]، وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
[10] صحيح مسلم: [2/ 631][917].
[11] ينظر النشر في القراءات العشر [1/ 345].
[12]مسند أحمد: [5/393][ 3419].
[13]شرح الطحاوية: [1/ 72].
[14] ينظر الجواهر المضية [ص: 34].
[15]ينظر مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية [ص: 257].
[16]جزء من حديث سيدنا عمر رضى الله عنه، اخرجه مسلم في صحيحه: [1/ 36][8].
[17] صحيح البخاري [1/ 11][8]، وصحيح مسلم [1/ 45][16].
[18] ينظر الدر المختار وحاشية ابن عابدين [رد المحتار] [1/ 509]، والمجموع شرح المهذب [3/454- 455]، والمغني لابن قدامة [1/ 383].

إرسال تعليق

 
Top