0
هديه صلى الله عليه وسلم في أيامه ولياليه
فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي يومه وليلته وشهره وسنته على نظام واحد بحيث لا يتغير ولا يتبدل، بل كان يقيم ويسافر، ويسالم ويقاتل، وتطرأ عليه أمور في يوم دون يوم وفي شهر دون شهر، وهكذا.
والذي نستطيع وصفه من حاله عليه الصلاة والسلام هو أنه كان يصلي بأصحابه الفجر، ويجلسون يذكرون الله، وإذا رأى أحدهم رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأولها له، فإذا طلعت الشمس صلوا ركعتين، ثم انصرف كل إلى عمله والأمر الذي يهمه قضاءه في ذلك اليوم.
وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل، وكان ربما ذهب إلى السوق فأمر الناس ونهاهم، وكان ينام القائلة وهي النوم في وسط النهار عند الزوال وما قاربه من قبل أو من بعد، وكان إذا انصرف من العصر دخل على نسائه، فيدنو من إحداهن.. ويكون في خدمة أهله كما تقول عائشة، فإذا أذن المؤذن قام إلى المسجد كأنه لا يعرفهن.
وأما الليل، فكان في أول أمره يصلي في أوله، ثم يصلي في وسطه، واستقر أمره على الصلاة في آخره، وكان يقول: “أحب الصلاة إلى الله صلاة داود عليه السلام، وأحب الصيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يوما ويفطر يوما” متفق عليه.
وكان يجتهد في ليالي رمضان ما لا يجتهد في غيرها، ويحيي الليل كله في العشر الأواخر منها.
وعلى كل حال، فينبغي للمسلم أن يرتب وقته للعبادة والعمل وللراحة ولأهله وأولاده وغيرهم حسب ما يتناسب معه هو، حتى يعطي نفسه حقها، وكذا يعطي كل ذي حق حقه.
إسلام ويب

إرسال تعليق

 
Top