نبدأ ببشرى النبي صلى الله عليه وسلم بعودة الإسلام، الغالب في هذه السلسلة أننا نحكي عن التاريخ الماضي، أما بشرى النبي بعودة الإسلام هي من التاريخ المستقبل، فبدأنا بالتاريخ المستقبل قبل الماضي من باب التبشير حتى لا نحزن؛ لأن التاريخ الماضي وإن كان فيه أشياء جيدة، لكن فيه أشياء غير ذلك.
يعني من باب ألا ييأس الإنسان فكما ثبت في الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (بشّروا ولا تنفروا).
فنحن نبدأ بالتاريخ المستقبلي ..
النبي صلى الله عليه وسلم يبشرنا بعودة الإسلام بقوة وعودة عز الإسلام ومجد الإسلام، قطعاً الأيام التي نعيشها الآن فيها للأسف ضعف للإسلام والمسلمين والأمة في حال من الشقاء وتسلط الأمم على أمة النبي لذلك نحن نذكر حديث فتح القسطنطينية.
ثبت في صحيح مسلم أن نبي الله قال : (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق).
يخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام أنه في المستقبل لن تقوم الساعة حتى ينزل الروم، الروم من هم؟ أوربا وأمريكا فالنبي يقول أن هؤلاء أي أوربا وأمريكا سيأتون بجيش كبير ولا تقوم الساعة حتى ينزل هؤلاء في الأعماق أو بدابق .
وما هي الأعماق أو دابق؟.. هي قريبة من قرية تسمى مارع بريف حلب الشمالي، حتى أن النبي وصف هذه المنطقة في حديث بسنن أبي داود بسند صحيح قال : (مرج ذي تلول)، يعني شيء منبسط ولكن فيه تلول أي تلال جمع تل.
فالشاهد : أن النبي أخبرنا أن الروم ستنزل بالأعماق أو بدابق، طبعاً يا إخوة هذه المعركة التي ستحدث كما بشرنا النبي يهتم بها أعداء الإسلام كثيرا جدا وخاصة النصارى – نصارى أوربا – حتى إنهم يسمونها باسم آخر يسمونها (معركة هرمجدون) هم يسمونها على تسميتهم هم يقولون معركة هرمجدون ، أما نحن فنسميها معركة فتح القسطنطينية أو معركة مرج دابق، عليه الصلاة والسلام يقول: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق) وفي رواية في صحيح البخاري ذكر أعدادهم قال إنهم يأتون في ثمانين راية تحت كل راية 12 ألف مقاتل يعني المجموع ما يقارب مليون مقاتل .
إذن سيأتي الروم في جيش مكون من حوالي ألف ألف مقاتل تقريبًا يعني مليون سينزلون مرج دابق….
وأحكي لكم موقفا عجيبا مع شاب يسكن بالقرب من منطقة مرج دابق، وقد قابلت هذا الشاب عام 2013 في أرض الشام وهو شاب ملتزم فقص عليّ رؤيا عجيبة وقال إن هذه الرؤيا يراها منذ أن كان عمره سبع سنوات وهو الآن عمره ما يقارب العشرين، وكانت تتكرر كل فترة، قال إنه بعد صلاة قيام الليل نام قبل الفجر فرآها كما رآها من قبل، قال رأيت كأن جيوشاً ضخمة كبيرة جداً ويلبسون لباس حلف الناتو – طبعاً وهو صغير ما كان يعرف أنه هذا لباس حلف الناتو لكنه لما كبر عرف- فقال: رأيت هذه الجيوش نزلت المنطقة التي يعيش فيها فرأيت كثيرا من الناس المسلمين للأسف يتطوعون وينضمون لهذا الجيش – حلف الناتو- كنت أنكر على الناس وأقول لهم اتقوا الله هذه معصية كبيرة كيف توالوا أعداء الله وتناصروهم على المسلمين، فكان الناس يقولون نحن مكرهون نحن مجبورون ما بيدنا شيء، ثم بعد ذلك سمع صوتاً في المنام يقول إن الحرب ستمتد إلى لبنان والأردن..
الشاهد من الحديث يا إخوة أن هذه الرؤية من الرؤى التي يرسلها الله عز وجل إلى بعض الناس لأخذ الحذر، فهذه الرؤية من الرؤى التي توضح لنا حديث النبي إن الروم فعلاً سينزلون مرج دابق، ولعل هذا الشاب والله أعلم يشهد هذه المعركة، يعني ممكن أن يكون نزول أوربا ونزول قوات الروم في وقت حياة هذا الشاب والله أعلم …
الشاهد أن النبي يقول: (لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة)، ماهو المقصود بالمدينة؟ فيها خلاف بين العلماء هل هي المدينة المنورة أم دمشق والرأي الأقوى أنها دمشق والدليل على ذلك ما جاء في سنن أبي داود بسند صحيح أن النبي قال: ( فسطاط المسلمين يوم الملحمة بالغوطة بجانب مدينة يقال لها (دمشق)، المقصود بفسطاط المسلمين هو معقل المسلمين مقر ومركز وثقل الإسلام والمسلمين. فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول فسطاط المسلمين يوم الملحمة – الملحمة هي المعركة الكبرى بين المسلمين والروم – في الغوطة بجانب مدينة يقال لها دمشق قال فيخرج إليهم جيش من المدينة، هذا الجيش طبعاً للأسف هو كما يحدث في سوريا الآن سيحدث فيه انشقاقات واختلافات وتنازعات، الجيش سينقسم إلى ثلاثة أقسام ، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن ثلث الجيش عندما يرى جيش الروم ينهزم فيقول النبي (1لا يتوب الله عليهم أبداً)، لماذا؟ لأنهم خذلوا الإسلام والمسلمين في معركة مصيرية هي معركة بين الإسلام والكفر معركة تحدد مصير الأمة معركة بين الحق والباطل؛فلذلك هذا الثلث الذي ينهزم ويفر يقول النبي عنه (لا يتوب الله عليهم أبداً) .
أما الثلث الثاني يقول النبي صلى الله عليه وسلم (فيقتلون وهم أفضل الشهداء) والثلث الأخير فيفتح الله عليهم، هؤلاء يفتتحون إلى أن يصلوا إلى القسطنطينية التي هي إسطنبول الآن.
فتح القسطنطينية
إذن يا إخوة النصر من عند الله لا من كثرة سلاح ولا من دعم غربي لكن النصر بطاعة الله عز وجل وبقوة قوم يملكون عقيدة وإيمان وهمهم الحقيقي وقضيتهم هو الإسلام، هذا هو النصر العظيم فعلاً.
والنبي يخبر أن هؤلاء سيواصلون الفتوحات حتى القسطنطينية يعني هؤلاء لا يقولون نحن نريد تحرير سوريا فقط .لا إنما همهم أن ينتشر الإسلام،فماذا فعلوا ؟!! يخبرنا النبي أنهم يفتتحون القسطنطينية – إسطنبول- .
إذن هذا الجهاد بمفهوم إقليم وطني أم بمفهوم عالمي عند هؤلاء الذين ينتصرون ؟
بمفهوم عالمي بالتأكيد بدليل أنهم ما حرروا مرج دابق وجلسوا إنما ظلوا يواصلون الفتوحات والمعارك إلى أن وصلوا القسطنطينية، فهكذا الإسلام يا إخوة الإسلام لا يعترف بحدود…. الإسلام يعترف بكل شبر نستطيع أن نصل إليه وننشر فيه الإسلام بالعدل والرحمة والإحسان وبإعطاء الناس حقوقها وبرد المظالم،هذا هو الإسلام .
وبينما هم يقتسمون الغنائم كما أخبر النبي ماذا يحدث؟ يحدث حدث عجيب جداً ، تأتي إشاعة أو خبر إن المسيح الدجال قد خلفكم في أهليكم، يعني أين ؟ في الشام… فماذا يحدث؟
بالطبع يكون الجنود منشغلين في الغنائم فيتركون الغنائم ومباشرة يرجعون إلى الشام لماذا؟! خوفا أن يصيب الدجال أهلهم بضرر، فيأتون الشام فما يجدون الدجال!!
إذن هي إشاعة لكن في هذا الوقت فعلاً بعدها بقليل يخرج الدجال، عندما يخرج طبعاً هنا يبدأ الخوف ففي هذا الوقت يُبيّن لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن هؤلاء المسلمين بينما يسوّون الصفوف لإقامة الصلاة وهم يسوّون الصفوف في هذا الوقت يوجد إمام للمسلمين، هذا الإمام هو كما جاء الحديث هو المهدي ففي رواية من الروايات فيكون إمامهم المهدي .
إذن في هذا الوقت خليفة المسلمين وإمام المسلمين وأمير المسلمين هو محمد بن عبد الله المهدي الذي بشر النبي بخروجه في آخر الزمان يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً ، فبينما هم يسوّون الصفوف وأميرهم المهدي موجود كما جاءت الرواية بسند صحيح في مسند الحارث يحدث حدث تاريخي يا إخوة الدين، حدث تاريخي ضخم كبير جداً …. ألا وهو نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام .
ينزل عيسى بن مريم في وقت الصلاة عند تقدم محمد بن عبد الله المهدي خليفة المسلمين لإمامتهم، في هذا الوقت “فيقول أميرهم “، إذن هو كم أمير؟ أمير واحد يعني لا قادة كتائب أو ألوية أو تنظيمات أو جماعات، إذن المسلمين في هذا الوقت تحت قيادة أمير واحد وقيادة واحدة.
إذن الإسلام يا إخوة لا يقبل بهذه التنازعات والخلافات، الإسلام لا يعترف بشيء اسمه التنظيمات أو الجماعات المتناحرة المتنازعة، الإسلام يعترف بإمام واحد يجمع أمة الإسلام تحت راية العدل والإحسان والرحمة وإقامة دين الله عز وجل كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم ، إذن نحن الآن نعيش في فترة أو في مرحلة تمهيدية للمرحلة القادمة بإذن الله تعالى .
فينزل عيسى بن مريم، فيقول أميرهم المهدي كما في رواية بسند صحيح بمسند الحارث بن أبي أسامة لعيسى بن مريم : (تقدم أو تعال صل لنا )، يعني أنت نبي من الأنبياء فأنت أولى … كيف أكون أمامك !!، فيقول عيسى بن مريم: “لا…بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة “.
إذن يتقدم أمير المسلمين وهو المهدي محمد بن عبد الله ثم بعد ذلك يطارد المسيح عيسى بن مريم المسيح الدجال ويقتله بحربته كما أخبر النبي وكما هو معلوم في هذا الحديث .
الشاهد من الحديث يا إخوة أن هذه الرواية كما أخبر النبي مثل الكشاف في الظلام يكشف لنا المستقبل، المستقبل به بشرى بعودة الإسلام .
لذلك يا إخوة نداء لكل شباب الأمة أنتم أمل الأمة، المعركة القادمة هي معركة حاسمة بين أهل الإسلام وأهل الكفر، فلابد أن يستعد كل واحد لهذه المعركة، والاستعداد ليس فقط بالسلاح فالمسألة ليست مسألة سلاح وإلا فالسلاح الآن موجود مع الثوار والمجاهدين أضعاف مضاعفة لكن هل استطعنا أن نقيم شريعة الله ومنهاجه؟.. هل استطعنا أن نفتح الفتوحات الكبرى؟.. لماذا؟.. لأن المسألة ليست مسألة سلاح المسألة مسألة دين وطاعة الله عز وجل وخوف من الله عز وجل، إلى الآن لم تظهر الجماعة التي يرتضيها النبي صلى الله عليه وسلم لذلك لم يتنزل علينا النصر العظيم !.
هذه خلاصة بسيطة عن مسألة فتح القسطنطينية وكل إنسان يا إخوة عليه أن يحضر نفسه ويعدها ويجهزها لهذا الأمر العظيم . وقد ثبت في صحيح مسلم أن القسطنطينية ستفتح بالتكبير ولقد فتحت القسطنطينية أول مرة على يد محمد الفاتح العثماني والفتح الثاني الذي تكلمنا عنه هو قبيل ظهور المسيح الدجال.
فتح روما
كما بشرنا النبي بفتح القسطنطينية أيضاً بشرنا بفتح رومية، ثبت في المستدرك بسند صحيح أن عبد الله بن عمرو بن العاص – بالمناسبة أيهما أحفظ عبد الله بن عمرو بن العاص أم أبو هريرة ؟!!!، عبد الله بن عمرو بن العاص أحفظ لأنه كان يكتب – أنه جاءه رجل يقول أي المدينتين تفتح أولاً القسطنطينية أم رومية ؟ فقال: انتظر فدخل وفتح الصندوق وأخرج الكتاب فقال سئل النبي أي المدينتين تفتح أولاً قسطنطينية أم رومية؟ فقال: “مدينة هرقل أولاً” مدينة هرقل هي القسطنطينية، فأخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن القسطنطينية ستفتح قبل رومية، جيد .. لماذا أخبرنا النبي بفتح رومية بالتحديد ؟، لماذا لم يقل فتح برلين أو باريس؟ لماذا رومية بالذات؟، لحكمة عظيمة ؛ لأن رومية يا إخوة هي معقل ومركز النصارى ، فمركز النصارى في الفاتيكان والفاتيكان أين ؟ في روما.
إذن فتح رومية ليس فتح روما فقط وإنما فتح الإسلام على جميع النصارى الموجودين في العالم الإسلامي كله فالفاتيكان رمز النصارى وإذا فتحت رومية فقد كسرنا معقل النصارى فلذلك بشر النبي أن رومية ستفتح بعد القسطنطينية.
يا إخوة هذه الأمور لا نحكيها من باب القصص فقط ، إنما نريد جيلاً يعيد مجد الإسلام والمسلمين، جيلاً ينظر للإسلام والمسلمين نظرة أوسع من نظرة تنظيمات أو أحزاب أو جماعات.
وسنتكلم عن مسألة الأحزاب والجماعات فيما بعد في دروس البصيرة، فإن الإسلام لما قام قام بإنشاء مجتمع إسلامي، يعني لما أنشأ النبي في المدينة ماذا أنشأ ؟ هل أنشأ مجتمعاً إسلامياً أم تنظيماً ؟ بل أنشأ مجتمعاً…لماذا ؟ المجتمع يجمع الناس كلها على الكتاب والسنة والمصيب والمحسن يكافأ وله أجر والمخطئ والمتعدي يحاسب، فالنبي صلى الله عليه وسلم نجح من خلال إنشاء مجتمع مسلم وهذا إن شاء الله سنتكلم عنه في الدرس القادم .
هذا باختصار من باب البشرى بالأحداث، وكل واحد منا عليه أن يجهز نفسه لهذا الأمر العظيم.
مراجع
- فاتح القسطنطينية للصلابي .
- اتحاف الجماعة بما جاء فى الفتن والملاحم وأشراط الساعة للتويجرى .
إرسال تعليق