0
فقط سألت: أين الله ؟

أختي ملحدة، وقد تأكدت من ذلك عندما تمكنت من دخول غرفتها، ولأن عندي حب استطلاع وجدت مجموعة من الأوراق والدفاتر والمذكرات، فانصدمت بالمكتوب عليها؛ حيث فيها انتقاد للقرآن وللرسول وللأديان الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلام.. قرأت قصائد بخط يدها عن الإسلام والرسول وعن الأديان وعن الإله، وقرأت حواراً مع الله، حيث تخاطبه بكلمات بذيئة، وبحسب كلام أمي فإن أختي منذ أن كانت بالمرحلة الابتدائية و أسئلتها عن الله والأديان كثيرة، فلا يكاد يخلو يوما إلا وتسأل أمي أين الله ؟ وكانت أمي تجيبها بالضرب. فأرشدوني كيف أتعامل مع أختي؟

أين الله ؟.. كانت البداية…


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله و آله وصحبه أجمعين، وبعد:

نسأل الله عز وجل الهداية لأختك، ولجميع المسلمين، وللبشرية جمعاء.

أخي الكريم الواجب عليكم عدة أمور:

أولاً: التثبت من هذه الأمور بالجلوس مع أختك، ومصارحتها بما رأيت..

ثانياً: الدعاء لأختك بظهر الغيب، بأن يهديها ويوفقها لصراطه المستقيم.

ثالثاً: محاولة معرفة مصدر ذلك من صديقات أو كتيبات أو مواقع، ومحاولة إبعادها عنها.

رابعاً: نصحها والتلطف معها بأحسن طريقة، فإن كل إنسان قد يعرض له من الشُّبه ما لا يتمكن من دفعه، وإنما يدفع بالاستعانة بالله سبحانه، ثم بالعمل النافع، فإن كانت راغبة في الحق فإن من حقها علينا إزالة تلك الشبهات، وذلك بالجلوس معها، وأن يشاركك أفضل محارمك ديناً وعلماً في تلك الجلسة من النساء أو محارمها من الرجال، ومناقشة شبهاتها فإن الشبهة، تزال بالعلم.

خامساً: ترتيب جلسات إضافية مع بعض الدعاة والمتخصصين، وذلك لوعظها وإزالة تلك الشبهات.

سادساً: إهداء الكتب النافعة، والأشرطة المفيدة، والبرامج ا لطيبة في الأداء والأسلوب، والمواقع الإلكترونية.

سابعاً: إن كثيراً من حالات الكفر والإلحاد تكون أسبابها مشكلات أخرى اجتماعية أو نفسية أو غيرها، فيجب أولاً محاولة معرفة تلك الأسباب إن وجدت، والعمل على حلها.

ثامناً: الحذر من قطع الصلة، أو توتر العلاقة معها، أو تهديدها، بل الواجب العطف والشفقة عليها، فهي كالمريض بحاجة إلى العلاج والصبر على ذلك. وهو من ابتلاء الله لنا، وواجب محتم علينا بأن نقوم بما يوجبه من الدعوة إلى الله، والنصح لأقاربنا.

تاسعاً: يجب تحذيرها من الحديث بأي شبهة في المجالس مع أي أحد، وأن تكف عن أسئلتها لأمك، وأن هذا خط أحمر يجب ألا تتجاوزه؛ حتى لا تؤثر على غيرها من الفتيات، بل عليها أن تقتصر على المناقشة المرتبة مسبقاً، ومشاورة العقلاء ممن يقنعونها، وإشراكهم في الموضوع.

عاشراً: ليس من المصلحة أن يعلم الأقارب بموضوعها، بل يكون خاصاً لفئة قليلة تقتضي المصلحة إشراكهم فيه، ويكون كل ذلك بالاتفاق معها، فإن هي تجاوبت لكتم الموضوع والتعاون في حلقات النقاش والاطلاع على المواد النافعة فإنه يرجى هدايتها، وإزالة ما لديها من شبهات.

وإلا بحسب ردة فعلها ينتقل إلى موقف آخر يقتضيه الوضع. نسأل الله عز وجل لها الهداية والتوفيق.

وعليك أن تعلم أولاً أن الله هو الهادي، وأن بعض أقارب الأنبياء لم ينتفعوا بدعوتهم، فهذا ابن نوح عليه السلام، وهذا أبو إبراهيم عليه السلام، وهذا عم النبي صلى الله عليه وسلم، وإن ما يجب علينا هو القيام بالدعوة إلى الله، والأمر لله سبحانه من قبل ومن بعد، وقد قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بسبب حرصه على هداية أبي طالب “إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ” (القصص:56).

________________________________________
المصدر: بتصرف يسير عن موقع الإسلام اليوم http://www.islamtoday.net/istesharat/quesshow-70-131118.htm

إرسال تعليق

 
Top