قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن أهل الجنة ليتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر من الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ) هكذا هو في عامة النسخ ( من الأفق ) قال [ ص: 301 ] القاضي : لفظة ( من ) لابتداء الغاية ، ووقع في رواية البخاري ( في الأفق ) قال بعضهم : وهو الصواب ، قال : وذكر بعضهم أن ( من ) في رواية مسلم لانتهاء الغاية ، وقد جاءت كذلك كقولهم : رأيت الهلال من خلل السحاب ، قال القاضي : وهذا صحيح ، ولكن حملهم لفظة ( من ) هنا على انتهاء الغاية غير مسلم ; بل هي على بابها ، أي كان ابتداء رؤيته إياه رؤيته من خلل السحاب ومن الأفق ، قال : وقد جاء في رواية عن ابن ماهان ( على الأفق الغربي ) ومعنى الغابر : الذاهب الماشي ، أي : الذي تدلى للغروب وبعد عن العيون ، وروي في غير صحيح مسلم ( الغارب ) بتقديم الراء ، وهو بمعنى ما ذكرناه . وروي ( العازب ) بالعين المهملة والزاي ، ومعناه : البعيد في الأفق وكلها راجعة إلى معنى واحد .


إرسال تعليق