البيئة التي نشأ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
دار جزء من المحاورة بين هرقل وأبي سفيان، عن البيئة التي نشأ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك للتأكد من أن إعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة ليس محل شبهة، فلم يكن في العرب من قبل نبي أو رسول كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن طالب ملك أو ساع لثأر، وهذا مما يؤكد بعثته صلى الله عليه وسلم.
إن من علامات النبوة أن تظهر في زمان في حاجة إلى نبي، وقد كان ذلك هو زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انحرفت الأرض وضلت عن سواء السبيل، خطب رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقَالَ: "أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ".
لقد كان العالم كله في هذا الوقت في حاجة شديدة إلى رسالة نبي الهدي والرحمة صلى الله عليه وسلم، حيث انتشر الظلم والفساد والانحراف في حياة الناس ولم يكن الخلاص إلا برسالة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم.
ولقد ظهر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قبيلة ليسوا من أهل العلم ومن بلدة كانت الجهالة غالبة عليهم، ولم يتفق له الاتصال بعالم، فإذا نبت في هذه البيئة ثم بلغ في معرفة الله وصفاته وأفعاله وأحكامه هذا المبلغ العظيم وجاء بكتاب يحتوي على مختلف العلوم عجز جميع الأذكياء من العقلاء عن القرب منه، فإن ذلك يحمل كل ذي عقل سليم وطبع قويم على الاقرار بأن هذا العلم الفذ لا يتيسر لأحد من البشر إلا بتعليم إلهي خاص؛ وهذا ما قرره الله عزوجل في كتابه الكريم يقول تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [ هود : 49 ].
غير أنه قد ترد هنا شبهة يلقيها بعض أهل الكتاب بزعمهم أن النبوات ختمت بعيسي عليه السلام، وهذا الزعم الباطل نرد عليه من نصوص أهل الكتاب أنفسهم التي تؤكد أنهم كانوا ينتظرون نبياً آخر غير المسيح وإيلياء، فقد جاء في إنجيل يوحنا (1: 19-25) أن علماء اليهود سألوا يحيى عليه السلام: أأنت المسيح ؟ فقال لهم: لا، فسألوه: أأنت إيلياء ؟، فقال: لا، فسألوه : أأنت النبي ؟ أي النبي المعهود الذي أخبر عنه موسى عليه السلام، فقال يحيي عليه السلام: لا".
فهؤلاء ثلاثة أنبياء كان ينتظرهم بنو إسرائيل الأول المسيح عليه السلام والثاني إيلياء عليه السلام والثالث النبي الذي أخبر عنه موسي عليه السلام، فمن يكون هذا النبي إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن عيسي عليه السلام قال كما روى عنه في إنجيل متي (15 : 24): "لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة"، فإذا كان عيسي عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل فحسب فماذا عن بقية العالم، كما أن عيسي عليه السلام أبلغ تلاميذه أنه لم يقل لهم كل ما يريده بل بقيت أمور يبلغها المعزي الذي يأتي بعده، جاء في إنجيل يوحنا (16 :12-13 ): "إن لي أمورًا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق".
فرسالة عيسي عليه السلام ورسالة الأنبياء قبله كانت في حاجة إلى من يكملها ويبلغها العالم كله، وقد كان ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك حذر المسيح عليه السلام من الكذابين الذين يأتون بعده، ولولا أنه يعلم أن هناك نبيًا خاتمًا سوف يأتي لأبلغ تلاميذه بأن خاتم الأنبياء وأنه لن يأتي أحد بعده بدلا من أن يطالبهم بالتمييز بين الكاذب والصادق.
دار جزء من المحاورة بين هرقل وأبي سفيان، عن البيئة التي نشأ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك للتأكد من أن إعلان رسول الله صلى الله عليه وسلم النبوة ليس محل شبهة، فلم يكن في العرب من قبل نبي أو رسول كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن طالب ملك أو ساع لثأر، وهذا مما يؤكد بعثته صلى الله عليه وسلم.
إن من علامات النبوة أن تظهر في زمان في حاجة إلى نبي، وقد كان ذلك هو زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث انحرفت الأرض وضلت عن سواء السبيل، خطب رسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقَالَ: "أَلَا إِنَّ رَبِّي أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي يَوْمِي هَذَا كُلُّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدًا حَلَالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمْ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا وَإِنَّ اللَّهَ نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلَّا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ".
لقد كان العالم كله في هذا الوقت في حاجة شديدة إلى رسالة نبي الهدي والرحمة صلى الله عليه وسلم، حيث انتشر الظلم والفساد والانحراف في حياة الناس ولم يكن الخلاص إلا برسالة النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم.
ولقد ظهر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في قبيلة ليسوا من أهل العلم ومن بلدة كانت الجهالة غالبة عليهم، ولم يتفق له الاتصال بعالم، فإذا نبت في هذه البيئة ثم بلغ في معرفة الله وصفاته وأفعاله وأحكامه هذا المبلغ العظيم وجاء بكتاب يحتوي على مختلف العلوم عجز جميع الأذكياء من العقلاء عن القرب منه، فإن ذلك يحمل كل ذي عقل سليم وطبع قويم على الاقرار بأن هذا العلم الفذ لا يتيسر لأحد من البشر إلا بتعليم إلهي خاص؛ وهذا ما قرره الله عزوجل في كتابه الكريم يقول تعالى: (تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ) [ هود : 49 ].
غير أنه قد ترد هنا شبهة يلقيها بعض أهل الكتاب بزعمهم أن النبوات ختمت بعيسي عليه السلام، وهذا الزعم الباطل نرد عليه من نصوص أهل الكتاب أنفسهم التي تؤكد أنهم كانوا ينتظرون نبياً آخر غير المسيح وإيلياء، فقد جاء في إنجيل يوحنا (1: 19-25) أن علماء اليهود سألوا يحيى عليه السلام: أأنت المسيح ؟ فقال لهم: لا، فسألوه: أأنت إيلياء ؟، فقال: لا، فسألوه : أأنت النبي ؟ أي النبي المعهود الذي أخبر عنه موسى عليه السلام، فقال يحيي عليه السلام: لا".
فهؤلاء ثلاثة أنبياء كان ينتظرهم بنو إسرائيل الأول المسيح عليه السلام والثاني إيلياء عليه السلام والثالث النبي الذي أخبر عنه موسي عليه السلام، فمن يكون هذا النبي إن لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كما أن عيسي عليه السلام قال كما روى عنه في إنجيل متي (15 : 24): "لم أرسل إلا إلى خراف بني إسرائيل الضالة"، فإذا كان عيسي عليه السلام أرسل إلى بني إسرائيل فحسب فماذا عن بقية العالم، كما أن عيسي عليه السلام أبلغ تلاميذه أنه لم يقل لهم كل ما يريده بل بقيت أمور يبلغها المعزي الذي يأتي بعده، جاء في إنجيل يوحنا (16 :12-13 ): "إن لي أمورًا كثيرة أيضا لأقول لكم ولكن لا تستطيعون أن تحتملوا الآن وأما متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق".
فرسالة عيسي عليه السلام ورسالة الأنبياء قبله كانت في حاجة إلى من يكملها ويبلغها العالم كله، وقد كان ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك حذر المسيح عليه السلام من الكذابين الذين يأتون بعده، ولولا أنه يعلم أن هناك نبيًا خاتمًا سوف يأتي لأبلغ تلاميذه بأن خاتم الأنبياء وأنه لن يأتي أحد بعده بدلا من أن يطالبهم بالتمييز بين الكاذب والصادق.
إرسال تعليق