"هل انت ذلك النبي – المنتظر - ؟" ( انجيل يوحنا 1:20 )
من كان "ذلك النبي" ؟
مقارنة بين عيسى –عليه السلام- ومحمد -عليه الصلاة والسلام –
"ذلك الشخص المواسي، روح الحقيقة، هو الذي سوف يرسله الله باسمي، سوف يعلمكم جميع الأشياء وسوف يذكركم بكل ما أخبرتكم به"
الكتاب المقدس – يوحنا 14: 26
قال تعالى على لسان عيسى ابن مريم {وَإِذْ
قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ
اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
القرآن الكريم – 61: 6
سأل
كبار الكهنة واللاويين(أفراد قبيلة لاوي العبرانية) يوحنا المعمدان: "إذا
لم تكن عيسى (المسيح) ولم تكن إلياس، فهل أنت ذلك الرسول؟"
الكتاب المقدس – يوحنا 1: 20
عندما
سأل كبار الكهنة واللاويين يوحنا المعمدان من يكون، وجهوا له ذلك السؤال
بشكل غريب جداً. في البداية سألوه هل أنت المسيح المنتظر (عيسى أو يسوع
باللغة اليونانية)، فكان جوابه أنه ليس المسيح الذي كانوا يتطلعون إليه. ثم
سألوه بعد ذلك، هل أنت الرسول إلياس؟ فأجابهم مرة أخرى "لا". والآن يأتي
الشق الغريب من السؤال. سألوه أخيراً، هل أنت "ذلك الرسول؟"
هل أنت المسيح؟ (لا)
هل أنت إلياس؟ (لا)
هل أنت ذلك الرسول؟ (لا)
فماذا كانوا يعنون بكلمة "ذلك الرسول؟" نحن بالطبع نعرف من هو عيسى (عليه السلام)، كما
أن جميع النصارى يفترض أنهم يعرفون أن كلمة عيسى
christ" " هي مختصر لكلمة المسيح باللغة اليونانية " christos "، وهو نفس المعنى المستخدم في اللغة العبرية لكلمة "المسيح".
إن
اليهود قبل ألفي عام كانوا بالتأكيد يبحثون عن المسيح الذي تنبأت به كتبهم
وكانوا يعلمون أنه سوف يخرج ويقودهم إلى النصر على أعدائهم وبذلك يسترجعون
سيادتهم على العالم. فقد كانوا مضطهدين تحت السيطرة الرومانية، وحتى
ملوكهم اليهود كانوا مجرد دمى يلعب بها الكفار. ولذلك، كانوا سوف يتذوقون
طعم السعادة الغامرة لو رأوا شخصاً ما قادماً ليهزم ملوك الرومان والأشخاص
الذين يعينونهم للرقابة على الأرقاء.
عندها
سأل الكهنة واللاويين يوحنا المعمدان فيما إذا كان هو الرسول إلياس وقد
عاد بعد غياب طال مئات السنين. فقد كان متداولاً بينهم أن إلياس سوف يعود
مرة أخرى، ولكن مرة أخرى، كان جواب يوحنا المعمدان بالنفي.
إذاً، من يكون؟ لقد تعجبوا من هذا الرجل الذي يعيش في الصحراء وترك الثروة والرفاهية وآثر الصوم وهجر ملذات الحياة الدنيا.
ثم
سألوا يوحنا المعمدان مرة أخرى من يكون، فقالوا: "هل أنت ذلك الرسول؟"
ولكنه أجاب بأنه "ليس ذلك الرسول" ولكنه أخبرهم بعد ذلك عن شخص سوف يأتي
بعده قريبا، وقال بأنه – أي يوحنا - لا يعادل رباط حذاء ذلك الشخص.
ومع
ذلك، فإن ذلك ليس جواباً شافيا على السؤال، "فمن كانوا يتوقعون مع المسيح؟
هل كانوا ينتظرون شخصاً مثل محمد (صلى الله عليه وسلم)؟ (ربما)
من هو ذلك الرسول؟
استمر في القراءة واعرف من هو "ذلك الرسول" وما هي البراهين الأخرى التي يمكن اكتشافها في النصوص المقدسة لإثبات هذه الفكرة.
لقد
كان المسلمون لعدة قرون يعتقدون أن عيسى (عليه السلام) كان "ذلك الرسول"
المذكور في كلمات إنجيل يوحنا. فقد ذكر القرآن الكريم أن الصفات الرئيسية
لرسالة عيسى (عليه السلام) أنها "تبشر" أو "تزف البشائر" حول الرسول القادم
محمد (صلى الله عليهم وسلم). فخلال فترة رسالته القصيرة التي لم تتجاوز
الثلاث سنوات، والتي أبدت خلالها أمته العدوان تجاهه، بشرهم عيسى (عليه
السلام) بنبي اسمه أحمد (وهو أحد صيغ اسم "محمد" صلى الله عليه وسلم") وهو
آخر رسول يبعثه الله تعالى وسوف يكمل به الشريعة السماوية نظريا وعملياً.
وقد ذكر القرآن الكريم على لسان عيسى عليه السلام: {وَإِذْ قَالَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ
إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ
وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا
جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَٰذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6)}
القرآن الكريم – 61: 6
لقد
بيّن القرآن الكريم أن اسمه "أحمد" وهو أحد صيغ كلمة "محمد" (صلى الله
عليه وسلم)، فهو تماما كما هو شائع في اللغة الإنكليزية، مثل اسم جوزيف،
يشار إليه بصيغة مختصرة مثل "جو" أو "جوي" وكذلك أسماء من مثل "جوناثان"
تختصر بكلمة "جون" "جاك" أو جوني"، ونفس المبدأ ينطبق في اللغة العربية على
اسم "محمد"، "أحمد" و "حمد" وهي بعض الأسماء المشتقة من الجذر "حمد" في
اللغة العربية، ويمكن فهمها على أنها "الشخص الذي يحمد الله، أو الشخص
المحمود، أو الحامد وغيرها من المعاني.
وقد
ذكر عبد الله يوسف علي أثناء ترجمته لمعاني القرآن الكريم إلى اللغة
الإنكليزية أن "أحمد أو محمد أو المحمود، هي ترجمة للكلمة اليونانية periclytos ،
وقد تم ترجمة هذه الكلمة في إنجيل يوحنا الحالي 14: 16، 15: 26، و 16: 7،
على أنها تعني "المواسي" ويمكن أن تعني أيضا "المؤيد أو المحامي، وهو الشخص
الذي يستعان به لمساعدة وإراحة الآخرين، أو الصديق اللطيف. ومحمد (صلى
الله عليه وسلم) كان معروف منذ ولادته بأنه الشخص الذي جلب الراحة والهدوء
إلى عائلته وأصدقائه والغرباء على حد سواء، وخاصة في جمع أواصر القرابة
والحب الأخوي.
ومن
الألقاب التي ذكرت عن محمد (صلى الله عليه وسلم) في الكتاب المقدس (أو على
الأقل ما بقي منه في اللغة الإنكليزية)، كلمة "روح الحقيقة"، وكلمة الصادق
باللغة العربية هي تماما معنى تلك الكلمة وهي من الأسماء الذي اشتهر بها
محمد (صلى الله عليه وسلم) بين من عرفوا صدقه وأمانته.
وفي
إنجيل العهد الجديد، بحسب يوحنا، وعدهم عيسى (عليه السلام) أن ذلك الشخص
"المواسي" أو "الذي يساعد ويريح الآخرين" أو "المؤيد" سوف يأتي، في أربعة
مواضع (يوحنا 14: 16، 14: 26، 15: 26، 16: 7). ومن المعروف بديهيا أن عيسى
(عليه السلام) لم يعد خلال فترة حياتهم ولم يظهر أي رسول آخر آنذاك، ولذلك
توصل المفكرون المتأخرون إلى القول أن عيسى (عليه السلام) ليس هو "شخصيا"
من سيظهر، بل سوف يعود على "شكل روح". وهذا جعل بعض النصارى يعتقدون أنه
الروح القدس الذي سينزل على الحواريين في يوم عيد الحصاد (الفصل 2) ليشهد
عن المسيح ويدلهم على الحقيقة برمتها ويكون مع المؤمنين إلى الأبد ولن
يموتوا بعد ذلك أبداً (يوحنا 3: 16) وسوف يعيشون حياة خالدة. كما أضاف
بعضهم بعض الآيات لاحقا (انظر الملاحظات الهامشية بخصوص النسخة القياسية
المعدلة عن الإنجيل) إلى الجزء الأخير من مرقس (16) حيث تنزل الروح إليهم
بشكل يتخيلون فيه أنفسهم قادرين على التحدث بلغات جديدة، يلتقطون الأفاعي،
يضعون أيديهم على المرضى فيتماثلون للشفاء، ويشربون السم ولا يؤثر ذلك فيهم
شيئاً. (لوقا 23: 17- 18).
ومن
النقاط الجديرة بالذكر أيضا، أن ذلك الشخص "المواسي" أو "المؤيد" أو "روح
الحقيقة" سوف يسكن معنا من الآن فصاعداً. ومن المعروف حاليا أن كل شخص
يمكنه أن يرى تأثير محمد (صلى الله عليه وسلم) ورسالته في "عبادة إله واحد
لا شريك له" والتي لا تزال مستمرة منذ فترة طويلة بعد وفاته (صلى الله عليه
وسلم).
إرسال تعليق