كان كات ستيفنز يسبح يوماً في البحر ، فأوشك على الغرق ، فدعا ربه دعاء مضطر غريق : " يا رب إن أنقذتني فسوف أخدم دينك الحق".
فجاءته موجة قوية حملته وقذفت به على الشاطئ ، ثم حملته موجة الهداية إلى شاطئ الإسلام ، وذلك بعد أن أصيب بمرض السل ، فأهداه أخوه – وكان في زيارة للقدس – نسخة من معاني القرآن الكريم ، فلما شرع كات في قراءتها تذكّر عهده مع ربه ، وعرف أن الدين الحق الذي خُلق ليخدمه هو الإسلام ..
يقول : " لما قرأت القرآن اكتشفت معنى الخلق والحياة ، وأيقنت أنه ليس من كلام البشر ، ووجدت التوحيد فيه يتماشى مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها ، لقد شعرت كأن القرآن يخاطبني ، فكلماته كانت قريبة مني مع كونها مخالفة تماماً لكل ما قرأته من قبل ، لقد أجاب القرآن على تساؤلاتي ، وبذلك شعرت بالسعادة ، سعادة العثور على الحقيقة" .
بعد إشهار إسلامه ، وكما يُتوقّع ، تخلّعت صحافة الغرب وتقيأت كالسكير ، وشنّت عليه حملات التشويه ، فلم يكترث بها ، وتابع خُطاه في الارتقاء ، وهجر اللذات ليمارس الذات .
قالوا : نفتْه الأرض مُذ عشــق الســما والذنبُ ذنبـُهْ
لا الشرق قد أضحى له شرقاً ، وليس الغربَ غربُـهْ
هي غربــة الأطهــار في ملكوتهـــا يرتــاح قلبـــُهْ
يرقى المعارج ، من ذُراه يسـير والأكـوان ركبُــــــهْ (1)
" قبل الإسلام كنت مثل السفينة التي تجري في البحر ، ولكن بدون اتجاه وبعد أن درست القرآن الكريم نطقت بالشهادتين ، فولدت من جديد ، ورحت أدرس سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فأدركت الثروة الهائلة في حياته وسنته " (2).
" هزني تعريف القرآن بخالق الكون ، فقد اكتشفت الإسلام عبر القرآن ، وليس من أعمال المسلمين ! أيها المسلمون ! كونوا مسلمين حقاً حتى يتمكن الإسلام من الانتشار في العالم كله ، فالإسلام هو السلام لكل العالم "(3) .
" أدركت وأنا في المدرسة أن هناك فرقاً كبيراً بين دروس الدين ودروس العلوم الأخرى كالحساب ، في حصة الدين تعلمنا أن 3 = 1 ، وهذا غير صحيح في دروس الرياضيات ! وأخيراً وجدت الواحد واحداً في الإسلام " (4) .
وقد أنشأ مدرسة إسلامية للأطفال في لندن ، وأنشأ مؤخراً ثانوية للبنات وأخرى للبنين ، وهي الأولى من نوعها في بريطانية .
" من كتاب " ربحت محمدا ولم أخسر المسيح "
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.