يقدم الإسلام ضمانا لكل مسلم مخلص مطيع لله حتى يموت على ذلك بأنه سيدخل الجنة قطعا وجزما. قال الله تعالى في محكم تنزيله:
وَالَّذِينَ
ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلا (النساء 122:4).
وقال الله تعالى:
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (المائدة 9:5).
وقال الله تعالى:
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (مريم- الآية 61:19).
وقال الله تعالى:
قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيرًا (الفرقان 15:25).
وقال الله تعالى:
لَكِنِ
الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ
مَبْنيَّةٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ
اللَّهُ الْمِيعَاد(الزمر 20:39).
وكذلك يضمن الإسلام للكافر المعرض عن أمر الله عز وجل بأنه سيدخل النار قطعا وجزما. قال الله تعالى:
وَعَدَ
اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْكُفَّارَ نَارَ جَهَنَّمَ
خَالِدِينَ فِيهَا هِيَ حَسْبُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ
مُقِيمٌ(التوبة 68:9).
وقال الله تعالى:
وَالَّذِينَ
كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا
يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (فاطر 36:35).
وقال الله تعالى عن الكافرين يوم الدّين:
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (يس 63:36-64).
فوعْد الله لا يتخلّف مع الفريقين كما ذكر عن حالهما بعد انتهاء يوم القيامة. قال الله تعالى:
وَنَادَى
أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا
وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا
قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ
عَلَى الظَّالِمِينَ (الأعراف 44:7).
فكلّ من آمن وعمل صالحا ومات على ذلك يدخل
قطعا الجنة، وكلّ من كفر وعمل السيئات ومات على ذلك يدخل النّار قطعا. ثمّ
إن من قواعد الإسلام العظيمة أن يعيش المؤمن بين الخوف والرّجاء. فلا يحكم
لنفسه بالجنة لأنّه سيغترّ ثمّ إنه لا يدري على أيّ شيء سيموت. ولا يحكم
على نفسه بالنّار لأنّ ذلك قنوط من رحمة الله ويأس محرّم. فهو يعمل
الصّالحات ويرجو أن يثيبه الله عليها ويجتنب السيئات خوفًا من عقاب الله.
ولو أذنب فإنه يتوب لينال المغفرة ويتقي بتوبته عذاب النّار والله يغفر
الذّنوب ويتوب على من تاب.
وإذا خاف المؤمن أن ما قدّمه من العمل لا
يكفي زادا في العمل خوفا ورجاء. ومهما قدّم من أعمال صالحة فإنّه لا يركن
إليها ولا يغترّ فيهلك بل يعمل ويرجو الثواب، وفي الوقت ذاته يخشى على عمله
من الرياء والعُجب والحبوط. كماقال الله تعالىفي وصف المؤمنين:
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (المؤمنون 60:23).
فهكذا يبقى المؤمن يعمل ويرجو ويخاف إلى
أن يلقى الله على التوحيد وعمل الصّالحات فيفوز برضى الربّ وجنّته. وهذه هي
الدوافع الصّحيحة للعمل، وأنّ الاستقامة في الحياة لا تحصل إلاّ بالخوف
والرجاء. ولو كان كلّ شخص عنده الخلاص المؤكد والضمان بالجنة لكانت مصيبة
عظيمة. إذ أنّه سيفعل كلّ حرام ويرتكب كلّ محظور بهذا الضمان.
وكثيرًا ما ترتكب الجرائم اعتمادا على ذلك الضمان الباطل وصكوك الغفران وطلبات الصّفح من الرهبان. وقد أخبرنا ربنا عن هؤلاء بقوله:
وَقَالُوا
لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ
أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (البقرة- الآية 111)
وقضية الجنّة عندنا نحن المسلمين ليست بأهوائنا ولا بأهواء غيرنا كما قال ربنا:
لَيْسَ
بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً
يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا (النساء 123:4).
____________________
المصدر: kalemasawaa.com
إرسال تعليق