0

محمد: الحمد لله الذي أنقذني بالإسلام

 

اسمي سوبيا أنتيا، أنا هندي كنت أدين بالهندوسية، وهي إحدى الديانات أو العقائد الوثنية المنتشرة في الهند، نعبد فيها أنا وأسرتي التماثيل والأصنام والأوثان والحيوانات والنار وغير ذلك من المعبودات والمسميات الباطلة.
وقد هيمنت عليَّ سنوات طويله؛  أعمت بصيرتي، وطمست على قلبي، ووضعتني في ظلمات الشرك وضلال الكفر.

أعجبتني أخلاق المسلمين

لكن هذه الحال تغيرت بعد قدومي للكويت؛ لأعمل سائقًا لدى إحدى الأسر الكويتية، وقد مضى على قدومي من الهند ما يقرب من عشرين عاماً، وفيها تعرَّفت على طبائع المسلمين وأخلاقهم وعاداتهم وتقاليدهم وتعرفت على أخلاقهم ومظاهر العبادة عندهم وتعاليم دينهم.

وقد أعجبت بذلك كثيرًا، وشعرت أن ثمة فروق كثيرة بين الهندوسية والإسلام، لقد وجدت الإسلام يدعو إلى المساواة والعدالة والحرية وتحريم الاستعباد والطائفية، وينهى عن التفريق بين أفراد المجتمع كما يحدث في الهندوسية حيث كانت طقوس العبادة في المعابد الهندوسية فيها تمييز بين طبقات المجتمع، فأخيار القوم وأغنياؤهم في المقدمة وأوسطهم خلفهم، بينما الفقراء والمساكين في ذيلهم؛ فالعبادة كان فيها تمييز وتفريق بين أفراد المجتمع.

ولم أكن مقتنعًا بما نفعله في المعبد، لكنني نشأت وأسرتي على هذه الديانة، ولم أعرف دينًا آخر غيرها في ذلك الوقت.

كنت أرافق كفيلي إلى المسجد

ومنذ حوالي سنتين تقريبًا مرض كفيلي، فكنت أرافقه في الذهاب إلى المسجد، ورأيت المسلمين يصلون في جماعة لا فرق عندهم بين القوي والضعيف أو الغني والفقير أو الأبيض والأسود، فالناس جميعًا سواسية في صفوف متساوية يعبدون الله.
وحينما سمعت القرآن يقرأ أثناء الصلوات اقشعر قلبي، وارتجف جسمي، وأحسست براحة نفسية لما سمعت تلاوة الآيات، كنت أستمع إلى نبرات الكلمات القرآنية، فأشعر أنه شيء عجيب ومختلف، لم أسمع به من قبل.
وبعد فراغ المسلمين من الصلوات في المسجد وجدتهم يسلمون على بعضهم، ووجدت تكافلاً وتواصلاً فيما بينهم واحتراماً؛ ورأيت الصغير يحترم الكبير، والكبير يعطف على الصغير، فقلت لنفسي: ما أعظم هذا الدين! وما أجمل تعاليمه! وما أحسن الأخلاق والقيم التي يدعو إليها!

عقدت العزم على الإسلام

وهكذا بدأت أقتنع بالإسلام، وسألت نفسي: كيف يمكنني الدخول في هذا الدين العظيم؟ ومن الذي يساعدني؟ ولو دخلت في الإسلام هل سيغضب مني أهلي؟ أسئلة كثيرة سألتها لنفسي.
ثم تحدثت مع كفيلي في أمور الإسلام وكيفية الدخول فيه، فسعد بي سعادة غامرة، وأخبرني أنه سيساعدني، وبالفعل أرشدني إلى الطريق الصحيح، وأخبرني أن المسلمين يعبدون إلهاً واحداً لا شريك له، وهو خالق الكون وخالق السماوات والأرض والجبال والأنهار والبحار والزرع والإنسان والحيوان وخالق جميع الموجودات، وأخبرني كذلك بأن الله سبحانه وتعالى موجود وقادر على كل شيء، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.
ثم اصطحبني إلى لجنة التعريف بالإسلام، وأخبرني أن اللجنة ستساعدني كثيرًا على التعرف على الإسلام وتعاليمه وأركانه وفرائضه وأسسه وأحكامه، ولما سمعت ذلك من كفيلي فرحت فرحاً كثيراً.. وبالفعل عقدت العزم على إشهار إسلامي .

بداية الطريق

ولما ذهبنا إلى لجنة التعريف بالإسلام، وقابلت أحد الدعاة الهنود أخبرته أنني أريد الدخول في الإسلام، وأنني عاقد العزم على ذلك، فقام الشيخ عبد السلام بتلقيني الشهادتين، وأشهرت إسلامي داخل اللجنة، وكنت سعيداً جداً، وأحسست بأن الغمة زالت عني، وأنني قد دخلت في نور الإسلام بعد أن كنت في ظلام الشرك والضلال، وأن نفسي تطهرت من دنس المعاصي وأدران الخطايا، وشعرت أنني في عهد جديد مع نفسي، وأدركت أن ما مضى من عمري غير محسوب.
حينما دخلت في الإسلام اتخذت لنفسي اسم محمد، وأخبرت أهلي بإسلامي، فلم يعارضني أحد منهم، وقد تركوا لي الحرية، وأنا أعقد العزم على إقناعهم ودعوتهم إلى الإسلام حينما أسافر وأرجع إلى الهند في الإجازة، وأول من أدعوه هو زوجتي وابني، وهما الآن يرسلان لي خطابات باسمي الجديد محمد، ولم يعد لسوبيا أنتيا أي وجود.

مبادئ الإسلام

بدأت أتعلم مبادئ الإسلام خطوة خطوة، فتعلمت في البداية الصلاة وأركانها وأحكامها وعرفت أنه لا تجوز الصلاة بغير طهارة أو وضوء، وعلمت أن المسلم يؤدي خمس صلوات في اليوم والليلة.
وعندما بدأت الصلاة لأول مرة، ووقفت بين يدي الله بخشوع وخوف منه تعالى، تركت الدنيا بما فيها خلف ظهري، واتجهت لخالق الخلق أرجو رحمته، وأدعوه أن يغفر لي ذنوبي وأن يطهرني تطهيرًا، وأن يتوب عليَّ، وأن يعفو عما مضى، وحينما فرغت من الصلاة بكيت بكاء شديدًا، وندمت على الفترة التي قضيتها وأنا غير مسلم. لقد كنت على ديانة باطلة، والحمد لله أن أنقذني بالإسلام.
ولقد تعرفت على مبادئ الإسلام الصحيحة عن طريق المحاضرات واللقاءات الدعوية، وبدأت أتعلم اللغة العربية وكيفية قراءة القرآن الكريم.

كل شيء في الإسلام جميل

رأيت في الإسلام كل شيء جميل، فهو دين الطهارة والصلاة، ودين العفة والنقاء والتكافل الاجتماعي والمعاملة الحسنة، ودين القيم والأخلاق الحميدة، لقد وجدت في الإسلام المساواة والعدل في كل شيء.
وقد ساعدتني اللجنة على حج بيت الله عز وجل، وفي الحج رأيت مشهدًا عظيمًا رائعًا لم أشاهده من قبل، رأيت الناس بلباس واحد يأتون من كل فج عميق، يلبون ويطوفون بالبيت العتيق، ويذكرون الله في أيام معدودات، كلهم متساوون أمام الله ، فلا فضل لأحد على آخر إلا بالتقوى والعمل الصالح، وشعرت في الحج أن ذنوبي قد غسلت، وأن الخطايا قد زالت.
وختامًا أحمد الله كثيرًا على أن هداني إلى طريق الحق، ومنحني نعمة الإسلام والإيمان.

إرسال تعليق

 
Top