رسول الله وزوجاته
من المعلوم أن الزوجة هي أقرب الناس لزوجها؛ فهي تعلم سِرَّه قبل علنه، وتعلم حقيقة خُلُقه دون مواربة منه أو تَخَلُّق زائف، وهذا مع الزوجة الواحدة، فما بالُنا بزوجات كثيرات بلغْنَ التسع؟ فهل من المعقول أن تتواطأ تسعٌ من النساء الضرائر -وما يُعرف عنهن من الغيرة الشديدة- على تجميل وتحسين صورة زوجهن في حياته، وبعد مماته؟!إن العقل ينقض هذا التصوُّر، فقد تحبُّ بعضهن زوجها، وقد تكرهه الأخريات؛ لسوء معاملته لهن، أو لتقريبه لبعضهنَّ دون الأخريات، فهل كان الأمر كذلك مع رسول الله
لقد كان الأمر مخالفًا لذلك تمام المخالفة بين رسول الله
السيدة خديجة بنت خويلد
كانت أُولَى زوجات النبيولم يكن هذا التأييد من السيدة خديجة -رضي الله عنها- مجرد كلمات عابرة، بل كانت الحقيقة كاملة؛ فقد كانت هذه أخلاق رسول الله
شهادة السيدة عائشة
وقد شهدت أصغر زوجات النبيشهادة أم حبيبة بنت أبي سفيان
ومن أَجَلِّ المواقف التي جاءت في كتب السيرة، التي تشهدُ احترام وتوقير أمهات المؤمنين لرسول اللهفحينما نقضت قريش عهدها مع رسول الله
إن هذا الموقف من أم المؤمنين أم حبيبة -رضي الله عنها- يعكس التربية الإسلامية لهذه الزوجة الصالحة؛ فهي تعلم تمام العلم أن محمدًا نبيٌّ صادقٌ، وأن أباها مشرك يعبد ما لا يضرُّ ولا ينفع، فأرادتْ بهذا الفعل أن تُوقِظَهُ من غفلته التي يحيا فيها أعوامًا عديدة، فطوت الفراش -وهو انعكاسٌ عما يجيش في صدرها من مقارنة محسومة لصالح زوجها الصادق محمد
شهادة أم المؤمنين صفية بنت أخطب
ومن أعظم الشهادات على صدقهثم ها هي ذي تتمنَّى أن تُضَحِّيَ بنفسها فداءً لرسول الله
وكذلك عاشت كل زوجاته
د. راغب السرجاني
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.