في دولة مثل ألمانيا التي يكثر فيها تناول الخمور. ثلث الجرائم تحدث بسبب تأثير مباشر للخمر.
في هذا البحث نقرأ قول الباحثين:
According to the World Health Organization, alcohol consumption is associated with aggressive behavior more closely than the use of any other psychotropic substance
حسب منظمة الصحة العالمية فإن استهلاك الكحول (الخمور) مرتبط بالسلوك العدواني بشكل أقوى من تأثير أي مادة أخرى..
وقد وجدت الدراسات أن الخمر يدخل مباشرة إلى الجملة
العصبية فيحدث تأثيراً على العمليات في الدماغ، حيث تتعطل مراكز القيادة
والسيطرة.. وتتعطل المراكز التي تقوم بتنبيه الإنسان لوجود خطأ ما.. وتنشط
مراكز أخرى تجعل شارب الخمر يرى ارتكاب الجريمة أمراً جيداً!!
كما تؤكد دراسة حديثة جداً أجريت عام 2017 أن العلاقة بين الخمر والسلوك العدواني أصبحت حقيقة يقينية [3].. فقد تم مراقبة سلوك آلاف من مدمني الخمر وتبين
أن العدوانية تظهر على مدمن الخمر تجاه أصدقائه وأقاربه وأهل بيته.. وكثير
من حالات العنف المنزلي سببها الإدمان على الخمر.
وهذه دراسة عام 2016 [5] تؤكد ما يلي:
Alcohol also makes people aggressive, and is a factor in roughly 40 percent of violent crimes committed today.
الكحول يجعل الناس عدوانيين، وهو عامل في ما يقرب من 40 % من جرائم العنف المرتكبة اليوم.
ماذا عن النظر إلى الخمور؟
بحث آخر جديد (في منتصف 2017) من أستراليا وتحديداً من جامعة Curtin يؤكد أن مجرد النظر إلى الإعلانات المتعلقة بالخمر هو
أمر عدائي يحفز في دماغ من يشاهده رغبة لتناوله وربما الإدمان عليه [4]..
الأثر الأكبر للنظر للخمور وإعلاناتها يكون على الأطفال.. لذلك قال
الباحثون: يجب منع النظر إلى هذه الإعلانات المتعلقة بالخمور لكي نحمي
أطفالنا وشبابنا من الانحراف..
الخمر والميسر
بحث جديد (2017) لكلية لندن الملكية Imperial College London وجد باحثون دوليون شيئاً غريباً.. تأثير الخمر على الدماغ يشبه تأثير القمار [11]!! هذا البحث الذي نشر على مجلة Translational Psychiatry يؤكد أن القمار (الميسر) له أثر مدمر ليس فقط على الشخص بل على عائلته وعلى المحيطين به أيضاً.
أضرار هائلة للخمر
وهذا موقع عالمي [6] صمم خصيصاً للتحذير من مخاطر الخمور.. جاء فيه بالحرف الواحد:
Alcohol, more than any illegal drug, was found to be closely associated with violent crimes, including murder, rape, assault, child and spousal abuse. About 3 million violent crimes occur each.
ركزوا معي على هذه العبارة: الخمور مرتبطة بشكل قوي جداً بجرائم العنف: القتل والاغتصاب..
وهذا موقع آخر [7] يؤكد منذ بداية المقالة على أن الخمر يلعب دوراً كبيراً في جرائم العنف. وجاء فيه:
Alcohol plays a large role in criminal activities and violence.
وترجمة هذا الكلام: الكحول يلعب دوراً عظيماً في النشاطات الإجرامية والعنف!
وجاء عليه أيضاً:
In fact, about 40 percent of convicted murderers had used alcohol before or during the crime.
وهذا يعني: في الحقيقة بحدود 40 % من مجرمي القتل المدانين تعودوا شرب الخمر قبل أو أثناء جريمة القتل.
والنتيجة
التي وصل إليها الباحثون في هذا البحث تقول بأنه حتى الكميات الصغيرة
تعتبر غير آمنة على الدماغ.. وأن الكميات الآمنة من الخمر والتي كان ينصح
بها الأطباء في بريطانيا وأمريكا، في الحقيقة هي غير آمنة ومهما كانت ضئيلة ولا
يمكن تبريرها. ويقول الباحثون في نهاية بحثهم: لقد وجدنا أنه ليس هناك
مبرر للاستهلاك القليل من الخمر لأنه يؤثر على بنية الدماغ.
إحصائية 2013
ماذا نتج عن عدم تحريم الخمر في الولايات المتحدة الأمريكية.. إحصائيات لعام 2013 تقول:
يوجد
16.5 مليون مدمن خمر شديد في أمريكا. وأكثر من نصف الشعب الأمريكي (52 %
ممن هم فوق سن 12 سنة) يتعاطون المسكرات بشكل مستمر [13].
هذه
إعلانات يحاولون من خلالها اجتناب الخمر.. ويضعون أرقام هواتف للمساعدة
على ترك الخمر: الإعلان يقول: ضع الإدمان خلفك.. وابدأ مستقبلك.. أليس هذا
ما أمر به ديننا الحنيف؟
ولكن لنتوقف دقيقة ونتساءل: هل علم نبينا عليه الصلاة والسلام هذه الحقائق العلمية؟
1- الحقيقة العلمية الأولى تقول: استهلاك كأس واحد من الخمر يطور الرغبة في الزنا لدى الإنسان.
2- الحقيقة العلمية الثانية تقول: استهلاك الخمر يطور الرغبة بارتكاب الجريمة والقتل أحياناً.
هاتان
الحقيقتان أشار إليهما النبي الكريم في أحاديث عديدة منها: فقد روى
البيهقي: (اجتنِبوا الخمرَ؛ فإنَّها أمُّ الخبائثِ، إنَّه كان رجلٌ ممَّن
خلا قبلكم تعبَّد ويعتزِلُ النِّساءَ فلقيِته امرأةٌ غاويةٌ، فأرسلت إليه
خادِمَها، فقالت: إنَّا ندعوك لشهادةٍ، فدخل فطفِقتْ كلَّما دخل عليها
بابًا أغلقته دونه حتَّى أفضَى إلى امرأةٍ وضيئةٍ جالسةٍ وعندها غلامٌ
وباطِيَةٌ فيها خمرٌ ، فقالت: أنا لم أدْعُك لشهادةٍ ولكن دعوتُك لتقتلَ
هذا الغلامَ، أو تقعَ عليَّ، أو تشرَبَ كأسًا من هذا الخمرِ، فإن أبيْتَ
صِحتُ وفضحتُك، فلمَّا رأَى أنَّه لا بدَّ من ذلك قال: اسقِيني كأسًا من
هذا الخمرِ فسقَتْه كأسًا من الخمرِ، ثمَّ قال: زِيديني فلم يَرِمْ حتَّى وقع عليها، وقتل النَّفسَ،
فاجتنِبوا الخمرَ فإنَّه واللهِ لا يجتمِعُ الإيمانُ وإدمانُ الخمرِ في
صدرِ رجلٍ أبدًا ليُوشِكنَّ أحدُهما أن يُخرِجَ صاحبَه) [رواه البيهقي].
هذا
الحديث يؤكد لنا أن تناول الخمر يطور لدى الإنسان الرغبة في الاغتصاب
وكذلك يطور لديه السلوك الإجرامي العنيف الذي قد ينتهي بالقتل.. هذا ما حدث
مع ذلك العابد.. مع أنه كان يعتزل النساء سنوات طويلة ولم يتأثر بهن.. حتى
شرب الخمر.
إذاً
هذا الحديث الشريف الذي رواه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، يعتبر
معجزة علمية لأنه في زمن النبي عليه السلام لم يكن أحد يعلم التأثير النفسي
للخمر على سلوك الإنسان تجاه النساء وكذلك السلوك الإجرامي.. وهذا يعني أن
النبي الكريم لا ينطق عن الهوى وأن أحاديثه تتفق مع الدراسات العلمية مئة
بالمئة!
3- الحقيقة العلمية الثالثة تقول: استهلاك الخمر يطور السوك العدواني لدى الإنسان.
4- الحقيقة العلمية الرابعة تقول: إن الميسر يحدث أضراراً في الدماغ وتأثيرات مدمرة تشبه تماماً تلك التي يسببها الخمر والمخدرات!!
5- الحقيقة العلمية الخامسة تقول: إن الميسر يطور لدى الشخص السلوك العدواني العنيف تجاه الآخرين.
هذا
البحث الجديد لم يكن جديداً على علمائنا رحمهم الله الذين استمدوا علمهم
من نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام، فقد لعن الله الخمر وكل ما يتعلق بها..
فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه لعن في الخمر عشرة: عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشترى له) [رواه أبو داود].. ثم يأتي بعض الجهلاء ليقولوا : يجوز العمل في محلات بيع الخمر!!
7- الحقيقة العلمية السابعة تقول: إن الخمر داء وليس بدواء ويسبب أضراراً للدماغ والشريط الوراثي وينتهي بالسرطان.
أيضاً هذه النتيجة المهمة التي توصل إليها العلماء أخيراً أنبأ عنها حبيبنا عليه الصلاة والسلام في قوله عن الخمر: (إنَّها ليست بدواءٍ ولكنَّها داءٌ) [رواه ابن حبان في صحيحه].
8- الحقيقة العلمية الثامنة تقول: حتى الكميات القليلة جداً من الخمر مضرة للدماغ.
هذا بالضبط ما أشار إليه النبي الكريم في قوله: (ما أسكَرَ كثيرُهُ، فقليلُهُ حرامٌ) [رواه الترمذي].
والخلاصة:
نحن
أمام 8 حقائق علمية جديدة لم يتأكد العلماء منها يقيناً إلا في السنة
الماضية أو التي قبلها فقط.. فماذا سيقول الملحدون الذين تغنوا بالخمر
وبالحرية الشخصية؟ كيف سيواجهون هذا البحث؟ هل كلام النبي الكريم يتفق
بنسبة 100 % مع الحقائق العلمية أم لا؟ لن يستطيع أحد أن ينكر أن النبي
محمد صلى الله عليه سلم قد تلقى الوحي من الله تعالى، وإلا لماذا يحرم
الخمر وهي شيء أساسي لا يمكن الاستغناء عنه؟ لو كان كما يدعون أنه يقتل
البريئين ويسبي ويغتصب النساء ويسرق أموال الناس.... إذاً لماذا يحرم
الخمر.. هل من جواب منطقي؟ هل سمعتم بمجرم يرتكب هذه الفظائع ثم يحرم
الخمر؟
إن
تحريم النبي الكريم للخمر هو أكبر دليل على أنه يريد الخير للناس جميعاً،
ودليل على أنه لم يسلك أي طريق فيه عنف أو إجرام ... لأن الخمر هي أم
الخبائث كما سماها.. إنه رحمة للناس جميعاً... حتى الملحدين لو طبقوا
تعاليمه لحصلوا على السعادة التي حرموا منها بسبب إلحادهم.. ويكفيه أن الله
تعالى قال في حقه: { وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ } [الأنبياء: 107]. وقال أيضاً في حقه: { وَ إِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [القلم: 4]. وقال: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } [التوبة: 128].
فالحمد لله أن جعلنا من أمة هذا النبي الرحيم عليه الصلاة والسلام.
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.