" بعض الغربيين تزعجهم حقيقة مفادها: أن
الغرب هو غربُ صباحٍ أشرق في الشرق!"
- د. مراد هوفمان –
تقف
عوائق كثيرة دون انتشار نور الإسلام في العالم، وأهم هذه العوائق :
أولاً – مناخ التخلف الذي يرزح تحته
العالم الإسلامي :
إضافة إلى تخلف المسلمين في أسلوب عرض
الإسلام ، وتقصيرهم في تبليغه دعوةً وسلوكاً .
وهو أهم عامل على الإ طلاق ، وسيُخَصّ بتفصيل في مقالٍ تالٍ بعون الله تعالى.
ثانياً – تشويه الإعلام الغربي لصورة العرب والإسلام :
وتضخيم صورة التخلف ، ودور الإعلام لا
يخفى في تشكيل عقول الشعوب، وللأسف إن الذين يحكمون إمبراطورية الإعلام في
العالم هم اليهود ، فلا عجب إن ضلّلوا الرأي العام الغربي بالدعاية الكاذبة
التي تُجهِّل الإنسان الغربي بالإسلام .
يقول مراد هوفمان : "حتى أساس الإسلام ، الشهادة ، قد تم تحريفها في الغرب
إلى "أشهد أن لا إله إلا محمد" !! تُرى من هو النّصّاب؟"(1).
فالتشويه والصمت هما السلاحان الرئيسان للإعلام الغربي في تشكيل الرعب
الهستريائي من الإسلام ، يقول المسلم جون وبستر : "يظهر أن الغرب المسيحي قد
تآمر منذ الحروب الصليبية على التزام الصمت تجاه محاسن الإسلام، وحاول تشويه
مبادئه بطريقة متعمدة"(2).
وقد نبّأنا القرآن الكريم بهذه الحرب الإعلامية فقال تعالى :
((وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ
الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ
فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ )) (3)،
يقـول العلامــة د. يوســف القرضــاوي : ( أذىً كثيراً ) يدلّ على أن حرباً
كلامية ستُعلَن على أهل الإيمان ، لتشويه دعوتهم والتشكيك في سيرتهم ..
والآية قرنت بين الصبر والتقوى "أي بالتعفف عن مقابلة الخصوم بمثل أسلحتهم
الدنيئة فلا يُواجَه الدس بالدس"(4) .
وإذا كان الإسلام قد عانى من جاهلية العرب ربع قرن ، فقد ظل يعاني من جاهلية
الغرب قروناً طوالاَ !
وقد تأثر الإعلاميون الغربيون بشكل فاضح بالروح العدائية التي نفخها
المستشرقون ومعظمهم من اليهود.
ثالثاً – الاستشراق والروح الصليبية:
وقد بُحثا في مقالين سابقين بموقع "
صيد الفوائد"،و هما: " المستشرقون ودور حمّالة الحطب" و" إذا تحضّر الصليبيون
" .
رابعاً – الكتب المدرسية في مدارس الغرب وجامعاته :
وقد لعب مؤلفو هذه الكتب دور (حمّالة
الحطب) في عرقلة الأجيال عن الوصول إلى الإسلام ، والحق يقتضينا أن نشير إلى
أن بعض المؤلفين كانوا ضحية التضليل الكبير الذي ورثوه عن مكتبة الاستشراق .
يقول مراد هوفمان : " في مدارس ألمانية يُدرَّس الإسلام مشوهاً في (600) كتاب
بطريقة مرعبة" . فالحرب المعلنة على الإسلام في الغرب ليست "حرباً حضارية
باردة" فحسب ، بل هي حرب إيديولوجية محتدمة ومنظمة اكتملت كل أدواتها ،
وتعددت جبهاتها ، ولا ينقصها سوى شرف الخصومة !
خامساً – الأصولية المسيحية (الإنجيلية) :
نجح اليهود الصهاينة في اختراقٍ ثانٍٍ
للمسيحية ، لتوظيفها في خدمة الصهيونية ، فمزجوا بين المسيحية والصهيونية في
مذهب جديد عقيدته أن المسيح عليه السلام لن يعود إلى الأرض إلا بعد أن تقوم
دولة إسرائيل الكبرى (مملكة داود الكبرى) من النيل إلى الفرات ، وقد نجح
اليهود في السيطرة على مراكز القرار في الغرب في الولايات المتحدة الأمريكية
خاصة ، حتى إنه قد بدأت الصيحات تتعالى مطالبة بتحرير البيت الأبيض من
الاستعمار الصهيوني ! وسيدرك القارئ أبعاد هذه الحقيقة إذا قرأنا هذين
الخطابين لرئيسين أمريكيين أمام الكنيست الإسرائيلي .
الخطاب الأول :
"إن علاقة أمريكا بإسرائيل لا يمكن
تقويضها لأنها متأصلة في وجدان الشعب الأمريكي نفسه وأخلاقه وديانته ، فقد
تمكنت الصهيونية من التأثير الروحي على أوساط الكنائس الأمريكية ، الذين
صاروا يعتقدون أن نزول المسيح المخلّص مرتبط كل الارتباط بقيام إسرائيل
الكبرى ، ومن هذا المنطلق تستخدم هذه الكنائس في غالبيتها كل إمكاناتها لحشد
التأييد لإسرائيل في أوساط الرأي العام الأمريكي"(5).
الخطاب الثاني :
".. بعد ذلك مرض راعي الكنيسة ،
وحينما اشتد به المرض قمت بزيارته وقلت له : أعتقد أنني سأصبح في يوم من
الأيام رئيساً للولايات المتحدة ، فقال لي : إنك إذا تخليت عن إسرائيل فلن
يغفر لك الله أبداً ، إن مشيئة الله أن اختار إسرائيل أرضاً لنا ، وإن مشيئته
أن إسرائيل ستبقى إلى الأبد"(6).
سابعاً – امبراطورية الرأسمال الغربي :
والمتسترة بواجهة الحكومات الغربية ،
والمتمثلة في المؤسسات الاقتصادية الغربية الكبرى ، والتي ترى في المد
الإسلامي خطراً على مصالحها الاقتصادية ليس في العالم الإسلامي فحسب ، وإنما
في العالم بأسره (7).
***
" من كتاب " ربحت محمّداً ولم أخسر المسيح(1) (الإسلام كبديل ) د.مراد هوفمان ص (156) .
(2) عن ( محمد في الآداب العالمية المنصفة ) محمد عثمان ( 59 ) .
(3) قرآن كريم ، سورة آل عمران ( 186 ) .
(4) (الصبر في القرآن الكريم) د. يوسف القرضاوي .
(5) من خطاب الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر في آذار 1979 نقلاً عن ( الفكر الإسلامي في مواجهة الغزو الثقافي ) د. مصطفى حلمي ص (190) .
(6) من خطاب الرئيس الأمريكي السابق بل كلينتون عن كتاب ( النفوذ اليهودي في الإدارة الأمريكية) للكاتب المعروف الصحفي أحمد منصور ص (26) .
(7) ( أبحث عن هوية ) للأستاذ عبد الحكيم بحلاق ص (79) .
إرسال تعليق
Click to see the code!
To insert emoticon you must added at least one space before the code.